القاهرة - وكالات: لقي النائب العام المصري هشام بركات حتفه متأثرا بالجراح التي أصيب بها في الانفجار الذي استهدف موكبه صباح أمس في العاصمة المصرية القاهرة. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن بركات "أجريت له عملية جراحية دقيقة فارق في أعقابها الحياة" ، وأكد مصدر طبي لوكالة الأنباء الألمانية أن الوفاة ناجمة عن تهتك بالرئة ونزيف حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه. وجاء الإعلان عن وفاة النائب العام ليضع حدا لساعات من التضارب بشأن مصيره عقب نقله إلى مستشفى النزهة غير البعيد عن موقع التفجير في مصر الجديدة شرقي القاهرة. وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار أن الانفجار أسفر كذلك عن إصابة ستة أشخاص، بينهم شرطيان، دون أن يتطرق لطبيعة إصاباتهم. وقالت وكالة الأناضول إن حركة تدعى "المقاومة الشعبية بالجيزة" تبنت على صفحة منسوبة لها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التفجير. وبثت الحركة في وقت سابق الأحد على صفحتها في فيسبوك، مقطعا مصورا توعّدت فيه قوات الأمن مع حلول ما وصفته بذكرى "النكسة" ، في إشارة إلى تظاهرات 30 يونيو 2013، التي تحل ذكراها الثانية اليوم الثلاثاء والتي استند عليها الجيش للانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو من العام نفسه. ويعتبر تفجير الأمس الأقوى ضد مسؤول رفيع المستوى في القاهرة منذ أن حاول مسلحون اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في تفجير انتحاري أواخر عام 2013. وحينها أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس- التنظيم المسلح في سيناء الذي أعلن لاحقا مبايعته تنظيم داعش مسؤوليته عن الاعتداء. وتبنت الجماعة نفسها هجوما أسفر عن مقتل ثلاثة من وكلاء النائب العام، في شمال سيناء، بشمال شرقي مصر، منتصف الشهر الماضي. ويشكل اغتيال بركات ضربة للرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى السابق للجيش وأسفر الانفجار الذي وقع أثناء توجه النائب العام إلى مكتبه عن تدمير وإحراق عدد من السيارات بينها خمس دمرت كليا فضلا عن تحطم واجهات المحلات التجارية في مصر الجديدة حيث انتشرت بقع الدم على الطريق، وفي أول رد فعل على الاغتيال أكدت الرئاسة المصرية في بيان نعي المستشار بركات أن "مرتكبي هذه الجريمة النكراء سيلقون اشد العقاب". وفي المستشفى، قال احد مرافقي النائب العام للمحققين "فجأة حصل انفجار عنيف وبدأ الزجاج بالتطاير في كل مكان، وكأنه زلزال". وتعالت صرخات وعويل نساء من اقارب بركات ،فيما كان قضاة ووكلاء نيابة يغالبون دموعهم، امام غرفة العمليات التي مكث فيها بركات قرابة الخمس ساعات. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار ان ثمانية اشخاص اصيبوا في الهجوم بينهم مدنيان وخمسة شرطيين مكلفين حراسة الموكب. وكان النائب العام يستقل سيارة مصفحة بهدف حمايته من الرصاص ولكنها لم تكن لتحميه من الانفجار،وفق ما افاد وكيل النيابة المكلف التحقيق في الهجوم. وقال رئيس فريق خبراء المتفجرات اللواء محمد جمال إن الانفجار عبارة عن تفجير سيارة أو قنبلة وضعت تحت السيارة. وأوضح شهود في المكان أن التفجير تسبب في احتراق سيارة النائب العام. وقالت شيماء عبد الفتاح "سمعت انفجارا ضخما وهرعت إلى مكان الحادث. سيارة بركات كانت مشتعلة" . ويأتي الانفجار بعدما وجهت جماعة أنصار بيت المقدس التي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش نداء في 21 مايو إلى استهداف رجال القضاء المصري إثر تنفيذ حكم الإعدام في ستة مقاتلين. وجاء في التسجيل الصوتي بعنوان "مواساة ورسائل" : "أما وإنكم قد قتلتم إخواننا.. . والله لنأخذ بثأر إخواننا وأمثالهم من الطائفة التي قضت بالحكم والطائفة التي نفذته" ، في إشارة لتنفيذ حكم الإعدام في المتهمين الستة في القضية المعروفة في مصر باسم "خلية عرب شركس" .
مشاركة :