عمر عاقيل يكتب: مستقبل غامض للبطولة في زمن كورونا

  • 5/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو مستغربا الحديث حول ترقب عودة الحياة إلى الكرة المغربية، من خلال إتمام الموسم الكروي وكأن شيئا لم يكن، ولو أن هذا الأمر أيضا لا يمكن إسقاطه، لأن الكرة المغربية لم تصل إلى مستوى تنظيمي أو فني معقد، بمعنى أنه لا توجد متطلبات كثيرة لإقامة ما تبقى من جولات البطولة، إذ بدت الأوضاع تقليدية طوال السنوات اﻷخيرة، وحتى إن المشاكل نفسها أطلت موسميا، ما يعني أنه بنظر فئة غير بسيطة من المجتمع الكروي يمكن دوران العجلة سريعا ومن دون تعقيدات كبيرة، لكن استعراض الواقع الكروي العام وواقع البلاد مع جائحة كورونا يترك قلقا فعليا حول مسألة عودة المباريات، حتى دون حضور الجمهور، إذ لن يكون من السهل الحديث عن موسم طبيعي، وفرقٍ بصورة طبيعية، أو بمستوى فني مشابه لذاك الذي عرفناه قبل التوقف، وحتى لا يمكن القول إن كل الجوانب المحيطة بإقامة المباريات ستكون مؤمنة.حالة الغموض التي تسيطر على مصير الموسم الحالي، ﻭﺍقعيا لا تمثل ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ بالكرة المغربية ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻟﻌﺒﺔ ﺍاﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑﻤﺼﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ، ﻭﺣﺘﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍلاﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺾ الروابط الكبرى في أوروبا، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺇﻟﻐﺎﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ، ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻮﻕ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، هذا دون النظر في التأخير الذي طال اﻹعلان عن السيناريوهات الممكنة لعودة البطولة المغربية من عدمها، خاصة بعد ااجتماع الأخير الذي لم يسفر عن أي شيء يذكر، لوح بقناعات مبطنة باستحالة استئناف البطولة في ظل اﻷوضاع الراهنة، مسألة إيقاف النشاط لمدة فاقت الشهرين ثم العودة بعدها لاستئناف ما تبقى منها، قرار يشوبه الكثير من المحاذير، وفي غاية الصعوبة والتعقيد، خاصة وأنه لم يتبق على موعد قرب نهاية الموسم، دون اقتراح موعد العودة، يبقى قرارا غير منطقي في الأساس، ويستحيل معه اتمام الموسم بالشكل التنظيمي الجيد، ناهيك عن مشكلة التداخل بين الموسمين، وما سيترتب عليه من التزامات، وبالتحديد العقود المنتهية للاعبين والعقود الجديدة الخاصة بالموسم الجديد، وهي معضلة أخرى يصعب التعامل معها بصورة تضمن إنصاف جميع الأندية دون الإضرار بأي منها، الشيء الذي يتطلب من الأساس إيجاد سيناريو مقنع لأجندة الموسم الجديد.نعلم تماما أنه من الصعب استئناف ما تبقى من المباريات للموسم الحالي، وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم، باﻹضافة إلى أن معاناة الأندية في جانب الإعداد، لن تتمكن معها من الوصول إلى الجاهزية المطلوبة بسبب ارتفاع درجة الحرارة المرتقبة، نظرة عامة سريعة لا ترمي إلى التشاؤم بل إلى الإشارة إلى أن كرة القدم المغربية ستتأثر كغيرها من القطاعات في البلاد بفعل الأزمات التي هزتها نظير الحجر الصحي، هذه الأزمة التي لا شك في أنها أصابت الأندية التي تعتمد بشكل مباشر على مستشهرين قد يضطر بعضهم إلى الانسحاب من الساحة أو الذهاب إلى اتخاذ إجراءات قاسية تفضي إلى تقليص حجم الدعم المالي، وهو الأمر الذي سيصيب خزينة اﻷندية بعجز مادي كبير، وما سيرتب عنه من ضرر اتجاه لاعبي اﻷندية المغربية، ومما لا شك فيه أن الشح المالي في الأندية سيؤثر على المنظومة الكروية بشكل عام، إذ إن انخفاض مستوى ميزانياتها سيجعلها توفر مالها للتركيز على الفريق الأول، من دون إعارة ااهتمام الكامل أو بالشكل المطلوب للفئات السنية على سبيل المثال، وهي مسألة حساسة جدا في ما يخص تطور اللعبة ومستقبل أنديتها ومنتخباتها.فعلا هناك صعوبات عدة تعيق مبدئيا انطلاق عودة البطولة في وقت قريب، إذ لا بد أيضا أن تقف الجامعة المغربية لكرة القدم أمام مرحلة إعادة حسابات في ما يخص المصاريف التي ستتكبدها خزينة اﻷندية في الفترة المقبلة من التوقف، خصوصا أن العائدات لا يمكن أن تكون بحجم تلك التي عرفتها في الماضي القريب حيث كانت الصعوبات حاضرة أصلا لإيجاد محتضنين، وكذلك موارد إضافية لتغذية الخزينة المالية وصرف المال لحاجات المنتخبات الوطنية أو تطوير بعض الجوانب الأخرى.ويبقى قرار مصير عودة البطولة بيد الحكومة، ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻭﺍﻷﻗﺮﺏ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ الوﺿﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻵﺧﺮ ﺣﺴﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﺋﺤﺔ، ويراعي اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، إما بعودة بمقترحات تضمن إجراء المباريات في ظروف جيدة، أو حسم ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻭﺇﻏﻼﻕ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ نهائيا، ﺗﻤﻬﻴﺪﺍ ﻟﺒﺪﺍﻳﺔ موسم قادم ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻬﻨﺎﺕ ﻭﻟﻌﺒﺔ ﺍاﺣﺘﻤﺎﻻﺕ، لكنه في مجمل القول يبقى ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺨﻴﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﺮﺗﻘﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﻟﻠﺤﺼﺮ، ﻳﺘﺮﻙ ﺻﺪﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻥ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﻗﺮﻳﺒﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﻛﺴﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ، ﻧﻈﻴﺮ ﻣﺎ ﺳﺘﻌﺎﻧﻴه أﻧﺪﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﺯﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ.

مشاركة :