أكد أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف لـ”سبق” أن منظمة التعاون الإسلامي بحاجة إلى إعادة إصدار ميثاق شرف إعلامي للدول الأعضاء ملتزم بالمبادئ والقيم الأساسية للعمل الإعلامي المهني من الصدق والدقة والحيادية والموضوعية والإنصاف، والرد على ما يحاك ضد الأمة الإسلامية من على المنصات الإعلامية المختلفة. وأوضح "العساف " أنه لا بد من فتح الطريق أمام جيل جديد من الإعلاميين البارزين المبدعين في مجالات الإبداع والإنتاج والفكر، وضرورة أن تواكب وكالات الأنباء في الدول الإسلامية سرعة انتشار الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، التي قد تبث أخبارا مضللة وغير صحيحة، الأمر الذي يستوجب العمل المشترك وصناعة محتوى إعلامي متميز. وأكد أن المحتوى لا بد أن يشبع رغبات وتطلعات شعوب وحكومات العالم الاسلامي متضمنة نشر الأخبار الموثوقة، وتوعية المواطن والتصدي للمعلومات المضللة والمحرفة, والالتزام بالموضوعية والمهنية، فهناك حاجة لإعادة النظر في أساليب التحرير الصحفي، من خلال عناصر الحيوية والجاذبية التي تتطلبها صياغة القصص الصحفية الإخبارية، والاهتمام بالتحليلات الصحفية المعمقة، والاستعانة بالخبراء والمتخصصين في رفد المواد الصحفية. وبيّن “العساف” أن هذا التنوع في استخدام الأساليب التحريرية والفنون الخبرية سيؤدي إلى إحداث نقلة نوعية لافتة في شكل ومضمون المواد الخبرية لوكالات الأنباء، تواكب النقلة النوعية التي تشهدها معظم وسائل الإعلام في العالم، من حيث الأداء المهني بالدرجة الأولى. وأردف أنه لما لهذه الوكالات من أهمية فقد اقترح مؤتمر العالم الإسلامي الذي عقد في كراتشي عام 1950 فكرة إنشاء «وكالة الأنباء الإسلامية»، وتمت الموافقة على هذا الاقتراح في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي عقد في كراتشي أيضاً عام 1970, ثم أقر دستور الوكالة في اجتماع عقده ممثلون عن وكالات الأنباء الوطنية التابعة للدول الإسلامية عام 1972, وبدأت الوكالة عملها الفعلي عام 1979 من مقرها الحالي في مدينة جدة السعودية. وقال إن الاجتماع الاخير هذا الأسبوع أكد فيه المؤتمرون على الأهمية البالغة التي يحظى بها الإعلام ووكالات الأنباء الرسمية على وجه الخصوص في التوعية والتثقيف بشأن العديد من القضايا التي تؤرق البشرية كلها وعلى رأسها تغير المناخ والبيئة والكوارث الطبيعية وخاصة الأوبئة حيث تزامن هذا الاجتماع مع ما يعيشه العالم من جائحة كورونا وتأثيراتها على جميع نواحي الحياة دون استثناء. واختتم أستاذ الإعلام السياسي مؤكداً أن مواثيق الشرف الإعلامية تعددت موادها وفقراتها الداعية إلى التمسك بالأخلاق، وأنها تصبح حبراً على ورق إن لم يصاحب ذلك إدراك الاعلامي بضرورة التقيد بها والتزام حكومي بمعاقبة كل من يخرج عيها، وهذا يضع وكالات الأنباء الإسلامية في تحد حقيقي في تطوير امكانياتها التقنية وصناعة محتوى متميز قابل للنشر والتداول عالمياً.
مشاركة :