تزخر الثقافة الشعبية المصرية بالعديد من العناصر والموروثات الثقافية التى استطاعت الجماعة الشعبية تنقلها من جيل لجيل، والتى تتمثل في العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية، التى تعبر عن التركيبة الثقافية للشعب المصرى، والتى ظلت راسخة في الوجدان الشعبى على مر العصور.وخلال شهر رمضان المبارك، سنحاول تقديم لمحة للقارئ عن أهم العناصر الثقافية التى تميز بها الإنسان المصرى عبر العصور، ولا نزال نستخدم بعضها حتى الآن.الحواديت المصرية مليئة بالغرائب والحكايات والنوادر التى يصعب على الإنسان تصديقها، فتراثنا الشفاهى الذى حملته الأمهات عن الأجداد ووصل إلى الحفيدات، ويعرف عن المصريين بأنهم شعب مرح يحب الطرائف والمرح والحكايات المسلية. ومن أشهر الحكايات التى انتشرت في الريف المصرى هى حكاية الست «رزية» الغبية والتى ربما تم تناقلها في الكثير من البلدان الأوروبية والآسيوية. كانت هناك امرأة متزوجة اتفق الناس على تسميتها «رزية» وذلك نظرا لغبائها الشديد، تضايقت «رزية» لذلك وتمنت لو أنها استطاعت تغيير اسمها باسم آخر، وفى يوم من الأيام وهى تفكر في الأمر، مر رجل تحت شباكها وهو ينادى «أسامى للبيع!» فنادت «رزية» عليه وطلبت من أن يبيع لها اسمًا، واختارت اسم «فاطمة النبوية». وباع لها الرجل الاسم، وأعطته في المقابل بقرة زوجها مقابل ثمن الاسم الجديد. وعندما عاد زوجها ونادى عليها «يا رزية» أجابته بأن اسمها أصبح فاطمة النبوية، وليس «رزية» واستغرب الزوج، وراحت تقص عليه حكاية الرجل الذى يبيع الأسماء، ولم يستطع الزوج أن يتمالك نفسه، وخرج من البيت هائمًا على وجهه، وفى أثناء الطريق سمع صوت امرأة تبكى وهى تطل من شباك قصر، فلما التفت سألته: من أين جاء وإلى أين يذهب؟ فأجابها أنه جاء من جهنم وراجع إلى جنهم. وفى الحال سألته المرأة عما إذا كان قد رأى أباها الذى توفى منذ أيام، فأجابها بأنه رآه، وفى الحال سألته عما إذا كان في حاجة إلى شيء، وهنا أراد الرجل أن يستغل سذاجة المرأة حتى النهاية وأجابها بأن أباها في حاجة إلى نقود وملابس وفى الحال أعدت المرأة النقود والملابس وسلتها له، فأخذها وانصرف وهو على يقين أن زوج المرأة سيلحق به، ولم يمض وقت طويل حتى سمع وقع أقدام حصان، فأسرع إلى حقل على مقربة منه ليختبئ فيه، ولكنه صادف فلاحًا يدير ساقية في هذا الحقل، فأسرع وعمل الحيلة وأخبر الفلاح أن هناك من يقتفى أثره، ويطارده، فترك الفلاح الساقية واختبأ في مكان قريب منه، وما لبث أن وصل الزوج ممتطيًا صهوة جواده، فلما أبصر الزوج الأول وهو يدير الساقية سأله عما إذا كان قد رأى رجلًا يحمل أمتعه قد مر أمامه فرد عليه قائلًا إنه رآه، وهو مختبئ في مكان قريب، وأشار إلى المكان فترك الرجل حصانه وفى الحال امتطى الزوج الأول الحصان ومعه ما حمله من الزوجة الساذجة ورحل إلى بيته، ولما رجع الزوج الثانى إلى حصانه لم يجده، فأدرك أن الحيلة تمت عليه، ثم رجع كل زوج إلى بيته، أما الزوج الأول فنادى على زوجته قائلًا: يا فاطمة النبوية! لقد وجدت رزية أكبر منك». وأما الزوج الثانى فعاد إلى زوجته سائًرا على قدميه فلما سألته عن الحصان أجابها بأنه قد سلمه إلى الرجل الذى أعطته الملابس والنقود حتى يسرع بهذه الأشياء إلى أبيها... يتبع.
مشاركة :