تستعد قوات الجيش الوطني الليبي للتقدم في كافة محاور القتال بطرابلس لحسم المعركة، وذلك بعد وصول تعزيزات كبيرة للقوات المسلحة الليبية لمواجهة ميليشيات ومرتزقة حكومة «الوفاق» في ضواحي العاصمة. وقال مسؤول عسكري ليبي لـ«الاتحاد»، إن القوات المسلحة الليبية على جاهزية كاملة وبانتظار الأوامر للتقدم إلى نقاط جديدة في محاور القتال في طرابلس، مشيراً إلى أن الوحدات العسكرية على جاهزية كاملة لحسم المعركة بعد الانخراط التركي الكامل بجانب ميليشيات حكومة «الوفاق» في طرابلس. وأشار المسؤول العسكري الليبي إلى أن مسألة تحرير طرابلس من الغزو التركي مسألة وقت ليس إلا، مؤكداً أن القوات المسلحة الليبية لن تتراجع إلا بتحرير البلاد من قبضة الغزاة الأتراك وطرد المرتزقة السوريين الذين جلبهم أردوغان إلى العاصمة، كاشفاً عن معاناة أهالي طرابلس من بطش وجرائم الميليشيات المسلحة. إلى ذلك، كشفت مقاطع مصورة نقل الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة «الوفاق» لأسلحة ثقيلة في شوارع طرابلس، وهو ما يهدد أمن المدنيين الذين تستخدمهم ميليشيات «الوفاق» كدرع بشري عند استهداف قوات الجيش الوطني. وقامت الوحدات العسكرية بالقوات المُسلحة الليبية، بعملية نوعية فجر الأحد، بمحور عين زارة جنوب طرابلس. وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي إنه تم خلال العملية استهداف قائد الفيلق الثاني محمد هنداوي، وهو أحد المرتزقة السوريين التابعين للغزو التركي، حيث حقّقت العملية النوعية هدفها بنجاح وقامت بقتل قائد الفيلق الثاني. ونشرت قوات الجيش الليبي صوراً تبرز هوية المرتزق السوري بعد تصفيته في محور عين زارة، والتي تؤكد انتماء المرتزق إلى ما يسمى بـ«الجيش الوطني السوري» الذي شكلته تركيا خلال الأشهر الماضية. إلى ذلك، هاجم اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، تدخل النظام التركي في الشؤون الداخلية للبلاد، منتقداً الدعم العسكري الذي تقدمه أنقرة للميليشيات المسلحة ونقل المرتزقة إلى طرابلس. وأكد المسماري أن تركيا نقلت آلاف المرتزقة السوريين والطائرات التركية المسيّرة وعدداً من المدرعات دعماً لمرتزقتها في طرابلس، مشيراً إلى أن الحرب مع تركيا بدأت في ليبيا عام 2014، مضيفاً: «نحارب الأتراك على الأراضي الليبية سواء عن طريق وكلائهم في ليبيا أو مع الأتراك مباشرة مثلما يحدث في طرابلس»، مشدداً على أن التهديد التركي للجيش الليبي مجرد محاولة لتضليل الرأي العام، والإيحاء بأن تركيا لم تدخل المعركة بعد. وفي سياق متصل، نفت وزارة الخارجية الليبية بشكل قاطع استهداف القوات المسلحة الليبية بعض المقارّ الدبلوماسية في العاصمة طرابلس وتعدّ القيام بهذه الأفعال منافياً للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية. وأكدت الخارجية الليبية على أن عمليات القوات المسلحة الليبية تستهدف حماية المواطن والوطن وضيوفه من الإرهاب والعصابات الإجرامية لتبرهن لليبيين والمجتمع الدولي على أنها تقاتل من أجل السلام والأمن والاستقرار وإنهاء فوضى السلاح والميليشيات والخارجين عن القانون. وفي مصراتة، استهدف سلاح الجو الليبي بعدة غارات تمركزات ميليشيات مصراتة في منطقة أبوقرين شرق مدينة مصراتة، ما أدى لتدمير عدد كبير من الآليات المسلحة التابعة لميليشيات مصراتة وانسحابها من مواقعها. على جانب آخر، قال قائد بعثة «إيريني» الأوروبية الأدميرال الإيطالي فابيو أغوستيني، إن الهدف الأول لهم هو تنفيذ حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، والمساعدة في منع صادرات النفط غير المشروعة، وتهيئة خفر السواحل الليبي والبحرية ودعم مكافحة الاتجار بالبشر. ارتفاع حصيلة قتلى «المرتزقة» السوريين إلى 279 بينهم 13 طفلاً تواصل حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة ارتفاعها على خلفية المعارك المستمرة، إلى جانب حكومة «الوفاق» ضد الجيش الوطني الليبي على الأراضي الليبية. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 11 من مرتزقة تركيا خلال الساعات والأيام القليلة الماضية على محاور عدة في ليبيا. وبذلك، بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 279 مسحاً، بينهم 13 طفلاً دون سن الـ18. والقتلى من فصائل لواء المعتصم، وفرقة السلطان مراد، ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه. ووفقاً لمصادر المرصد، فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس، ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا. ومن جهة أخرى، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول دفعة جديدة من المقاتلين إلى الأراضي الليبية، مؤلفة من نحو 260 من المرتزقة، ليبلغ بذلك تعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، نحو 8510 من المرتزقة، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المسلحين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3450 مسلحاً. وأشار المرصد إلى أن من ضمن المسلحين يوجد نحو 120 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، غالبيتهم من فرقة السلطان مراد، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.
مشاركة :