دبي: عبير أبو شمالة توقع تقرير حديث من صندوق النقد الدولي أن تخلق جائحة كوفيد- 19 أزمة فقر عالمية مع ازدياد أعداد الفقراء حول العالم ما يزيد الفجوة بين الفقراء والأغنياء في العالم إلى أضعاف مستوياتها الراهنة. وقال التقرير إن الصندوق كان يتوقع في يناير الماضي أن ينمو الاقتصاد العلمي بحوالي 3% في العام الجاري، أما اليوم وبعد الوباء فقد تغيرت توقعاته جذرياً لتتحول إلى انكماش بمعدل 3%، أي ما يزيد بفارق كبير على نمو الاقتصاد العالمي خلال الركود الكبير عامي 2008 و2009.وقال إن الأزمات السابقة التي مر بها العالم تسببت في زيادة الفجوة بين الغني والفقير على مستوى العالم، وتوقع استناداً إلى ما واجه العالم في الأزمات السابقة أن تكون تبعات الجائحة على الأكثر فقراً أشد حدة وبأضعاف مستويات تأثر بقية فئات المجتمع. ولفت التقرير إلى أن الأزمات السابقة فاقمت بحدة اللامساواة في المداخيل وانعكست سلباً على آفاق التوظف خاصة بالنسبة للأفراد متوسطي التعليم، في حين لا يكون لها الانعكاسات نفسها على توظف الحاصلين على مستويات تعليم عالية.وأظهرت دراسة أجراها الصندوق على الأزمات السابقة التي واجهها الاقتصاد العالمي أن الأزمات زادت اللامساواة حتى على الرغم من جهود الحكومات لإعادة توزيع الثروات لتخفيف تبعات الأزمة على الفقراء ومنع اتساع الفجوة أكثر بينهم وبين الأغنياء، كما أثبتت أن اتساع الفجوة لا يقتصر على وقت الأزمة بل يبقى وتبقى انعكاساته لسنوات بعد انقضائها.ولفتت الدراسة إلى أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأكثر ضعفاً في المجتمع من محدودي التعليم، وأكدت على أهمية وضع سياسات تمنع الأثر طويل الأجل للجائحة على التوظف وعلى حياة الأقل حظاً في المجتمع، محذرة من الانعكاسات السلبية على المجتمع في حال لم يتم اعتماد سياسات سريعة على هذا المستوى، خاصة أن مشكلة البطالة كانت من الأساس التحدي الأساسي والأكثر تعقيداً أمام الاقتصاد العالمي قبل الجائحة.ومن التدابير التي تقترحها الدراسة صيانة حقق الإجازات المرضية وإعانات البطالة والرعاية الصحية التي تعد من التدابير الأساسية للجميع وبشكل خاص للأقل حظاً والأكثر فقراً في هذه المرحلة الصعبة. وقالت إنه من المهم توسعة نطاق تغطية شبكات التأمينات الاجتماعية وتعزيز فرص العمل في القطاع العام ومنح التمويل المربوط بصيانة الوظائف كتدابير ملائمة لمواجهة الأزمة وتبعاتها واحتواء الاتساع في الفجوة بين الأغنياء والفقراء.