إيران تسعى لكسر الحصار الأميركي من بوابة فنزويلا | | صحيفة العرب

  • 5/22/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كراكاس- أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز، الأربعاء، أن ناقلات نفط إيرانية محمّلة بالخام ستصل قريبا إلى بلاده التي تعاني من شح في الوقود. وغادرت خمس ناقلات نفطية إيران في الأيام الأخيرة متّوجهة إلى جزر الكاريبي الفنزويلية حيث أعلنت الولايات المتحدة في مطلع أبريل عن تعزيز مراقبتها للجريمة المنظمة في هذه المنطقة ونشرت سفنا حربية وقطعا أخرى لهذه الغاية. وتشكل هذه الخطوة محاولة من إيران لكسر الحصار الأميركي من بوابة فنزويلا وحماية ما تبقى لها من علاقات دولية. وعلى الرغم من الاستفزازات الإيرانية الهادفة إلى تخفيف العقوبات الأميركية لمواجهة تداعيات انتشار وباء كورونا على الاقتصاد الإيراني المهدد بالانهيار، إلا أنه ليس هناك ما يشير إلى احتمالات تصعيد متبادل بمستويات أعلى، حيث أن كلا من واشنطن وطهران لا يرغبان في الدخول بمواجهات محدودة أو حرب مفتوحة على كل الاحتمالات. وفي رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غتيريش الأحد، حذّر وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة من "تحركات في نشر أسطولها البحري في منطقة البحر الكاريبي من أجل التدخل وإحداث خلل في (نقل) الوقود الإيراني إلى فنزويلا". وقال إن أي عمل من هذا القبيل سيكون "غير قانوني وشكلا من أشكال القرصنة"، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن "عواقب أي إجراء غير قانوني". واستدعى نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السفير السويسري في طهران ليؤكد له "جدية هذا التحذير". وقال عراقجي إن أي تهديد محتمل للناقلات الإيرانية سيقابل "برد سريع وحاسم". وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية فارس، السبت، أنها تلقت معلومات تفيد بوجود أربع سفن حربية أميركية في البحر الكاريبي ل"مواجهة محتملة مع الناقلات الإيرانية". وقال الأدميرال الأميركي كريغ فالر الذي يتولى القيادة الجنوبية للولايات المتحدة في الكاريبي، إن الولايات المتحدة تتابع "بقلق" تحركات إيران بشأن فنزويلا، لكنه رفض تحديد أي موقف يتعلق بناقلات النفط الإيرانية بالتحديد. وفي هذا الصدد، احتفل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الأربعاء بالإعلان عن قرب وصول ناقلات نفط أرسلتها إيران إلى بلده في شحنة حذرت طهران واشنطن من عرقلتها بتحركات للبحرية الأميركية في منطقة الكاريبي. وقال مادورو في كلمة بثتها شبكة التلفزيون الحكومية "نحن مستعدون لكل شيء وفي أي وقت"، معبرا عن شكره لحليفه الإيراني على دعمه في مواجهة عداء واشنطن. وقال وزير الدفاع انّ كراكاس ستتخذ إجراءات عسكرية لحماية وصول ناقلات النفط الإيرانية قريبا بما تحمله من شحنات وقود ومنتجات نفطية أخرى. وقال بادرينو للتلفزيون إنّ "هذه السفن، عندما ستدخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة، ستواكبها سفن وطائرات تابعة للقوات المسلّحة الوطنية البوليفارية لاستقبالها". ودان المعارض خوان غوايدو الذي تعترف به نحو ستين دولة على رأسها الولايات المتحدة رئيسا انتقاليا للبلاد، قدوم السفن الإيرانية. ولم يعلن مادورو ولا وزير الدفاع في حكومته، عن الموعد المرتقب لوصول ناقلات لنفط الإيرانية إلى فنزويلا التي تعاني من نقص في المحروقات تفاقم بسبب أزمة كوفيد-19. وتحمل الناقلات الخمس حوالي 1.5 مليون برميل من الوقود، ومرًت في قناة السويس في الأسبوعين الأولين من مايو أيار. ومن المتوقع أن تصل إلى فنزويلا بين أواخر مايو أيار وأوائل يونيو حزيران. وقال غوايدو إن قيام الحكومة الاشتراكية للرئيس نيكولاس مادورو باستيراد الوقود يظهر سوء إدارتها لصناعة النفط في البلاد. وشبكة تكرير الخام في فنزويلا طاقتها 1.3 مليون برميل يوميا، لكنها انهارت بعد سنوات من نقص الاستثمارات. وتصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس بعد التوغل البحري الفاشل في الثالث والرابع من مارس الذي وصفته السلطات الفنزويلية بأنه محاولة لإسقاط مادورو دبرتها الولايات المتحدة. وتصف واشنطن الرئيس مادورو بـ"الدكتاتور" وتسعى الى إسقاطه. وقد فرضت عقوبات على صادرات النفط الفنزويلية والإيرانية وكذلك مسؤولين حكوميين وعسكريين من البلدين. وتملك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي في العالم لكن إنتاجه يشهد تراجعا كبيرا. وتعتبر كراكاس أن العقوبات الأميركية مسؤولة عن هذا الانهيار بينما ينسبه خبراء إلى خيارات سياسية خاطئة ونقص الاستثمارات والفساد. وانتقد غوايدو الذي يعتبر مادورو رئيسا غير شرعي، الإعلان عن وصول ناقلات النفط، مؤكدا أن مسؤولي كراكاس دفعوا ثمن الشحنات ذهبا استخرج بطريقة غير قانونية من مناطق المناجم في جنوب فنزويلا. وقال في مؤتمر عبر الفيديو نظمه مركز "الحوار بين الأميركيتين" الفكري الذي يتخذ من واشنطن مقرا له "إنهم يدفعون ثمن هذا الوقود بذهب الدم". وإيران وفنزويلا عضوان في منظمة أوبك وخصمان للولايات المتحدة وتخضع صناعة النفط في كل من البلدين لعقوبات أميركية. ويقول مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن واشنطن تدرس الرد على شحنات الوقود الإيرانية إلى فنزويلا. ويثير تعزيز العلاقات بين فنزويلا وإيران الذي تجسد بالإعلان عن قرب وصول ناقلات النفط استياء غوايدو الذي يعتبر هذا التطور "دافعا للقلق" لكل المنطقة. وعبرت طهران مرات عدة عن دعمها لمادورو الذي تسانده أيضا روسيا والصين وتركيا وكوبا. وتعود العلاقات الوثيقة بين طهران وكراكاس إلى عهد الرئيس السابق هوغو تشافيز (1999-2013). ويعاني اقتصاد البلاد من الانهيار وسط نقص في السلع الأساسية. وتضررت إيران أيضا من تجدد العقوبات الأميركية بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018.

مشاركة :