اقترح الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إنشاء منطقة "خالية من التوتر والتصادم المباشر" حول العاصمة طرابلس لتجنب إراقة الدماء في نهاية شهر رمضان واقتراب عيد الفطر. وقال الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري إن "الجيش قرر تحريك القوات في جميع محاور القتال في طرابلس لمسافة 2 إلى 3 كيلومترات لتوسيع المجال في مساحة طرابلس لتأدية الشعائر الدينية وتبادل الزيارات والتواصل بين الليبيين". واقترح الجيش بدء وقف إطلاق النار بداية من منتصف ليل الأربعاء. وكان الجيش قد حقق تقدما مهما في قتاله أمام ميليشيات حكومة الوفاق في محاور طرابلس خلال الأشهر الأخيرة. وجاءت قرارات الجيش في أعقاب انسحابه التكتيكي من قاعدة الوطية الجوية وسط مخاوف من أن تستغلها تركيا لأغراض تضر مصالح دول الجوار الليبي. وأرجع الجيش الليبي قراره الانسحاب من القاعدة الاستراتيجية إلى خطة وضعها والتي تتبنى الانسحاب التكتيكي بعد تقدير للموقف الميداني وتطور العمليات حول القاعدة، وتم الانسحاب بناء على ما عرضه آمر غرفة عمليات المنطقة العسكرية الغربية على المشير حفتر حول الوضع فيها، حسب ما أكد المسماري. وسلطت التطورات الميدانية الأخيرة الضوء على الأنشطة التركية المتنامية في ليبيا حيث تستغل الأزمة لأهداف لها علاقة بخطط للسيطرة على ثروات البلد وتنفيذ أنشطة تضر بمصالح دول المنطقة. وتشارك تركيا بشكل كبير في العمليات العسكرية عبر دعم ميليشيات حكومة الوفاق وإرسال المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب هذه الحكومة وإمدادها بالعتاد والأسلحة في خرق لقرارات منع وصول الأسلحة إلى الأراضي الليبية. وحثت ستيفاني وليامز، القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجلس الأمن يوم الثلاثاء على الضغط على القوى الأجنبية لوقف تقديم المساعدة للأطراف المتحاربة في ليبيا، محذرة من أن تدفق الأسلحة والمرتزقة سيزيد من حدة القتال. واعتبرت أن "الاستنتاج الوحيد الذي يمكننا استخلاصه هو أن هذه الحرب ستشتد وتتسع وتتعمق مع عواقب مدمرة للشعب الليبي". ومن جهته جدد أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، موقف بلاده من الأزمة الليبية، مؤكدا أنه "لا يمكن إحراز أي تقدم حقيقي على الساحة الليبية دون وقف فوري وشامل لإطلاق النار والعودة إلى مسار العملية السياسية، ولا بد أن يتوقف التصعيد الإقليمي لتحقيق ذلك". وقال في تغريدة على حسابه في تويتر إن "الأزمة الليبية مستمرة منذ قرابة 10 سنوات. ولن تتاح لليبيين فرصة العيش في بلد آمن ومزدهر طالما أن الأطراف المتقاتلة تهدف إلى تحقيق مكاسب تكتيكية صغيرة وهي تجري وراء سراب النصر المؤقت، فلا بديل للعملية السياسية لإحلال الاستقرار الدائم". وفي أعقاب التطورات الميدانية في ليبيا أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته في اجتماع افتراضي لمجموعة الاتصال التابعة للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، أن بلاده "لم ولن تتهاون مع الجماعات الإرهابية والأطراف التي تدعمها مهما كانت الظروف". وأكد السيسي موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية والمتمثل في ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة، والحفاظ على سيادة ليبيا وأمنها ووحدة أراضيها، بالإضافة إلى الدعم الكامل لإرادة الشعب الليبي واختياراته، موضحا أن استقرار ليبيا يعد من أهم محددات الأمن القومي المصري. وعكست التطورات الميدانية في الغرب الليبي مدى التغلغل التركي والدعم المقدم لحكومة فايز السراج، حيث لجأ الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إلى إعادة تموضع قواته حول طرابلس لأهداف عسكرية بحتة. ويقول خبراء عسكريون إن أسباب انسحاب الجيش التكتيكي من قاعدة الوطية تعود إلى وجود خطط واستراتيجيات عسكرية مرسومة لتجنيب تدمير القاعدة ووقوع خسائر في القوات المتمركزة فيها على خلفية القصف الجوي والبحري الذي تنفذه البوارج التركية المنتشرة على السواحل الليبية.
مشاركة :