لم يكن يخطر ببال احد أن يطل عيد الفطر لهذا العام وسط صمت يخيم على المدن لتبدو وكأنها خلت من سكانها، شوارع تخلو من كل مظاهر الاحتفال بالعيد، محلات مغلقة، وبرامج ترفيهية معلقة حتى إشعار آخر، بفعل تفشي فيروس كورونا في العالم، إلا أن الفلسطينيين حرصوا كل الحرص على إحياء عادات وطقوس توارثوها منذ الأزل، لاستقبال أول أيام عيد الفطر رغم إجراءات الحظر التي فرضتها الحكومة الفلسطينية للوقاية من الفيروس الذي بات شبحا يهدد الجميع. يعتبر الفلسطينيون أن زيارة القبور صباح العيد أمرا ضروريا لا مفر منه، تعبيرا منهم عن وفائهم للأموات، لقراءة القرآن، ولتوزيع الحلوى على زوار المقابر، والنقود على الأطفال هبة لأرواح الأموات والشهداء، حتى أصبحت زيارة القبور صبيحة يوم العيد تقليدا لا يمكن تجاوزه عند الكثير من الفلسطينيين، لا سيما ذوي الشهداء منهم. واعتادت والدة الشهيد محمد شتيوي من مخيم بلاطة شرق نابلس على اصطحاب أحفادها في صبيحة أول أيام العيد لزيارة قبر نجلها الذي استشهد برصاص الاحتلال إبان الانتفاضة الأولى عام 1987، مؤكدة لـ"البيان" أنها في أوج الاجتياحات الإسرائيلية للمخيم كانت تزور قبر ابنها الشهيد، تقرأ القرآن وتوزع كعك العيد على زوار القبور وفاءً له، فلن تمنعها جائحة كورونا من زيارته. وبينما كانت أم سامر شبارو تنتظر دورها أمام احد محلات بيع الفسيخ في مدينة نابلس أكدت أن أكلة الفسيح تقليد مهم من تقاليد استقبال عيد الفطر لا يمكن لعائلتها الاستغناء عنه، بعد أن اعتادت منذ سنوات طويلة على اعتماده كوجبة إفطار رئيسية تجتمع حولها العائلة أول أيام عيد الفطر. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :