ثنائيات فنية تراوحت بين التشابه والاختلاف ظهرت عبر شاشات التلفزة في شهر رمضان الماضي. التأم شمل بعض الفنانين، خلال أعمالهم في رمضان، حيث لم يشتركوا منذ فترة طويلة، فكانت اللقاءات بأشكال متباينة؛ منها من حالفه الحظ وحقق النجاح وجاء مختلفاً عن سابقه، في حين كانت بعض اللقاءات متشابهة. قدّم الفنانان سعد الفرج ومحمد المنصور أداءً رائعاً في مسلسل "محمد علي رود"، يليق بهما، كما يستحق كل هذا الانتظار الذي عاشه المشاهدون، حيث لم يلتقِ الفرج والمنصور منذ نحو 50 عاماً، وكانت مشاركتهما الراسخة في الوجدان عبر فيلم "بس يا بحر" تموج في الذاكرة، كلما ذُكرت السينما في الكويت، وإن كانا التقيا مسرحياً لكن للشاشة طعماً آخر، فجاء مذاق اللقاء محملاً برائحة الكويت القديمة والسواعد العصية من خلال حكاية المسلسل، ويتقاطع اللقاء الجديد مع القديم، إذ إن ثمة معطيات كثيرة تغيرت وأمورا استحدثت، لكن البحر يكمن في أسراره الدر، لذلك هو أيضاً كان القاسم المشترك بين اللقائين، ففي فيلم "بس يا بحر" تدور القصة حول الغوص على اللؤلؤ وترصد كفاح الكويتيين ونضالهم وعصاميتهم، حين ركبوا البحر بحثاً عن الرزق في زمن شظف العيش، قبل اكتشاف البترول، وتتمحور الحكاية حول سعد الفرج البحار الذي فقد ذراعه في إحدى رحلاته، وعقب ذلك بأعوام، يقرر ابنه مساعد (الفنان محمد المنصور) أن يلتحق بإحدى الرحلات، لكن يحدث ما لا تحمد عقباه ويتعرض مساعد لهجوم من سمك القرش ويفقد حياته. وفي مسلسل "محمد علي رود" توغل العمل في حقبة الاربعينيات ذاتها، وسلط الضوء على شكل العلاقات التجارية بين الكويت والهند، ضمن خطوط درامية متنوعة. وعلى أثر ذلك استحق الفنان سعد الفرج الثناء والتقدير على دوره في العمل، وكذلك الفنان محمد المنصور الذي استطاع أن يقدم دوراً مهما. «سوق الحرير» ارتبط اسم الفنان سلوم حداد بالفنانة هيما إسماعيل، وكانا حديث الشارع العربي عقب الثنائية التي جمعتهما في مسلسل "الزير سالم"؛ فهيما اسماعيل التي جسدت دور اليمامة - ابنة كليب- في مرحلة الشباب هي صدى صوت الزير، إن لم تكن الصوت ذاته، فكانت الجرح الذي لا يندمل والألم المستمر والقرح الذي يتضاعف التهابه كلما هزت ريح الذكريات مياه الوجع الغائر في الوجدان، ورجّ طيف كليب الملك الوالد أو الشقيق الكبير والسند والعضيد، فكيف يُنسى من أرادته اليمامة حيا بعد أن قتله جساس غدرا ومن الخلف، فلم يجرؤ جساس أن يقابله وجها لوجه، بل استل رمحه وتعقب مليكه وأحكم التسديد فنبت رمحه في ظهر كليب. سلوم أتقن دور الزير، وهيما أيضا ارتقت إلى سلم النجومية عقب أدائها شخصية اليمامة. في مسلسل الزير سالم كان الحدث يدور حول الثأر لمقتل كليب، فكانت اليمامة هي الشرارة المتقدة لهذا الثأر، وربما من أبرز المشاهد التي لا تبرح ذاكرة المشاهدين حينما عاد الرجلان اللذان رافقا الزير في تجوله بين القبائل إلى مضارب بني ربيعة، وأخبرا الملك الجرو ابن كليب وفاة الزير. كان هذا اللقاء بين سلوم حداد وهيما إسماعيل، عبر اللغة العربية الفصحى، بينما مشاركتهما في مسلسل "سوق الحرير" جاءت بالحارة الشامية وباللهجة المحكية، وإن كانت الفكرة تدور حول القتل والبحث عن الثأر، لكن ثمة اختلافا كبيرا بين المشاركتين، فسلوم حداد فقد ذاكرته في العملين، لكن الزير أو تمساح يختلفان عن غريب أو عبدالله الحرايري، كما أن هيما إسماعيل اليمامة تختلف عن فاطمة في سوق الحرير. وقدم الثنائي، بالرغم من الظهور القليل لهيما إسماعيل، أداءً رائعاً لاسيما الحوارات التي كانت تدور بينهما، فهيما تجاري سلوم بقوة الأداء والانضباط الانفعالي. «فلانتينو» أما مسلسل فلانتينو فجاء بأكثر من ثنائية؛ أبرزها ثنائية عادل إمام وداليا البحيري، لكن الأخيرة لم توفق كثيراً وتلقت انتقادات كبيرة وملاحظات على دورها، لاسيما حين مقارنته مع مشاركتها مع الزعيم في فيلم "السفارة في العمارة"، كما أن الفنان عادل إمام يبدو عليه تقدم السن، فمعظم حواراته كان يؤديها وهو جالس على الكرسي في البيت أو في السيارة، لذلك حاول بذكاء تقديم خطوط درامية متنوعة تساهم في رفع وتيرة العمل، كما أن الفنانة دلال عبدالعزيز استحقت أن تكون بطلة للعمل. وفي العمل ذاته، تجدد لقاء آخر بين سمير صبري والزعيم، لكن لم يخرج عن سابقه في فيلم "البحث عن فضيحة"، اللذين قدماه معاً العام 1973، وكانت الحوارات تستنجد ببعض الجمل في ذلك الفيلم.
مشاركة :