من نصدق؟ من نتبع؟ من نستأنس بقوله؟ ومن نثق به؟ فالأطباء حائرون والصيادلة يتساءلون وربما أهل البحث وصلوا لحد الجنون والمرضى ضائعون، وكذا الأصحاء ينتظرون، وبعض المسؤولين يتهامسون متى اللقاح يكون؟ أما التصريحات بإيجاد دواء أو اكتشاف لقاح فحدث ولا حرج، فدواء الليل يلغيه النهار ولقاح النهار يفسده الليل.فرحنا بدواء الملاريا للقضاء على كورونا المتمرد، وعشنا أحلامًا وردية وضحينا بالآلاف من المساكين المصابين بالملاريا في بقاع الأرض والذين فارقوا الحياة بعد أن مُنع عنهم الدواء لحاجة الدول العظمى له، لكن يا فرحة ما تمت فقد أثبت الباحثون لاحقًا أنه عديم الجدوى، وضاع مريض الملاريا ومريض كورونا يا ولدي.وكذا حال «أفيقان وأزيثروميسين» والعديد من الأدوية والتحصينات غيرها، فبعد عشرات التجارب ومئات المحاولات كان بني البشر فيها فئران تجارب حتى وهم بين الحياة والموت، وصلنا لقناعة مفادها «تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي» وأظن وبعض الظن حق، أن الربح المادي وسباق شركات الأدوية لعب دورًا أساسيًا في هذه الأحداث.وانتبهنا بعد ما زاد البلاء وعم وانتشر، ليقولوا لنا عليكم ببلازما النقاهة «بلازما الدم من المتعافين من الفايروس تعطى للمرضى» ليتسابق الجميع لامتصاص دم المتعافين وحقن المصابين، ولكن «جت الحزينة تفرح ما لقت لها مطرح» فقد اختلف الدارسُون وعلى المتضرر احتساب الأجر.وأفقنا ليتَ أنا لا نفيقْ وعاد الفرنجة يدندنون على موال دواء سبق أن قالوا في عدم جدواه الكثير وأنه لا يصلح لكورونا الجديد «ريدميسفير دواء مضاد للفايروسات طورته شركة Gilead عام 2009 ونجح في علاج الإيبولا» لترتفع أسهمه ويخطب الجميع وده عل وعسى أن يُصلح «ريدميسفير» ما أفسد كورونا ولِمَ لا وكلها فايروسات وكله عند العرب صابون.ويبقى السؤال إلى متى التلاعب برعب الناس؟ ألم يحن الوقت لإيقاف النشر المُؤذي ومحاسبة كل من يفتي بما هب ودب وإرسال كل شاردة وواردة؟ متى نرتاح من السير وراء الإشاعات لاهثين بحثًا عن لقاح عايشين في متاهات إيجاد دواء؟ ومتى نرى مراكزنا البحثية في مقدمة الصفوف ونجد من يساهم في علاجنا ولو بجرعة؟
مشاركة :