بعد 30 يومًا من صيام الشهر الفضيل يترقب المسلمون وبلهفة أن تكتمل فرحة قضائهم للركن الثاني من أركان الإسلام باستقبال عيد الفطر المبارك، إلا أنّ هذا العيد سيكون مختلفًا عما سبقه من الأعياد، حيث ستغيب عن أجوائه لمة العائلة، وزيارة الأهل والأصحاب، وقضاء أوقات سعيدة في أماكن الترفيه والمتنزهات وذلك بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، الذي دفع بالعديد من الدول إلى سن قانون حظر التجول. إلا أنّ ذلك لا يعني ألا نستشعر فرحة العيد، ونسعى لخلق أجواء من السعادة والبهجة في داخل منازلنا، وبين أفراد أسرتنا، وتحديدًا الأطفال منهم. المستشارة الاجتماعية فوز بن عبود توجه للأهل بعض النصائح لاستشعار الفرحة بعيد الفطر. إن بعد العسر يسرًا... وبعد الضيق فرجًا من المهم أن يزرع الأب والأم داخل أفراد أسرتهم الصغيرة أنّ الله سيجعل بعد العسر يسرًا، وسيحيل الضيق إلى فرج، لذا يجب أن نكبر ونهلل معًا مستشعرين قرب زوال الغمة وانتهاء الكربة. صيغة التكبيرات ومن المهم أن يعلّم الأبوان أطفالهما صيغة التكبيرات، ويزرعون في داخلهم استشعار البهجة التي تحملها، وما فيها من امتنان وشكر لله على أنه أعانهم على صيام الشهر الفضيل وقيامه. ولأنّ صلاة العيد لن تقام في المساجد هذا العام يجب على الأب ألا يحرم أهل بيته من فضلها وروحانيتها وذلك بالصلاة بهم، ومن ثم يحدثهم بحديث روحاني إيماني يناسب جميع الأعمار ويدخل إلى نفوسهم الأمل والطمأنينة. استقبال العيد يبدأ استقبالنا للعيد بالتكبيرات، ومن الجميل أن تقوم الأسر بتزيين المنازل، وإشعال المباخر، وتعطير أرجاء البيت بالرواح الزكية التي تسعد القلوب وتريح الأنفس. كما يمكن للأم أنّ تقوم بتجهيز مأدبة فطور صغيرة تضع فيها أشهى الأطباق، مع الحرص أن تكون محببة للجميع، وتقدّم بأطباق تبعث على السرور والسعادة. وإن كانت الأسرة معتادة في العيد على تناول الأطباق الشعبية أو الخاصة بتراثها وثقافتها فلابد للأم أن تحرص على وجودها حتى لا يشعر أفراد الأسرة بأي تغيير أو اختلاف عما اعتادوا عليه. ولا تنسى الأم حلويات العيد التي تكمل فرحته وتزيد من بهجته، وتحرص على تغليفها وتجهيزها بصورة جذابة وملفتة للنظر. عادات يجب ألا تُغفل لعل فرحة العيد بالنسبة للأطفال لا تكتمل إلا بأخذهم للعيدية لذا على الوالدين ألا ينسيا إعطاءهم لها، وتقديمها بطريقة مميزة تدخل السعادة على قلوبهم، إضافة إلى تجهيز بعض الهدايا والحلويات لهم. ومن الجميل إعداد برنامج لطيف يدخل السرور على قلوبهم ويبعث السعادة في أرواحهم، كبرنامج مسابقات ثقافية وألعاب ترفيهية. إرسال التهاني والمعايدات يجب ألا ننسى إعداد رسائل ومقاطع فيديو وإرسالها عبر تطبيقات المراسلة المختلفة للأهل والأقارب، ومن باب التغيير والشعور بالقرب من الجميع فيمكن أن تكون المعايدة عن طريق محادثة فيديو جماعية يتحدث فيها الجميع عن مخططاتهم في أيام العيد، ويتشاركون الأفكار والاقتراحات. ومن الجميل أن يقوم الأهل بالتقاط الصور لأطفالهم، وتسجيل مقاطع فيديو لهم وهم يرتدون أجمل الثياب ويبدون بأبهى حلة. أهازيج العيد وأغانيه من المبهج أن تمتلأ المنازل بأهازيج العيد وأغانيه التي اعتدنا سماعها، والتنويع بين ما يناسب الأطفال وأخرى تناسب الكبار. تقسيم المهام المنزلية لعل من المهم ألا تغفل الأسر عن العاملات المنزليات والعاملين، بحيث يتم منحهم إجازة، وتقسم الأعمال المنزلية والمهام بين بقية أفراد الأسرة ليستشعر الجميع أهمية التعاون، ويستحضروا معنى الرحمة والرأفة. طقوس العيد حاضرة رغم الحظر لا يعني وجود الحظر أن نحرم أنفسنا من طقوس العيد، وما اعتدنا القيام به، فيجب ألا نغفل عن تدليل أنفسنا، فنعد مضيفة العيد بدءًا بقهوته وانتهاء بحلوياته، ونأخذ مكاننا في صالة المنزل ونتبادل أطراف الحديث والابتسامة فيما بيننا بمشاركة الأطفال، ونبتعد عن أية أخبار تتعلق بفيروس كورونا.
مشاركة :