بدأت شركة أبل العمل للحصول على حقوق عرض عدد من الأعمال القديمة لمسلسلات وأفلام تعرضها على المستخدمين في خدمة بث “أبل تي.في بلس”، وفق ما ذكرته وكالة بلومبيرغ. ويخوض مدراء خدمة بث المحتوى في أبل مفاوضات مع عدد من الاستديوهات في هوليوود للحصول على تراخيص عرض أعمالها. كما أنها حصلت بالفعل على حقوق عدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية لم تُذكر بالتحديد، ولا حتى الموعد المحدد لوصولها. وتتنافس “أبل” بخدمتها “تي.في بلس” مع شركات أبرزها “نتفليكس” و”والت ديزني” وغيرهما من صانعي المحتوى الأصلي. وتشير بلومبيرغ في تقريرها، إلى أن الشركة تنوي الاستمرار بسياستها في إنتاج الأعمال الأصلية الخاصة بها مثلما كان الهدف من البداية، لكنها ترغب الآن في تقديم محتوى إضافي للجمهور لجذب المزيد من المشتركين خاصة وأن الخدمة لم تصل بعد إلى الهدف المنشود من المشتركين، حيث شهدت تسجيل 10 ملايين مستخدم حتى فبراير الماضي، لكن نصفهم فقط كانوا نشطين على الخدمة المرئية. وتطمح شركة البث العالمية إلى السيطرة على البث التلفزيوني لجميع أنواع وفئات المشاهدين، من خلال دعم شبكتها بدراما قوية وكوميديا، وحتى البرامج الواقعية. ويبدو أن أبل ترغب في كسب المنافسة خلال الفترة القادمة من خلال عرض محتوى أكثر تنوعا لجذب الجمهور، فرغم التخفيف من قيود الحجر المنزلي، ما زال الكثير من الناس يلازمون بيوتهم لأوقات طويلة، في محاولة للحد من تفشي فايروس كورونا، الأمر الذي يجعل الجمهور يلجأ إلى عمالقة الترفيه في سوق البث التدفقي. وشهدت الخدمة المنافسة ديزني بلس والتي انطلقت بالتزامن معها، تسجيل عدد مشتركيها متجاوزا 50 مليونا من حول العالم. فيما تمكنت نتفليكس من الحصول على 16 مليون مشترك جديد في الثلاثة أشهر الأخيرة بحسب ما نشرته في تقريرها المالي. وتمتلك خدمات بث المحتوى المنافسة حقوق عرض أعمال قديمة مختلفة ومحببة للجمهور مثل فريندز وستار وورز. أطلقت خدمة “تي.في بلس” في نوفمبر الماضي مقابل رسوم شهرية تقدر بحوالي خمسة دولارات للاشتراك الواحد، وعرضت “أبل” خدمتها “تي.في بلس” مجانا لمدة عام على العملاء الذين يشترون أجهزة من الشركة مثل “آيفون” و”آيباد” وأجهزة كمبيوتر “ماك”. ويرى متابعون لسوق البث الرقمي أنه ما زال أمام أبل تي.في بلس وديزني بلس مشوارا طويلا للحاق بنتفليكس، ولا يمكن القول إن الأمر مستحيل، لكن على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث لن تتمكن المنصتان من تهديد عرش نتفليكس. في المقابل سيزداد حجم التهديد بالنسبة إلى منصات أخرى مثل “شو تايم” و”اتش.بي.أو” و”هولو”. كما أن هذه المنصات عليها التعامل مع فترة ما بعد كورونا وانتهاء الحجر الصحي التي سينخفض فيها بالتأكيد عدد المشتركين، وقال ديفيد سايدبوتوم، المحلل لدى “فيوتشر سورس”، إن التحدي الرئيسي الذي يواجه “نتفليكس” وغيرها من خدمات البث التدفقي وخاصة “ديزني+”، لن يجذب مشتركين جددا بعد انتهاء فترة الإغلاق فحسب، بل الاحتفاظ بالمشتركين الحاليين كذلك.
مشاركة :