في هذه السطور البسيطة وعلى مدى شهر رمضان المبارك نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التى أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة.وأصدر أحمد سويلم كتابا له تحت عنوان «عباقرة الصبر والإرادة ذكر خلاله حياة هؤلاء وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء..كانت نقطة الانطلاق لإليزابيث لمعرفة الأدب عندما سمح لها أبوها بأن تدخل للمكتبة وتطّلع على الكتب التى فيها، ولكن هذا لم يشعرها بالحرية، لأن أباها كان يراقبها وهى في المكتبة مما جعلها تضرب عن الطعام وتكثر من البكاء وبدأت تعاودها النوبات العصبية من جديد حتى ظهرت عليها بوادر الضعف الجسمانى ورفضت مغادرة غرفتها أو الخروج منها، وكان تشخيص الأطباء لها أنها حالة نفسية إلا أن أبيها لم يقتنع بهذا التشخيص، مما جعل إليزابيث مع مرور الوقت معقدة تماما ولم تعد تقوى على الحركة مطلقا.بيّن «سويلم» أن إليزابيث شبت معزولة عن العالم مقيدة في أغلال أبيها مكتفية بالتعبير عن هذا بكتابة الأشعار وكتابة المذكرات.كان أقرب الناس لإليزابيث هو أخوها إدوارد وفى أحد الأيام أصيبت إليزابيث بالتهاب رئوى حاد، وأشار الأطباء على أبيها ضرورة إبعادها عن الرطوبة والضباب، وهذه المرة يلين أبوها ويسمح لها بالسفر إلى مكان دافئ مع أخيها، إلا أن هذه الرحلة جاءت بالسلب عليها فما هى إلا أيام حتى غرق أخوها تحت نافذة غرفتها، وأصيبت أمها بعده فأصيبت بصدمة نفسية عنيفة لأنها حّملت نفسها موت أخيها. هذا الأمر جعل أباها يزيد من قسوته عليها، وقرر الانتقال مع أسرته إلى لندن وضاعف قسوته في معاملة أولاده. أشار «سويلم» إلى أن العزلة شحذت مواهب إليزابيث فأخذت تكتب أشعارها بإحساس عميق حتى لاحظت أن أباها بدأ يعاملها برقة، فبدأت تسمعه بعض أشعارها وقرأت لشعراء كبار مثل «روبرت براوننج".تحمس براوننج لمقابلة إليزابيث عندما قرأ أشعارها وتطّلع للتعرف عليها عن طريق أحد أقاربها لكنها رفضت مقابلته خوفا من أبيها وحتى لا يفاجأ بحالتها الصحية، فهى لا تقوى على الحركة لكنه صمم على مقابلتها. وقابل براوننج إليزابيث دون علم أبيها وتزوجها أيضا، وهذا ساعدها كثيرا في التغلب على حالتها النفسية ففتح لها آفاقا من العلم والأدب والحوار والثقة بنفسها حتى تغلبت على مرضها وبدأت تقوى على الحركة ولما علم أبيها بذلك وزواجها دون علمه ثار واعتبرها من الأموات وعاشت مع زوجها في إيطاليا حتى توفيت عام ١٨٦١.
مشاركة :