الشارقة:عثمان حسناستضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول الاثنين، في سهرة شعرية عن بُعد الشاعرين البحريني علي حسن والمصرية هبة الفقي؛ وذلك بحضور الدكتور محمد بن جرش الأمين العام للاتحاد، وأدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري.قرأ حسن والفقي مجموعة من القصائد وتناولت موضوعات وجدانية وإنسانية، وقد كانت جائحة «كورونا» حاضرة في القصائد وعلى تماس مع هاجس الشعر في ارتباطه بالإنسان وتأثير الجائحة في هذا الظرف الاجتماعي والاستثنائي فتعاملت القصائد مع هذا كله مبرزة الجوانب الحياتية والإنسانية للجائحة على البشر، وقد حلق الشاعران في فضاء القصيدة بلغة راقية مملوءة بالصور والدلالات والمشهديات الجميلة.ابتكارقرأ علي حسن «كالخلقِ يبتكرُ العدم» وقال فيها:تبًا للأشياء التي نعرفها ولا نملك تبديلها / محمد حسن علوان / قهوتي مرَّةٌ وذكركَ حلوُ / عنْ سواهُ / ينتابُ ذوقيَ سهوُ / بكَ أبصرتُني وفيكَ أراني / لو يغيمُ المدى فوجهكَ / صحوُ / أنا لا جلدَ لي سواكَ / وروحي زغبٌ أبيضٌ ى/ وحسِّيَ فروُ / قافزٌ بينَ غيمتينِ / ولي فوقَ متونِ السِّماءِ / وثبٌ وعدوُ / خافقي ناعمٌ وعقليَ خشنٌ / وبعيني طفلٌ / أمانيهِ: لهوُ / في شفاهي جمرٌ / وبينَ ضلوعي خيمةٌ / حولَها تسمَّرَ بدوُ.إلى أن يقول:نَظَراتي تثلَّجتْ وسؤالي: أنت ما أنت..؟ / ما لمثلكَ صنُو/ أعجمتْ عنكَ أحرفي عارياتٍ / لم يعنها عليكَ صرفٌ ونحوُ / لكَ بحرانِ لا يهبَّانِ / إلاَّ ذَرياني / وكيفَ يُجمعُ ذروُ..؟ / يا غزيرَ الجمالِ / إنَّكَ بئرٌ لا قرارٌ لَها / وإنِّيَ دلوُ..!وقرأ أيضا: «منْ رغبَتي قلقٌ عليكِ وجاء فيها:تُذكِّرينَ فَتى الماضي وتُنسينَه / وأنَّكِ امرأَةٌ / كادَ الجمالُ بأنْ لا يَكتسي الحُسنَ / إلاَّ حينَ تُكسينَه / على مقاسِكِ فَصلتُ النُّصوصَ / فهلْ نصٌ عجبتِ بهِ..؟ / كَيما تقيسينَه/ لمْ تذبلي وطَريقُ العُمرِ / مسلكُهُ يبتلُّ منكِ اخضرارًا / لو تدوسينَه / ما ضرَّ صاحبَكِ / استغراقُهُ بِكِ / إذْ تُصبَّحينَ عليهِ أو تمسِّينَه / من فرطِ حيرتِهِ في ما يقالُ / وفي ما لا يُقالُ/ تهجَّى لاثغًا سينَه / ما ثمّ من حجرٍ ملقىً مررتِ بِهِ / ألاّ ويخفقُ قلبًا لو تمسّينَه.غناءبدورها قرأت هبة الفقي: غِناءٌ مِن الضّفّةِ الْأُخْرى:لأنّكَ الْيَوْمَ لا تُبْقي ولا تَذَرُولا يَعيشُ على أجْفانِكَ الْحذَرُإعْصارُ نارِكَ جابَ الْأرضَ مُسْتَعِرًاكأنَّ في جَوْفِهِ قَدْ أُشْعِلتْ سَقَرُتخْطو.. فَيَنْبُتُ في كُلِّ الْجِهاتِ أسىًوخَلْفَ ظِلِّكَ يَمْضي الْخَوْفُ والْكَدَرُما عُدتَ تَخْجَلُ مِنْ أنّاتِ والدةٍأوْ مِنْ دموعِ أَبٍ كالْغَيْثِ تنْهَمِرُولا حَزِنْتَ لطفلٍ ماتَ أو رجُلٍكأنَّ قلْبَكَ في أحْشائهِ حَجَرُأخْفَيتَ وجْهَكَ عنْ كلِّ الأنامِ وماتزالُ تقْتُلُ في لُؤمٍ وتَسْتَتِرُأنْتَ الْعدوُّ الذي لا عَيْنَ تُبْصِرُهُتغْتالُ من حَيْثُ لا يَبْدو لنا الْخَطَرُشَرٌّ يُراوغُ طُهْرَ الْحُلْمِ في دَمِناوالله مُخْلِفُهُ خَيْرًا لِمَنْ صَبَروا«فاصْبرْ لِحُكْمِ» الذي يَدْري بأنْفُسِنالَوْلا اكْتِمالُ الدُّجى ما أُدْرِكَ الْقَمَرُ«لَنَبْلونَكُمُ» يَوْمًا لتعتبروامِنْ بينِ كفِّ الضَّنى تَسَّاقَطُ الْعِبَرُضاقَتْ ولكِنْ لنا في ضِيقِها فَرَجٌغَدًا سَنُبْصِرُ ماذا يُرْسِلُ الْقَدَرُوعدوقرأت الفقي «قافِيَةٌ وَلْهَى»:أُصَدِّقُ وَعْدَ الْوَصْلِ دَوْمًا وتَكْذِبُوقَلْبي عَلى قَدْرِ اشْتِياقيَ مُذْنِبُتَفِرُّ خُيوطُ الصَّبْرِ مِنْ بَيْنِ أَحْرُفيوقافِيَتي وَلْهى تَحِنُّ وَتَعْتِبُفَمِنْ أَيِّ نَبْضٍ أَسْتَهِلُّ قَصيدَتي؟وَمِنْ أَيِّ أَبْوابِ الْمجازِ سَأَهْرُبُ؟تَظَلُّ فُنونُ الْعِشْقِ تَرْسُمُ مَذْهَبيوَما لَكَ في كَوْنِ الأَحِبَّةِ مَذْهَبُهُنا قَدْ بَكَى جِذْعُ السُّطورِ وأقْفرَتْجِنانُ الْهَوى عنْ مَدِّ كَفٍّ تُطَيِّبُإلى أن تقول:أنا مِنْ بَهاءِ الْحُبِّ صُغْتُ مَلامِحيفأَشْرَقَ باسْمي للصّبابَةِ كَوْكَبُوإِنْ كانَ للْعُشّاقِ عَرْشٌ وإِمْرَةٌفَإنّي إلى عَرْشِ الإمارَةِ أَقْرَبُ
مشاركة :