قصة اختفاء أول امرأة تطير منفردة عبر المحيط الأطلسي من الولايات المتحدة

  • 5/22/2020
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

إميليا إيرهارت رائدة في الطيران الأمريكي وكاتبة وناشطة في مجال حقوق المرأة، وكانت أول امرأة تطير منفردة فوق المحيط الأطلسي، ولا يزال اختفاؤها عام 1937 أثناء محاولة للطيران حول العالم يشكل لغزًا، وفي مثل هذا اليوم 21 مايو 1932 أصبحت أول امرأة تطير منفردة عبر المحيط الأطلسي من الولايات المتحدة.ولدت إميليا في آتشسون في كانساس في 24 يوليو عام 1897، وفي عام 1920 زارت إيرهارت عرضًا جويًا في لونغ بيتش في كاليفورنيا وحلقت في جولة جوية قصيرة، إلا أن تلك الجولة التي لم تستغرق سوى عشر دقائق غيرت حياتها، وتلقت إيرهارت طوال فترة تحليقها الممتد على طول 15 ساعة، العديد من الجوائز وأصبحت بطلة عالمية، وفي الفترة ما بين عام 1930 و1935 سجلت سبع أرقام متعلقة بالسرعة والمسافة في سجلات التحليق النسائي.وأقلعت إيرهارت مع نونان من لاي في الساعة العاشرة صباحًا إلا أنهما واجها مشكلات جوية، حيث كان الجو غائمًا والأمطار غزيرة، وقد أشار بعض الشهود إلى أن هوائي الراديو تحطم، كما يشير خبراء إلى أن خرائطهما ربما لم تكن دقيقة.وعندما اقتربا من جزيرة هولاند لم يتمكنا من التواصل مع سفينة إيتاسكا أو الهبوط على الجزيرة، وكان آخر اتصال مع إيرهارت وقالت فيه: "نحن نحلق شمالًا وجنوبا"، وعلى الرغم من أن سفينة إيتاسكا بدأت عملية إنقاذ على الفور واستمرت عملية البحث لأسابيع إلا أنه لم يعثر على شيء، وفي الخامس من يناير عام 1939 أعلن رسميا عن وفاة إيرهارت.بعد ستة أشهر فقط من بداية تلقيها دروس في الطيران اشترت أول طائرة لها وكانت طائرة صفراء مستعملة بسطحين أطلقت عليها اسم الكناري، بعد ذلك بوقت وجيز حلقت بطائرتها على ارتفاع 14000 قدم محققة بذلك رقمًا قياسيًا لرائدات الجو من النساء في أكتوبر عام 1922، وفي عام 1924 انفصل والداها وأجبرتها أوضاع عائلتها الاقتصادية على بيع طائرتها الكناري، وبدأت العمل في بوسطن.في أبريل عام 1928 تلقت إيرهارت مكالمة غير متوقعة تطلب منها أن تصبح أول امرأة تطير فوق المحيط الأطلسي فوافقت إيرهارت على الفور، وأدرج اسمها بوصفها مساعدة طيار إلا أنه سمح لها أخيرًا بقيادة الطائرة، وأصبحت إيرهارت إحدى نجوم عالم الطيران، فأطلق عليها الإعلام لقب "السيدة لندي"، كما أن جورج بي بوتنام الذي نشر قصصاُ عدة عن تشارلز ليندبرغ، أخذ على عاتقه نشر قصة إيرهارت وجعلها من القصص الأكثر مبيعًا، فعملت إيرهارت مع بوتنام عن قرب أثناء المحاضرات والإعلانات ونشأت بينهما علاقة محكمة فتزوج منها بوتنام عام 1931 بعد أن طلق زوجته السابقة.في 20 مايو عام 1932 وبعد خمس سنوات على تحليق ليندبيرغ الشهير، انطلقت من ميناء غرايس في نيو فاوند لاند متوجهة إلى باريس، وعلى الفور تقريبًا جابهت الطائرة جوًا سيئًا وغيومًا كثيفة وجليدًا تجمع على أجنحة الطائرة فعلمت إيرهارت أنها لن تستطيع إكمال التحليق إلى باريس وهبطت في لندنديري في إيرلندا، تقول إيرهارت: "هبطت في الفناء الخلفي لأحد المزارعين بعد أن أرعبت الأبقار الموجودة في الجوار".تلقت إيرهارت طوال فترة تحليقها الممتد على طول 15 ساعة، العديد من الجوائز وأصبحت بطلة عالمية، وفي الفترة ما بين عام 1930 و1935 سجلت سبع أرقام متعلقة بالسرعة والمسافة في سجلات التحليق النسائي، وقبيل عيد ميلادها الأربعين قالت إيرهارت: "لدي شعور بأنه لايزال هنالك تحليق جيد واحد لا يزال في جعبتي.." وكانت تطمح إلى أن يكون تحليقًا في جولة حول العالم، لتكون أول امرأة تقوم بذلك.وبعد اختفائها كانت الاعتقاد السائد لمدة طويلة هو أن الطائرة نفد منها الوقود وأن طاقمها غادرها أو سقط معها ثم مات في البحر، إلا أن فرضية جديدة باتت تظهر مؤخرًا إلى السطح وتجذب الاهتمام، تفيد بأن الطياران هبطا فوق جزيرة نيكومارورو غير المأهولة والتي تدعى رسميا بجزيرة غاردنر، وفقًا للمجموعة الدولية للإنقاذ التاريخي الجوي TIGHAR فإن إيرهارت ونونان نجيا على الجزيرة لمدة أسابيع عدة، حيث كانا يصطادان الأسماك وطيور البحر والسلاحف ويجمعان مياه المطر، وماتت إيرهارت في معسكر على الجانب الجنوبي الشرقي للجزيرة في حين لا يزال مصير نونان مجهولًا.وتستند هذه الفرضية على تحقيقات ميدانية كشفت وجود أدوات مصنوعة يدويا وقطع من ملابس وألواح من الزجاج والألومنيوم، وفي مايو عام 2012 عثر محققون على علبة من كريم إزالة النمش اعتقد البعض أنه يعود لإيرهارت، ناهيك عن تقارير عن اتصالات استغاثة أجرتها إيرهارت.كما أنه في عام 1940 عثر ضابط خدمات للمستعمرات البريطانية على هيكل عظمي على الجزيرة وعلى نيران تخييم وعظام حيوان وصندوق آلة السدس وبقايا حذاء لرجل وآخر لامرأة، وهو ما حمله على الاعتقاد بأنه وجد بقايا إيرهارت، إلا أن طبيبًا اعتقد أن الهيكل العظمي يعود لذكر ولم يتم إبلاغ السلطات الأمريكية، وفقدت العظام بعد ذلك، إلا أن تحليلًا محوسبًا أجري مؤخر لقياسات الهيكل العظمي تشير إلى أنه كان يعود على الأرجح لأنثى أوروبية بيضاء من الشمال.أجرت المجموعة الدولية للإنقاذ التاريخي بعد ذلك عده جولات استطلاعية على الجزيرة وعثرت على آثار تشير إلى أن امرأة أمريكية تركتها في الثلاثينات من القرن الماضي، هذا وتعتزم المنظمة إجراء جولات استطلاعية أخرى في الأعوام القليلة المقبلة.وفي يوليو عام 2017 اكتشفت صورة في الأرشيف الوطني وقد أحدثت ضجة كبيرة عندما أشار بعض الباحثين إلى أن إيرهارت ونونان نجيا من الحادث وأخذا رهينتين على أيدي اليابانيين إلى جالويت ضمن جزر المارشال، إلا أن خبراء آخرين أشاروا إلى ضرورة توفر معلومات إضافية عن الصورة لتأكيد ذلك.

مشاركة :