مقالة خاصة: مستقبل محفوف بالمخاطر لسكان الأغوار بسبب خطط إسرائيل للضم

  • 5/15/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الأغوار 14 مايو 2020 (شينخوا) يبدو المستقبل غامضا محفوفا بالمخاطر بالنسبة للفلسطيني ذياب دراغمة من سكان الأغوار في الضفة الغربية في ظل عزم إسرائيل فرض سيادتها على المنطقة الاستراتيجية. ويقطن دراغمة (45 عاما) الذي يعمل في الزراعة وتربية المواشي في "خربة سمرا" بالأغوار على أرض مساحتها 10 دونمات يقيم عليها برفقة 10 من أفراد عائلته. ويقول دراغمة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن ضم إسرائيل منطقة الأغوار "تهجير وتشريد لأصحاب الأرض الأصليين بشكل قسري ولا يجب السماح بذلك". ويضيف المزارع أن "اعتداءات الجيش الإسرائيلي على أرضه لم تتوقف بهدف تهجيره منها وإقامة معسكرات عليها". ويعمل غالبية سكان "خربة سمرا" في الزراعة وتربية المواشي كمعظم سكان منطقة الأغوار التي يتم السيطرة على معظم أراضيها من مستوطنين وشركات إسرائيلية. وأعلن في إسرائيل شهر أبريل الماضي عن توقيع اتفاق لتشكيل حكومة وحدة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود ومنافسه رئيس حزب "كاحول لافان" بيني غانتس على أن يتم التناوب بينها على رئاسة الحكومة بعد 18 شهرا. وصرحت مصادر في حزب الليكود بحسب ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن الاتفاق يضمن بسط السيادة الإسرائيلية على مناطق من "أرض إسرائيل التاريخية" في الأول من يوليو المقبل. وأعلن نتنياهو مرارا عزمه فرض سيادة إسرائيل على منطقة الأغوار لاعتبارات يقول إنها أمنية. فيما يقول المسئولون الفلسطينيون إن "أطماع" إسرائيل في منطقة الأغوار "استعمارية ولأهداف اقتصادية ضمن سعيها للسيطرة على المناطق المصنفة (ج) التي تزيد عن 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية. ويقول دراغمة الذي يملك أوراق ثبوتية بأرضه، " أهل الأغوار صامدون عليها ولن يرحلوا عنها ويملكون قوة الحق والقانون لأن الأرض تعادل الروح". ويضيف أن الأغوار تمثل كنزا استراتيجيا لما تتضمنه من الأراضي الزراعية الواسعة والمناخ المعتدل وهذا هدف إسرائيل من ضمها. وتكمن أهمية منطقة الأغوار الاستراتيجية - التي تمتد على مساحة 1.6 مليون دونم بمقربة الحدود الأردنيّة وتشكّل ما يقارب 30٪ من مساحة الضفّة الغربيّة ويسكنها الفلسطينيون - كونها منخفضة عن سطح البحر ممّا يعطيها توزيعًا مختلفًا لدرجات الحرارة في الصيف والشتاء ويجعلها ثريّة بالأراضي الصالحة لزراعة التمور والعنب والتوابل وتوليد الطاقة، كما وتُعدّ المنطقة مرفقًا سياحيًّا لكونها تحوي البحر الميّت الّذي يجذب الكثير من السيّاح، الّذي أيضًا يزوّد إمكانيات أخرى كاستخراج الأملاح والمعادن. ويظهر الخمسيني برهان عواد غضبه إزاء صعوبة الأوضاع التي يعيشها جراء "اعتداءات المستوطنين اليومية على ممتلكاته" في الأغوار. ويقول برهان الذي يعيل 12 فردا ويعمل في الزراعة وتربية المواشي لـ (شينخوا)، إن "الوضع في الأغوار سيء بسبب تصاعد هجمات المستوطنين علينا بحماية قوات الجيش الإسرائيلي أخرها أول أمس". ويشير وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية إلى أنه يملك أوراقا ثبوتية تعود إلى العهد التركي بأرضه البالغ مساحتها 200 دونم، وأنه لا حق لأحد سلبه حقوقه. وتمثل منطقة الأغوار نحو ثلث المساحة الإجمالي للضفة الغربية، وتعرف بأنها المنطقة الزراعية الأهم، ويقطنها نحو 65 ألف فلسطيني مع نحو 9 آلاف مستوطن إسرائيلي. وتقام على مناطق الأغوار 31 مستوطنة إسرائيلية غالبيتها زراعية، بينما أنشأت إسرائيل في تلك المناطق 90 موقعا عسكريا منذ احتلالها عام 1967 وهجرت أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ نفس العام بحسب نفس إحصائيات فلسطينية رسمية. ويقول مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس في السلطة الفلسطينية معتز بشارات، إن إسرائيل تنفذ عمليات ضم "صامت" في مناطق الأغوار منذ أشهر عبر السيطرة على الآف الدونمات الزراعية. ويوضح بشارات لـ (شينخوا)، أن إسرائيل "تصنف الأراضي مناطق عسكرية مغلقة يمنع دخول أي فلسطيني لها، وحولت أخرى إلى محميات طبيعية وبؤر استيطانية". ويؤكد "أهمية التحرك الجماهيري الشعبي على الأرض لمنع إسرائيل من تنفيذ مخططها بالضم، مشددا على ضرورة ممارسة الشعب الفلسطيني حقه بالدفاع عن أرضه بكل السبل المتاحة وقطع الطريق على تنفيذ المخططات الاستعمارية والتهويدية". وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين بأنه في حال بدأت الحكومة الإسرائيلية مشروع الضم لأراضي فلسطينية "سنعتبر أنفسنا في حل من كل الاتفاقات الموقعة معها". ويعتبر الفلسطينيون، أن منطقة الأغوار تمثل جزءا حيويا من الدولة الفلسطينية المستقبلية باعتباره سلة غذاء الضفة الغربية وحدودها الخارجية مع الأردن.

مشاركة :