ربما يكون ليفربول اﻹنجليزي أكبر ضحايا أزمة تفشي وباء كورونا، أولا ﻷنه الفريق المحلي الوحيد الذي أصبحت تفصله عن حيازة اللقب مسألة وقت فقط، وثانيا الفريق من كبار أندية العالم الذي انتظر ثلاثة عقود من الزمن لتحقيق اللقب المحلي، كل هذا اﻹنتظار أصبح في مهب الريح، والطموح في دائرة الخطر، إذا ما استمر قرار تجميد الدوري اﻹنجليزي ومعه مختلف المنافسات في الرياضات المختلفة عبر العالم.30 عاما انتظرها ليفربول ومعه جماهيره العريضة للإحساس بشعور البطل المحلي، 6 نقاط فقط كانت تفصل بطل أوروبا عن منصة التتويج، توقفت معها آمال واحلام ليفربول على عقارب زمن كورونا، ليبقى حلم ليفربول واقفا وحيدا بانتظار قرار رحيم يعطيه ما يستحقه حتى لو لم يستأنف الموسم.اﻷمر لا يرتبط بلقب بل أرقام وأفراد كانت ستخلد يورغن كلوب في مكانة الأسطوري بوب بيزلي الذي قاد ليفربول إلى ثلاث كؤوس أوروبية، وقائدا مثل جوردان هندرسون في مكانة ستيفن جيرارد الذي ورغم قيمته الفنيّة الكبيرة لم يتمكّن يوما من رفع الكأس التي طال انتظارها، والنجم المصري محمد صلاح سيصبح في مكانة الهدّاف التاريخي للفريق الويلزي إيان راش (سجّل للفريق 364 هدفًا)، ولو أنه لم يقترب من رقمه المميّز، هي أرقام وأسماء قد تصبح في مهب الريح، وأضغاث أحلام مجمّدة حتى إشعارٍ آخر، وسط خوف من تحوّلها إلى كوابيس في نهاية المطاف.بقدر ما وفر ليفربول لجماهيره الواسعة راحة رقمية وفنية في رحلته المعبدة تماما هذا الموسم نحو لقبه الـ 19 في مسابقة الدوري الإنكليزي، بقدر ما أدخل الرعب في قلوب عشاقه خوفا من إلغاء الموسم خاصة مع ظهور بعض اﻵراء حول إمكانية حرمان ليفربول من حلم التتويج باللقب وعدم اعتماد الجدول الحالي لتحديد بطل الدوري، بقدر ما يبدو أن الظروف والمؤثرات الخارجية وغير الطبيعية تقف حجرة عثرة أمام تطلعات وأحلام أنصار النادي الذين كانوا يمنون النفس بتتويج هو الأول بنسخة الدوري الممتاز بعد 3 عقود من الانتظار.اليوم، يأتي فيروس كورونا ليطلّ برأسه ويهدّد العالم بأسره بعد انتشاره بشكل مخيف في بقاع المعمورة، لم تعد هناك بقعة في هذا العالم بمعزل عن هذا الكورونا، فتفشي الوباء ألقى بظلاله على العديد من الدوريات والمسابقات، انعكس بشكل سلبي على الرياضة عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص، كونها اللعبة الشعبية الأولى، انتشار خلف قلقا عميقا تسلل إلى جماهير ليفربول التي لم تعد تنظر بأهمية الى فارق الـ22 نقطة عن الوصيف مانشستر سيتي بقدر خشيتها من استمرار انتشار كورونا، والخطر المتزايد من تأثير هذا الوباء، وقدرته على تدمير الأحداث الرياضية في جميع أنحاء العالم، ومعها حلم جماهير ليفربول الذي طال انتظاره.مع استمرار انتشار المرض، تتزايد الشكوك لدى أنصار الفريق الانجليزي، ويتعاظم الخوف لديها من ضياع اللقب، لكنها في الآن ذاته تتطلع إلى ما هو أخطر، من مرض بات مشكلة عالمية وليس مشكلة كرة القدم فقط.
مشاركة :