لا شك أن فيروس كورونا ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي برمته، في وقت تسبب فيه في فقدان الكثيرين لوظائفهم في مختلف دول العالم، لكن المملكة حماها الله اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية في هذا الجانب ولم تنهج هذا النهج، بل على العكس تماماً وفرت للمواطن والمقيم على حد سواء المتطلبات المالية اللازمة التي تساعده على التعامل مع تبعات كورونا والتخفيف من وطأته، ولا شك في أن الأزمات تحتاج منا إلى ربط الأحزمة حتى في ظل الاهتمام الحكومي، فالأزمات الوبائية في الغالب لا يدرك مدى تأثيرها الصحي والاقتصادي أحد، وفي كل الأحوال، الإنسان بحاجة إلى التخطيط المالي، ونعني به قدرة الفرد على مواجهة الاستحقاقات المالية المتوقعة وغير المتوقعة في حدود دخوله الثابتة، ولكن لعل هذه الجائحة حركت البعض ليغير طريقة تفكيره في تسيير أموره المالية الشهرية، وهناك من يخطط وتجده مع نهاية كل شهر ونهاية كل سنة أيضاً يثمر عن توفير مبلغ مالي ضمن الادخار الشخصي، وعلى عكس ذلك فإن من لا يدخر ولا يملك القدرة على التخطيط وفي النهاية يكون مديونًا» الرياض» تحاول في هذا التقرير تناول التفكير والتخطيط للادخار، ويتحدث في البداية د. سالم علي باشميل، مدرب سفراء برنامج ريالي للوعي المالي، فقال التخطيط المالي كثير منا إن لم نكن جميعًا يخطط بداية كل عام لجوانب حياته المختلفة، وهذا السلوك أي التخطيط سلوك مقصود، إذ لا يتصور أن تسير الحياة وفق ما تريد إن لم تكن مستعدًا لها استعدادًا جيدًا، ومن أهم الجوانب التي يجب أن يخطط لها الفرد أياً كانه عمره «التخطيط المالي»، إذ إن المال هو عصب الحياة، وبه يعان المرء في تحقيق أهداف خطته الأخرى، فلك أن تتصور النجاح العلمي في الالتحاق ببرنامج تدريبي أو شراء مراجع علمية دون توفر المال كيف سيكون صعبًا، حتى النجاح التعبدي المال يساعد في التميز فيه، فإن أكرمك الله بالمال ستكون في قمة نجاحك التعبدي أن تتصدق وتعطي الفقراء وتتفضل على ذوي القربى. لكن هناك سؤال يأتيني بشكل متكرر: «كيف أخطط ماليًا؟»، والمهم: «لماذا تريد أن تخطط ماليًا؟» ففي حال كانت الإجابة نابعة من الذات وكانت مهمة وعميقة، كانت الإجابة عن السؤال الثاني المتعلق بالطريقة والكيفية أسهل، وزاد: تخطط الناس ماليًا في الغالب لأسباب متعددة، تجتمع في غاية رئيسية يعبر عنها بأساليب مختلفة، هذه الغاية من التخطيط المالي هي تحقيق الكرامة المالية، يعني أن أعيش حياة تتوافق مع دخلي ولا أضطر في يوم أن أفقد كرامتي بسبب مالي، ولكي تبدأ في التخطيط المالي عليك القيام بأربع خطوات رئيسة وجدتها مجدية في كثير من الأحوال: فكر في طرق تستطيع من خلالها أن تقلل مصاريفك الشهرية 5 %، وفكر في طرق تستطيع أن تزيد دخلك من خلالها بنسبة 5 % شهريًا، وحدد هدفًا ماليًا ترغب بتحقيقه بعد سنة كاملة ويكون الهدف ممكن وواضح بالنسبة لك، و(ما توفره من الخطوة 1 + ما تكسبه من خطوة 2) أجعله لتحقيق هدفك المالي المذكور في النقطة 3 متناسبًا مع مقداره، وفي حال لم يكن المبلغ كافيًا أعد ضبط النقاط 1 + 2 أو غير هدفك المذكور في النقطة 3، وتذكروا أن مشوار الألف ميل يبدأ بنية وإرادة ثم خطوة. التخطيط مطلوب وأكد علي السلطان عضو فريق الأحساء المبدع وعضو المجلس البلدي سابقًا أنه لا يمكن أن يكتب النجاح لأي عملية ما لم يكن لها تخطيط ومتابعة والتخطيط المالي بما فيه الادخار هو أحد أهم الأمور التي نحتاجها في حياتنا المادية، لذا فإن بداية التخطيط المالي هي بوضع موازنة شهرية أولاً تتبعها موازنة سنوية وأن تكون العائلة على علم ودراية بذلك بل تكون شريكة في وضع الموازنة وملزمة بتنفيذ بنودها، وعلينا أولاً أن نتعلم كيف نعمل الموازنة ونحدد أوجه الصرف وكيفية المتابعة وعلينا أن ندرك أن هنالك ما يسمى بالتخطيط الذكي للميزانية، لذا يجب معرفة مفهوم التخطيط وطرق الموازنة بين الدخل والمصروف وفن صياغة الأهداف المالية وكذلك معرفة الفرق بين الأساسيات والكماليات فهنالك فرق بين الاحتياجات والرغبات ولا بد من إعطاء الأولوية للاحتياجات والتقليل من المصروفات الثانوية التي يمكن الاستغناء عنها، كما على الفرد أن يسجل مصاريفه ويقوم بتحليلها ومراجعتها بشكل دوري ليتعرف على السلوك الاستهلاكي الخاص به وبأفراد أسرته ولا يستغني الأمر عن الاستعانة بأحد برامج أو تطبيقات الادخار فيما يخص الموازنة والميزانية، كما يجب أن تكون لدى الشخص منا مهارة الادخار الشخصي، ولذا علينا معرفة ما هو الادخار وأهميته وكيفية تحديد نسبة الادخار المناسبة حسب الدخل وكذا معرفة أساليب الادخار، وهنا لا بد من فتح حساب بنكي لغرض الادخار وتحويل استقطاع شهري من الحساب الجاري إلى حساب الادخار، وبودي أن أشير إلى أن كل هذه الأمور إن لم تكن ضرورية في الماضي مع البعض فقد أصبحت بعد كورونا أكثر ضرورية ومن لم يدخل عالم التخطيط المالي سيلحقه الضرر الكبير فالاقتصاديات لتنتعش من جديد تحتاج إلى وقت طويل خاصة وأن الضريبة ستزداد 10 % وسنفقد 15 % بدل غلاء المعيشة وهذه الأرقام ستشكل عبئًا ماليًا جديدًا لم يضع له الفرد أي حساب ولذلك حان وقت التخطيط واستخدام العقل في المصروفات بدلاً من الصرف حسب الرغبات. قدرة الفرد وقال الكاتب علي البراهيم، لا يختلف اثنان بأن فيروس كورونا ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي برمته، في وقت تسبب فيه في فقدان الكثيرين لوظائفهم في مختلف دول العالم، لكن المملكة حماها الله اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية في هذا الجانب ولم تنهج هذا النهج، بل على العكس تماماً وفرت للمواطن والمقيم على حد سواء المتطلبات المالية اللازمة التي تساعده على التعامل مع تبعات كورونا والتخفيف من وطأته، ولا شك في أن الأزمات تحتاج منا إلى ربط الأحزمة حتى في ظل الاهتمام الحكومي، فالأزمات الوبائية في الغالب لا يدرك مدى تأثيرها الصحي والاقتصادي أحد، وفي كل الأحوال، الإنسان بحاجة إلى التخطيط المالي، ونعني به قدرة الفرد على مواجهة الاستحقاقات المالية المتوقعة وغير المتوقعة في حدود دخوله الثابتة. وأضاف: هذا التخطيط لا يجب أن يكون خيارًا بل يكون مطلبًا أساسيًا لكل فرد وكل أسرة، وذلك لمواجهة متطلبات الحياة بكل يسر وسهولة، والتخطيط المالي يعد صمام أمان، وهو لا يقف عند حدود مواجهة الاستحقاقات بل أيضًا إلى استثمار الفائض من الدخول والاستفادة منها بأفضل الطرق، وزاد: نحن نحتاج إلى التخطيط المالي لنحقق من خلاله العديد من الأهداف أهمها الوفاء بالمطلوب دون أن يكون هناك عبء قد يحول بيننا وبين قدرتنا على الوفاء به، فضلاً عن الاستقرار المالي الذي بدورة ينعكس على استقرار الأحوال الشخصية، ويتلخص مفهوم التخطيط المالي في مقدرتنا على التصرف في الدخل بعقلانية ومحاولة التكيف مع هذا الدخل وتخصيص جزء منه لمواجهة الحاجات المالية المستقبلية والأزمات؛ سواء المتكررة منها أو الطارئة، بيد أنه يجب أن ندرك أن لتخطيط المالي مهارة حياتية مهمة تساعدنا على الحياة بشكل أفضل من خلال تقييم واقعنا المالي وقياسه بالشكل الصحيح، ويعد تقسيم الدخل إلى نسب مئوية من مقومات التخطيط المالي الناجح، مثل تخصيص نسبة للسكن ونسبة للاحتياجات الأساسية وأخرى للادخار...إلخ. عليكم بالادخار أما الكاتب عبدالواحد العلوان، فقال: حلت أزمة كورونا على العالم في المناحي الطبية والاقتصادية بشكل خاص، واختبرت كل قوة في هذين القطاعين المهمين، لكن هل تصمد في مواجهة كوفيدا 19 وما ستخلفه بعد انقضاء الأزمة؟، كذلك الحكومات جميعها وضعت النواحي الاقتصادية وقدمتها على الحالة الطبية والإنسانية؟، وحقيقة ما قامت به الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، حيث قدمت الإنسان أولاً على الاقتصاد والذي جاء في المرتبة الثانية وقدمت الكثير أمام تحديات فايروس كورونا للحفاظ على صحة الإنسان أولاً، ولا يخفى على الكثير أن السعودية هي جزء من هذا العالم، وأثر فايروس كورونا أثرًا على الاقتصاد بشكل خاص، بعدما أغلقت كافة الأنشطة التجارية احترازيًا لمنع تفشي الفايروس، ودعت الجمعيات المالية والاقتصادية بالمملكة بأخذ زمام الأمور لتوعية الشعب بشد الحزام في هذه الفترة المهمة والصعبة على العالم أجمع، ومحاولة استيعاب الآثار المترتبة على كل فرد من المجتمع. وفي ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية الدولية، والتي قد تعاني منها دول شتى على مستوى العالم والتي ألقت بظلالها دون موعد مسبق، تولي على الفرد والمواطن على وجه الخصوص مهمة ليست بالبسيطة في هذه الأزمات بأخذ زمام المبادرة في التخطيط المالي على مستوى الأسرة أولاً ثم البدء بالادخار وهو الأمر الذي أشار له كثير من المصرفيين ورجال المال والأعمال وبعض المحللين الماليين، حيث يرون بأن الادخار الشهري هو أحد روافد الفرد في وقت الشدة، لكن ماذا يعني لنا ذلك؟، وفي حقيقة الأمر يعني أن يقوم الفرد باستقطاع جزء لا يقل عن 20 % من مرتبه الشهري وإيداعه في حساب مستقل، ليكون رافداً مالياً يستخدم بعد حين في وقت الأزمات والطوارئ لا قدر الله، وأعرف كم مرتبك الشهري، أو مدخولك الشهري، وعليه أستقطع منه شهريًا ليكن إدخارًا..!
مشاركة :