«إيمليا إيرهارت».. أول امرأة تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي

  • 5/20/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: إبراهيم باهو في زمن لم تكن النساء يجرؤن على القيام بالمغامرات كما يفعلها الآخرون في فترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، خصوصاً مع الصراعات السياسية العالمية، وسيطرة الرجال على مجال الطيران، بدأت في مثل هذا اليوم رائدة الطيران الأمريكية إيمليا إيرهارت الملقبة ب«ملكة الطيران»، رحلة طيرانها المنفرد عبر المحيط الأطلسي، لتصبح أول امرأة تحقق هذا الحلم الذي راودها منذ نعومة أظفارها.انطلقت إيرهارت بمغامرتها الخطيرة والتاريخية، صباح 20 مايو/ أيار من عام 1932، من ميناء جريس، بمقاطعة نيوفنلند واللابرادور الكندية، بطائرتها «لوكهيد فيجا» ذات المحرك الواحد، وذلك لمضاهاة الطيار الأمريكي تشارلز ليندبيرج، أول شخص في العالم يطير عبر المحيط منفرداً وذلك عام 1927.وبعد رحلة استمرت نحو 14 ساعة و56 دقيقة، واجهت خلالها صعوبات جمة من هبوب رياح شمالية قوية، وظروف ومشاكل ميكانيكية، هبطت«ملكة الطيران» في أحد مراعي بلدة كولمور، شمال مدينة ديري بأيرلندا الشمالية، وكان البريطاني سيسيل كينج رئيس صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية شاهداً على نجاحها، وفور هبوطها سألها حارس المزرعة: «هل أتيت من مكان بعيد؟» أجابته إميليا: «من أمريكا»، ويعتبر اليوم هذا المكان الآن عبارة عن متحف صغير يطلق عليه مركز إميليا إيرهارت.بعد نجاحها في المغامرة حصلت على وسام «صليب الطيران الفخري» من الكونجرس، ووسام الشرف من الحكومة الفرنسية، والميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية الوطنية من الرئيس الأمريكي هربرت هوفر.ولدت إيرهارت يوم 24 يوليو/ تموز 1897، في أتشيسون بولاية كانساس، لعائلة ثرية، وكانت منذ طفولتها تعرف بأنها فتاة غير تقليدية، إذ كانت تعرف بحبها لتسلق الأشجار وصيد الفئران بالبندقية وممارسة رياضة التزلج، واللعب في الهواء الطلق وممارسة الألعاب العنيفة، كذلك كانت شغوفة بالقراءة، وقيل إنها كانت تمضي ساعات لا تحصى في مكتبة الأسرة الكبيرة.بدأت روح المغامرة تظهر لدى ملكة الطيران، من خلال محاولات العائلة اليومية لاستكشاف المناطق المجاورة لهم، ففي عام 1904، صنعت مصعد طائرة يدوياً بمساعدة عمها، بعدما رأت مزلجة الحلزونية أثناء رحلتها إلى مدينة سانت لويس بولاية ولاية ميسوري، واحتفظت بها فوق سطح غرفة التخزين في حديقة المنزل.وفي العاشرة من عمرها، رأت طائرة للمرة الأولى في ولاية ايوا، وشجعها والدها على القيام برحلة هي وشقيقتها على متنها، ما أدى إلى تعلقها وعشقها للطيران.وخلال زيارة لها مع والدها مهبطاً للطائرات في مدينة لونج بيتش بولاية كاليفورنيا عام 1920، حيث قابلت فرانك هوكس (الشهير بسباقات) وعرض عليها ركوب الطائرة مما غير حياتها إلى الأبد، وقالت آنذاك: «ارتفعت حينها مسافة مئتين أو ثلاثمئة قدم عن الأرض، وأدركت حينها أنه عليّ تعلم الطيران»، وبعد هذه التجربة قررت على الفور تعلم الطيران.انتهت حياة بطلة الطيران بشكل مأساوي وذلك أثناء محاولة الطيران حول الكرة الأرضية في عام 1937 باستخدام الطائرة «لوكهيد ل-10 إلكترا» بتمويل من جامعة بوردو، حيث اختفت فوق وسط المحيط الهادئ قرب جزيرة هاولاند التابعة لأمريكا، ولا تزال الألغاز عن حياتها وعملها وسبب اختفائها مستمرة حتى يومنا هذا.

مشاركة :