من ذاكرتي الرمضانية

  • 5/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الذي قرأ ما قدمته حتى الآن سيلاحظ أني ذكرت أفعال الحريم أكثر من أفعال الرجال ، ذلك لأني من عام 1390هـ وأنا أدرس بالصف الأول الابتدائي حتى 1399هـ وأنا أدرس بالصف الأول الثانوي كنت ملازما لأمي يرحمها الله وأقوم بجميع الأعمال النسوية من طبخ وكنس وغيرها لأني أمي يرحمها الله فاجأها المرض من عام 1391هـ ولم تشف منه إلا في عام 1399هـ ، ولم تكن عندها بنت تقوم بأعمال البيت وكنت أنا أقوم بكل أعمال البيت حتى شهفة البن وحسسة قزازة الفانوس ووشية الميفا وطبخ الرز والسمك والإدامات. لذلك اكتسبت خبرة في الأعمال المنزلية ومعرفة المسميات واصطحابها إلى مجالس النساء واستماعي لهن ، خاصة وأنا صغير قبل سن البلوغ . يأتي رمضان في سنوات بارد ويأتي في سنوات حارة ، ويأتي في( سنوات والبلاد زوارع ( زارعة بالقمح والدجر والحبحب والبرطيخ والجلجلان ( السمسم ) هذه التي يزرعها المزارع ، ولكن تنبت نباتات أخرى تلقائيا ، قسم تأكلها الهوش البقر والغنم والضأن والحمير ) وقسم يأكلها الإنسان ، فالتي يأكلها الحيوان هي : الباقمة والقطبة والعرقص والإروا والقرمل وصماع العير واللبنة وبعضها نسيتها .. والتي يأكلها الإنسان : هرشة الراعي والويكة والرجلة والشدخ وبقل الجن ، وشيء يظهر في الردف ( شجر الأراك ) الكباث وهو يشبه العنب وحالي وبعضه حار شوية إلا أنه أصغر من العنب ، والحلص والغلف . فإذا صادف رمضان والبلاد زوارع فإن النساء يذهب لأخذ تلك النباتات التي تؤكل وعملها وتقديمها في وجبة الافطار ، كذلك ممكن يقطعون أو يجنون الحبحب الصغير الذي يسمونه ( شي ) بفتح الشين وتسكين الياء ، وممكن يجنون الدجر وهو باقي صغير لم تتكون حباته جيدا ، ثم يرجعون للبيوت ويوشون الموافية بالورث ( بقايا القصب التي أكلته الحمير والبقر ) ولا يوشون بالحطب .. ويحندون الحبحب والدجر ومع قرب الافطار يخرجوه ويقدموه للأكل .. عندما الزرع ( الذرة ) تبدأ في الاستواء ينصدونه وتكون الحبوب طرية جدا بحيث تضغطها باليد تنفشخ ( تنفجر ) وتصبح كالحليب فيتم خبطها خفيف بعيدان القصب وبعدما يتم فصلها عن البغة ( التي تحتويها ) لونها أسود بعملية الذريّة وهي أن تضعها المرأة في مجولة وتقف معاكسة للهواء وتصبها وهي واقفة فتنفصل الحبوب عن البغة أو يسموها الجوش ، تأخذ المرأة الحبوب وتغسلها ، فالذين حالهم متيسر وعندهم بقر ( يعني معهم حليب بقر أو حليب غنم أو ضأن ) يغلون الحليب على الطباخة أو المركب ويكون في قدر أو برمة ثم يضعون الحبوب في الحليب ويتم تحريكه خفيف بالمذربة ( مصنوعة من الخشب مثل الملعقة الكبيرة ) بعدما يستوي ينقل إلى إناء آخر ويضاف له السكر والسمن البقري لأن العسل لا يوجد في تلك الأيام إلا نادرا ، هذه الأكلة تسمى ( السهيدة ) وتؤكل في وجبة السحور ، من ألذ الأكلات .. الذين لا يوجد عندهم حليب يتم عملها بالماء ، وأيضا يضاف لها السكر والسمن ويكون طعمها لذيذ أيضا .. مستمر معكم إن شاء الله .. ضيف الله مهدي

مشاركة :