الاختيار قدم لنا قصة عهد الجندي المؤمن مع الله ذلك العهد وتلك العقيدة التي تجعله يقاتل ليس دفاعا عن نفسه بل إيمانا بوطنه حتى يلقى ربه ، ذلك العهد هو ما يجعلنا نطمئن إلى أن كل من يعتنقه فيقاتل لآخر نَفَس دفاعا عن جثث زملائه الشهداء وحفاظا على أجسادهم الطاهرة لن يفرط في أرضنا وعرضنا. لأول مرة أجد عملا دراميا يقدم القصة المدعمة بالأدلة الحقيقية من الواقع ويثبت لنا أن الواقع أقوى من خيال الكاتب، والحقيقة تنجح وحدها دون أن يحتاج الكاتب إلى أي تلفيق أو محاولة للإثارة بالخيال فقد كان من أهم ما ننتظره في كل موقف أن نرى المشهد يعاد من الحقيقة التي تًمَّتْ بالفعل على أرض الواقع فنجد الواقع أقوى تأثيرا من التمثيل.توثيق المشهد التمثيلي بالموقف الأصلي رَسَّخ في ذهن المشاهد، كبيرا وصغيرا ، مصداقية كل ما قدمه الاختيار ،ودفع الوهم الذي يؤمن به كثير من الكُتَاب من ضرورة الكذب بغرض الإثارة وجذب انتباه المشاهد.ولأول مرة نجد من يقدم الفكرة والمضمون بحيادية تامة فيعرض ما يراه المناضل ويؤمن به، عقيدة يدافع بها ومن أجلها عن أرضه وعرضه ودينه من أبطال جيشنا البواسل، وفي نفس الوقت يعرض وجهة نظر المخالف بمصداقية تامة ويناقش فكره وما يؤمن به بأمانة ،وهو بتلك الأمانة والمصداقية والعدالة في التناول قد ضرب الفكر التكفيري في مقتل حيث عرض الفكر التكفيري بكل قناعاته واضحة وناقشها بالفكر الصحيح وببن جهل معتنقيه حتى بفكر شيوخهم وليّ النصوص وتزييف الحقائق والكذب على التاريخ، وأسْقَطَ أقنعة الزيف التي يجلبون بها الشباب. إذا تم استغلال هذا المسلسل بصورة صحيحة مع الأطفال فلن نجد من الجيل الصاعد من ينتمي إلى جماعة ارهابية عن قناعة وانتماء حقيقي.فبعد أن سالت دموع الأطفال وغسلت نفوسهم النقية بحب الوطن ،زرعت في قلوبهم البيضاء الإيمان بعقيدة الدفاع عنه ضد كل تكفيري آثم خائن لدينه ،غادر بأهله.الاختيار سطر رسالة بحروف من نور تقول إنه يمكن للإعلام أن ينجح نجاحا باهرا عندما يختار أن يعمل باحترافية عالية ومهنية أخلاقية ويكسب الشهرة والمال واحترام المجتمع عندما يريد أن ينجح في الاختبار ويختار أن يقدم رسالة هادفة نافعة تُصْلِح ولا تُفْسِد، ويمكن للمخرج أن ينجح فيحفر اسمه في الأذهان والقلوب كما نجح(بيتر ميمي) مخرج مسلسل الاختيار عندما يحسن انتقاء الشخصيات المناسبة للأدوار ،ولا يقدم مشهدا مبتذلا ليجذب مشاهدأ أكثر ابتذالا فأثبت أن النجاح الحقيقي يكمن في احترام الفكرة وخدمة المضمون وتقديم ما ينفع المجتمع ،ويصلح ما أفسده المضللون، لقد جسد الاختيار الواقع المصري الأصيل بكل ما فيه ومن فيه فأنتج ملحمة وطنية يعيش فيها الجيش بقلب الشعب ويختلط فيه الشعب بدماء الجيش فهو منه وله وبه. رحمة الله وبركاته ونعيمه وجناته، لكل شهيد من جنود جيش مصر العظيم .وغضب الله ولعناته وجحيم جهنم ودركاته على كل خائن عميل يستخدم الدين في إضلال الناس وجلب الحزن لقلوب أمهات وزوجات وبنات خير أجناد الأرض بشهادة نبينا الكريم.
مشاركة :