دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، اليوم (الأربعاء) سلطات بلاده إلى المسارعة في ترتيب العلاقات مع سوريا من أجل فتح أبواب العلاج للأزمة الاقتصادية. وقال نصرالله في كلمة عبر شاشة بمناسبة الذكرى الرابعة السنوية للقيادي العسكري بحزب الله مصطفى بدر الدين، الذي اغتيل في سوريا، مسألة وجود تهريب ومعابر غير شرعية على الحدود مع سوريا إن "لبنان لا يمكنه وحده معالجة هذا الملف وفي كل دول العالم يتم هذا الأمر بالتعاون بين الدولتين والجيشين على طرفي الحدود". وتابع "لا يمكن للبنان وحده معالجتها لأن الحدود متداخلة والأمر معقد"، معتبرا أن "الجيش اللبناني لا يمكنه لوحده منع التهريب عبر الحدود، والطريق الوحيد لذلك هو عبر التعاون الثنائي". ودعا نصرالله إلى المسارعة في ترتيب العلاقة مع سوريا لأنه سيفتح أبواب العلاج للأزمة الاقتصادية، وإلا "فإن لبنان يتجه إلى الانهيار". وأشار إلى أن "الطريق برا إلى الأسواق العربية هو عبر سوريا ولا يمكن ذلك دونها لأنها الطريق الحصري لذلك"، معتبرا أن "سوريا هي حاجة اقتصادية لبنانية بكل ما للكلمة من معنى". ويشهد لبنان أزمة مالية واقتصادية ونقدية حادة وتدهورا في الأوضاع المعيشية فاقمتها تداعيات إجراءات مواجهة مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على الصعد الاقتصادية والاجتماعية. وأكد نصرالله أن سوريا جاهزة لإعادة ترتيب العلاقة مع لبنان "الذي يتحمل مسؤولية التأخير والمماطلة في ذلك"، موضحا أن لبنان يحتاج إلى قرار سيادي بشأن العلاقة مع سوريا يتجاوز الاعتبارات الإقليمية والدولية والأحقاد. ورأى نصرالله أنه "إذا كان هناك من يعيش أملا ووهما في لبنان بأن الوضع في سوريا سيتغير وأن النظام سيسقط فهذه أوهام"، مؤكدا "أن تأخير ترتيب العلاقات مع دمشق فيه خسارة للبنان". وكان مجلس الدفاع الأعلى في لبنان قرر اليوم تكثيف المراقبة وضبط الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية مع سوريا وتشديد العقوبات بحق المهربين. وكانت تقارير قد تحدثت عن تهريب لكميات من مادتي الطحين والديزل المدعومين من الحكومة اللبنانية إلى سوريا تصل قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات متسببا بزيادة عجز المالية العامة وتقليص الواردات. ويبلغ طول الحدود اللبنانية/السورية نحو 360 كيلومترا ومعظمها ذات طبيعة جبلية تتداخل أراضيها في كثير من المواقع ويستحيل ضبطها ومراقبتها من دون تجهيزات تقنية متطورة بينها الرادارات وأجهزة الرؤية الليلية وأبراج المراقبة. من ناحية أخرى، قال نصرالله إن الحديث عن قوات أمم متحدة على الحدود مع سوريا لا علاقة له بالاقتصاد، وأنه كان أحد أهداف حرب إسرائيل على لبنان في يوليو عام 2006. وشدد الأمين العام لحزب الله على أنه "لا يمكن على الإطلاق القبول بوجود قوات أمم متحدة على حدود لبنان مع سوريا".
مشاركة :