بحثت دراسة حديثة بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي التأثيرات بعيدة المدى لبرامج الرعاية على الجوانب العقلية والمعرفية والاجتماعية الوجدانية والأخلاقية لدى الطلبة الموهوبين، لتدعو إلى تطور قدرات وإمكانات المعلمين ومقدمي البرامج والاهتمام بعملية تقويم للبرامج مرحلي ونهائي وعمل تغذية راجعة تعود بالأثر على البرامج المستقبلية، موصية بتشجيع الطلبة الموهوبين على الاستمرار في البرامج وعدم الانقطاع لأن هذا لا يحقق تنمية فعالة للبرامج. وقالت الباحثة أنوار عبد الله الحمادي التي ناقشت اطروحتها المقدمة كجزء من متطلبات الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في تخصص تربية الموهوبين بطريقة الاتصال المرئي أن التوسع في تطبيق برامج رعاية الموهوبين استدعى ظهور حاجة إلى متابعتها وتطويرها لتواكب المستجدات والنمو السريع للمعرفة، والتغيرات المستمرة في نظم التعليم والرعاية، موضحة ان "ما ذاك إلا لكون التقويم من أهم العناصر في نجاح البرنامج". هدف البحث إلى التعرف على التأثيرات بعيدة المدى للبرامج الإثرائية على الجوانب العقلية، والمعرفية، والاجتماعية الوجدانية، والأخلاقية لدى الطلبة الموهوبين بالجامعة بالمملكة العربية السعودية، وإلى دراسة درجة تباين الجوانب العقلية، والمعرفية، والاجتماعية الوجدانية، والأخلاقية لدى الطلبة الموهوبين بالجامعة باختلاف النوع الاجتماعي، وعدد المشاركة في برامج الرعاية. استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي على عينة تكونت من (134) طالباً وطالبة من طلبة الجامعات بالمملكة العربية السعودية موزعين إلى (71) ذكور، (63) إناث، مستخدمة مقياس مهارات حل المشكلات المستقبلية لقياس الجوانب العقلية، ومقياس الابداع الوجداني لقياس الجوانب المعرفية، ومقياس السمات الاجتماعية الوجدانية لقياس الجوانب الاجتماعية الوجدانية، ومقياس الحساسية الأخلاقية لقياس الجوانب الأخلاقية. هذا، وأظهرت نتائج اختبا ت للمجموعة الواحدة وجود تأثيرات بعيدة المدى على أبعاد مقياس حل المشكلات المستقبلية (التوقع، التصور، التخطيط، التنبؤ) والدرجة الكلية، وأبعاد مقياس الإبداع الوجداني (الاستعداد الوجداني، الجدة الوجدانية، الكفاءة/الأصالة الوجدانية) والدرجة الكلية، وعلى بعدي الدافعية، والاستقلالية، والدرجة الكلية على مقياس الجوانب الاجتماعية الوجدانية، والدرجة الكلية على الحساسية الأخلاقية. أشارت النتائج إلى عدم وجود تأثير بعيدة المدى لبرامج الرعاية على متغير القيادة، حيث أظهرت نتائج اختبار "ت" للمجموعات المستقلة إلى عدم وجود تباين بين استجابات طلبة الجامعة الموهوبين على متغيرات الجوانب العقلية، والمعرفية، والاجتماعية الوجدانية، والأخلاقية باختلاف النوع الاجتماعي، وعدد المشاركات في البرامج الاثرائية. وقامت الباحثة بتقديم مجموعة من التوصيات أهمها ضرورة إخضاع برامج الرعاية.هذا، وأوصت الحمادي بضرورة تقديم دورات تدريبية لمسئولي الدورات والمعلمين والمعلمات وذلك بهدف تنمية قدراتهم على تحقيق الهدف من هذه البرامج، وتبني البرنامج الإثرائية ضمن الأنشطة اللاصفية واللامنهجية بالمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وإدارات الموهوبين والموهوبات لتنمية الجوانب العقلية، والمعرفية، والاجتماعية الوجدانية، والأخلاقية، إلى جانب الاهتمام بتقييم نواتج التعلم للبرامج الإثرائية التي تقدم للطلاب الموهوبين في مختلف المراحل لتعرف مدى فعالية هذه البرامج وتأثيراتها المختلفة على الطلاب الموهوبين، وضرورة إخضاع البرامج وأنشطتها لدراسات وبحوث تجريبية وتقويمية بصورة مستمرة؛ وذلك لقياس أثره، والتعرف على نقاط القوة والضعف فيه، وتحديد فرص التحسين للارتقاء به، وتحقيق الهدف المرجو منه.إلى ذلك، تكونت لجنة الممتحنين من الأستاذ دكتور علاء الدين عبدالحميد أيوب والأستاذ الدكتور عماد عبدالرحيم الزغول والدكتورة هدى الهندال والأستاذ الدكتور محفوظ عبدالستار عميد كلية التربية جامعة الغردقة.
مشاركة :