عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى وفيما تلاها حتى وقتنا هذا، التي ازدحمت بالأحداث الفنية، والاجتماعية، تخللت خلالها حياة المسرح العربي عامة والمصري خاصة، التي تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعي العربي، الذي لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التي ساهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا رموزا للحركة المسرحية في مصر والوطن العربي."البوابة نيوز" تستكمل للعام الثاني على التوالي الباب الخاص بعنوان "فرق منسية" على مدى 30 ليلة من ليالي رمضان الكريم، الذي يلقي خلاله الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، وتركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، فقد قدموا خلالها مواسم مسرحية حققت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، حتى توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم الفنية باقية وخالدة رغم رحيلهم.شارك الفنان على الكسار أمين صدقي في تكوين فرقة مسرحية خاصة بهما وأطلق عليها اسم "جوق أمين صدقي وعلي الكسار" والذي بدأت نشاطها في 1916، وكانت أول مسرحية يقدمها الكسار هي "زقزوق وظريفة" في 1916 في دور "البربري"، بكازينو دي باري، وأول مسرحية كوميدية كتبها الكسار رغم أميته كانت بعنوان "اللي في الدست تطوله المغرفة" في فبراير 1917، وبسبب نجاحه في تمثيل شخصية البربري أصبح شريكا لمصطفى أمين في إدارة الجوق الشرقي بكازينو دي باري في أواخر 1917، كما اتخذ مع شريكه أمين صدقي مسرح الماجستيك مسرحا جديدا لفرقتهما وافتتحه بمسرحية "القضية رقم 14" في 1919، وفي أغسطس من العام نفسه بالإسكندرية - وذلك حسبما ذكر الدكتور سيد على إسماعيل في دراسته المقدمة بعنوان "مسرح على الكسار" الجزء الأول ومرحلة الصمود الفني – وكان غياب نجيب الريحاني في تلك الفترة سببا في تألق جوق صدقي والكسار، وكذلك انتعاش بعض الفرق الكوميدية الأخرى مثل فرقة عزيز عيد، فوزي الجزايرلي، شرفنطح، أمين عطا الله، كاميل شامبير، حسن فايق، محمد ناجي، جبلي فودة، وقدمت فرقة صدقي والكسار مجموعة من المسرحيات وهي: "أحلاهم"، "فهموه"، "البربري في الجيش"، "الهلال"، "هو أنت"، "إديني عقلك"، "سوء تفاهم"، "دولة الحظ"، "الغول"، وغيرها.انشق الكسار عن شريكه أمين صدقي، وكون فرقته المسرحية الخاصة بعنوان " على الكسار" وكان مدير إدارتها الخواجة كوستي حاجياناكس، ووكيل إدارتها حامد مرسي، وهي أول فرقة مسرحية كوميدية مصرية تبدأ موسمها التمثيلي 1925 – 1926، وقد افتتحت عملها بمسرحية "الطمبورة" بمسرح الماجستيك في 8 أكتوبر 1925، تعريب حامد السيد، أزجال بديع خيري، ألحان زكريا أحمد، أتبعها مسرحية "الخالة الأمريكانية" بمسرح الماجستيك في 12 نوفمبر من العام نفسه، تعريب عن الإيطالية حامد السيد، وألحان زكريا أحمد، ثم مسرحية "ابن الراجا" للمؤلف بديع خيري، وألحان زكريا أحمد، على مسرح الماجستيك في 10 ديسمبر، "28 يوم" عربها عن الفرنسية أحمد البابلي، حامد السيد، أزجال بديع خيري، ألحان زكريا أحمد، في 17 يناير 1926، "أنوار" للمؤلف أحمد توفيق، في 4 فبراير من العام نفسه، "آخر مودة" تعريب أحمد البابلي، في 4 مارس، في حين قدمت الفرقة مجموعة من المسرحيات القديمة التي عرضت أيام جوق صدقي والكسار، من بينها "ناظر الزراعة"، "عثمان حيخش دنيا"، "دولة الحظ"، "ايدك على جيبك"، "إمبراطور زفتى"، وأتبعها بمسرحية جديدة بعنوان "نادي السمر" اقتبسها من الفرنسية حامد السيد، أزجال بديع خيري، وألحان زكريا أحمد، في 29 أبريل من العام نفسه، وكانت مسرحية "الكرنفال" آخر ما قدمته الفرقة في هذا الموسم 1925 – 1926.
مشاركة :