تآزراً مع الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية أكد مثقفون عرب أن الموقف الحالي يحتاج لعمل جماعي وواسع للوقوف في وجه الطغيان، وإن ما يُمارس من إرهاب لا يستهدف مذهبا أو دينا بل كيان الامة كاملة، من خلال تلك المحاولات الجبانة التي تهدف لتفتيت الإنسان وتقطيع عرى المحبة والسلام التي أرساها روح الدين الحقيقي الصافي، مشيرين إلى ان دور المثقف هو تعزيز قيم الوحدة الوطنية لمحاربة الارهاب. مفاهيم إنسانية في البداية ترحم الكاتب في جريدة القبس الكويتية عبدالله الفلاح على ارواح شهداء المملكة والكويت ليتحدث بعدها عن الازمة التي تعيشها الامة في الوعي والثقافة والتي ادت لوجود عقد طائفية لدى بعض مثقفي الخليج، فيما اخرون محسوبون كأصحاب رأي ورجال كلمة هم في الاساس قد تم تكريسهم من قبل وسائل الاعلام ليصبحوا مجرد عرائس في مسرح الدمى. وأضاف: هناك دور ملحوظ من قبل المثقفين الصادقين في تكريس مفاهيم الانسانية من خلال ما ينشرونه من مقالات صحفية او على وسائل التواصل الاجتماعي، يمتاز بالبعد عن الانتماء المذهبي، والتأكيد على أن الدين لله والوطن للجميع. انتصار الأذان ومن عمان أكد الشاعر عبدالله العريمي ان الإرهاب لا يستهدف مذهبا أو دينا واحدا بل يستهدف كيان أمة كاملة وقال: إن جوهر الاديان جميعها يؤدي إلى نقطة واحدة جامعة وهي الإنسانية، وليس من حق أحد أن يسلب الآخر حقه في الحياة، ولا أحد يملك توكيلا من الله جل جلاله ليكون ناطقا رسميا باسمه عز وجل. ويتابع العريمي: إن كل ما يُمارس من إرهاب في أنحاء العالم وآخرها في الكويت الحبيبة لا يستهدف مذهبا أو دينا بل كيان دولة ومحاولات دائمة لتفتيت الإنسان وتقطيع عرى المحبة والسلام التي أرساها روح الدين الحقيقي الصافي، وإن ما يشهده العالم والمنطقة بشكل خاص هو ترسيم وتقسيم للمنطقة العربية من جديد، وذات الأيدي التي تحرك الدمى في العراق وسوريا والشام وكل مكان هي ذات الأيدي التي تثقل العقول بالهلوسات، فمن ذا يصدق أن شابا يفقد حياته من أجل القضاء على حياة إخوته وأبناء عمومته وأبناء جلدته ودينه، هذا أمر لا يقوم به إنسان سوي، ويختم العريمي مؤكدا أن الإرهاب الممارس لا تنطلي أكاذيبه وألاعيبه التي تمارس باسم الدين على كل ذي كبد رطبة إلا من شذَّ عن إنسانيته وقال: إنها صراعات الديكة التي تحاول هذه الكائنات الظلامية أن تجعل المنطقة العربية والخليجية مسرحا لها، وذلك بإطلاق رصاص الطائفية والمذهبية في كل اتجاه، ولكن إرادة الله ستنصر صوت الأذان على أصوات قنابلهم وبنادقهم. العمل الجماعي من جهته أكد الدكتور سعد البازعي على ضرورة العمل الجماعي للوقوف في وجه الإرهاب وقال: ما حدث في الكويت جريمة نكراء اودت بحياة ابرياء في لحظة من لحظات القرب الى الله، آثر المجرمون ان يكونوا بالقرب من الشيطان وهم يظنون غير ذلك، اعتقد ان الموقف لا يحتمل المزيد من التعبير عن الاسى والمؤازرة، فهناك حاجة ماسة لعمل جماعي واسع للوقوف في وجه الطغيان الارهابي، وفي تقديري أن من أهم ما يمكن عمله اتخاذ التدابير اللازمة لاستئصال مصادر الارهاب البشرية والمالية إلى جانب سن التشريعات التي تجرم كل ما من شأنه التشجيع على العنف الارهابي سواء باذكاء الفتن الطائفية او غير ذلك مما يسيء إلى الوحدة الوطنية في كل مكان من الخليج العربي. دور المثقف فيما شارك الناقد الفلسطيني الدكتور حسين المناصرة بالتعليق على الحادثة قائلا: بلادنا العربية كلها في جوف مؤامرة كبرى يصوغها أعداؤنا على نار هادئة؛ يستغلون فيها ميراثا تقليديا طائفيا، يمكن تغذيته بسهولة ويسر في ظل ثقافات متطرفة؛ تكشف عن الجهل بأمور ديننا وانتمائنا ومواطنتنا. وأضاف: لا يملك الإرهاب - مهما كانت جذوره- عقلا أو وعيا أو أخلاقا، لذلك فهو يخدم من هذه الناحية أجندة سياسية تهدف إلى تفتيت اﻷمة وشرذمتها؛ وهذه اﻷجندة مهما حاولنا أن نهمشها، هي أجندة (صهيو صفوية) على أية حال يقصد منها إثارة الفتنة التي تولد الفوضى والفلتان والتشرذم على طريقة العراق وسوريا. اما عن دور المثقف المطلوب بعد هذه الاحداث فقال: يتوجب علينا كمثقفين أن ندرك جيدا أن المؤامرة كبرى، وأن الصراع ليس خلافا يفضي إلى رحمة، فالموت يأكل الجميع، والدمار كارثي ؛ وقد غدا أعداؤنا يصنعون إرهابهم بأسمائنا؛ وهنا علينا ألا نكتفي بالإدانة والشجب، بل ينبغي أن نعي أن دمارنا في انتماءاتنا الطائفية، وابتعادنا عن ولائنا لأمتنا وانتمائنا لوطننا، لذلك علينا أن نعمل على تعزيز قيم الوحدة الوطنية ومحاربة آفات الذات وانسياقها في الاستجابة لأية مؤامرة على ثقافتنا وتاريخنا وإنسانيتنا.
مشاركة :