عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح فى مراحله الأولى وفيما تلاها، حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية والاجتماعية، وتخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل فى الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربى. «البوابة» تستكمل هذا العام الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، والذى طرحته فى رمضان الماضى، يلقى خلالها الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدموا خلالها مواسم مسرحية لاقت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، فقد توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.بدأ نجم الفنانة فكتوريا موسى، يتألق ويلمع فى مسرحية «الأفريقية» التى شاركت فى تمثيلها خلال فترة انضمامها لفرقتى عكاشة وجورج أبيض، بالأوبرا فى ١٩١٣، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت «موسى» الممثلة الأولى فى فرقة عكاشة خصوصا بعد زواجها من عبدالله عكاشة، وقد نالت الجائزة الثالثة للتمثيل الدرامى فى مباراة التمثيل العربى، ونالت أيضا الجائزة الأولى للتمثيل الكوميدى فى ١٩٢٦ فى المباراة نفسها، ويقول عنها جمال حافظ عوض، صاحب جريدة «كوكب الشرق» فى ١٩٢٥: «أقدر ممثلة اعتلت خشبة المسرح العربى، تلك هى فكتوريا موسى، الممثلة الأولى بفرقة حديقة الأزبكية، وزوجة الفنان عبدالله عكاشة، عشقت الفن وهى صغيرة وضحت بشبابها ومستقبلها فى سبيل الفن»– حسبما ذكر الدكتور سيد على إسماعيل، فى كتابه «مسيرة المسرح فى مصر ١٩٠٠ - ١٩٣٥»، فرق المسرح الغنائى- وعلى إثرها انفصلت فكتوريا، وعبدالله، عن فرقة «أولاد عكاشة»، حتى كونت بعدها وزوجها فرقة خاصة تحمل اسم «فرقة فكتوريا موسى» وهى من الفرق المسرحية الغنائية، وكان عبدالله عكاشة يعمل بها كمطرب أكثر منه ممثل، ويقوم بإلقاء القصائد الغنائية بين الفصول والمشاهد التمثيلية حتى ولم يكن فى هذه المسرحيات دور تمثيلى له.وفى بداية موسم فرقة فكتوريا موسى ١٩٢٦ – ١٩٢٧، قدمت أولى مسرحياتها تحت عنوان «زهرة الشاي» للمؤلف محمد مسعود، عباس علام، أشعار فرنسيس شفتشى، ألحان كامل الخلعى، وأداء فكتوريا موسى، عبدالله عكاشة، محمد بهجت، حسن فايق، عبدالوارث عسر، حنا وهبة، مصطفى كامل الفلكى، مصطفى سامى، على مسرح كازينو البوسفور بميدان محطة باب الحديد فى ١١ نوفمبر ١٩٢٦، وقد لاقت هذه المسرحية نجاحا كبيرا، مما دفع الفرقة لتقديم مسرحيتها الثانية بعنوان «المرأة الكدابة» بمسرح كازينو البوسفور، أيضا فى ٢٣ ديسمبر من العام نفسه، وهى من اقتباس عباس علام، عن رواية «baby mine» للكاتبة مارجريت مايو، شارك فى تمثيلها عبدالله عكاشة، فكتوريا موسى، محمد بهجت، عبدالوارث عسر، لبيبة فارس، منيرة أحمد، الراقصة لينا، اتبعتها فى أواخر ديسمبر من العام نفسه تقديم المسرحية الثالثة بعنوان «الفراشة» للمؤلف هنرى باتاى، تعريب أحمد محمد مندور، عبدالوارث عسر، والأوركسترا بقيادة المايسترو دافيد سليم، أما المسرحية الرابعة كانت بعنوان «طاقية الإخفاء» للمؤلف حسين سعودى، بمسرح كازينو البوسفور فى ٧ يناير ١٩٢٧، ثم مسرحية «الساحر»، بمسرح كازينو البوسفور فى ٢٠ يناير، اتبعتها مسرحية «الحب بالعافية» عربها سيد والى، عن رواية «أدريين» الفرنسية، فى ٢٧ يناير أيضا، ثم مسرحية «كريم شيكولات» للمؤلف برناردشو، ترجمة صلاح الدين كامل، واختتمت موسمها بمسرحية «سخرية الحياة» اقتباس صلاح الدين نديم، زكى لاشين، فى ١٧ مارس ١٩٢٧.
مشاركة :