دون المركز الكاثوليكي بلبنان عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن الجميع مدعو إلى القداسة. ولكن كيف تتجسّد في حياتنا اليومية؟وقال المركز الكاثوليكي، "يدعونا الله إلى عيش القداسة في الحاضر، كما نحن وحيث نكون من المهم أن نأخذ ماضينا بعين الاعتبار ونستند عليه لبناء حاضرٍ أفضل، لكن تعلقنا به وشعورنا بالحنين أو الندم تجاهه هو أمر غير صحي".وتابع "لنكون ممتنّين لكل الأمور الجيدة في حياتنا ولنطلب المغفرة لذنوبنا ونرميها في نار الرحمة، ولنركّز على الحاضر لا على الماضي. إن الوضع مشابه بالنسبة للمستقبل، حيث نخاطر دائمًا بحبس أنفسنا في وهم الغد فننسى أنه يُحضَّر اليوم، أو بسيطرة القلق علينا فننسى أن الخوف من الصليب أسوأ من الصليب نفسه لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ” (متى 6: 34). يجب ألّا نقع في فخ الشر الذي يسعى إلى تحويلنا عن حاضر الله، بل نبحث عن القداسة يوميًا في أصغر تفاصيل حياتنا!"إعطاء الأولوية للواجباتلا يقوم رب الأسرة بالواجبات نفسها التي يقوم بها الراهب أو الطالب الجامعي أو الامرأة العجوز؛ ومع ذلك، يتحمل كل منهم مسؤوليات حياته. أحيانًا، قد يطلب منا الرب أمورًا استثنائية كما فعل مع شخصيات عظيمة في الكنيسة، لكنه يطلب منا أولًا إنجاز مهامنا العادية وملئها بالحب.قوموا بالواجبات المنزلية أو اكتبوا ذلك التقرير أو اغسلوا الأطباق أو أخرجوا القمامة، فطريق القداسة يمر من الأمور السابقة. عندما تلهينا مهام معيّنة عن واجباتنا وتجبرنا على إهمال شريكنا أو أولادنا أو أحبائنا أو دراستنا أو مهننا، حتى ولو كانت ظريفة ومحمِّسة، نستنتج أنها ليست مُرسلة من الروح القدس.عيش الرحمةإن السعي لتحقيق مشيئة الله دون عيش الرحمة يعني المخاطرة بأن يطغى علينا الشعور بالكبرياء أو اليأس؛ فإذا قمنا بأمور جميلة، سنعتقد أننا قادرون على الوصول إلى القداسة بمفردنا، وإذا لم نستطع تنفيذ قراراتنا الجيدة، سنشعر بالإحباط. في كلتا الحالتين، سنبتعد عن فقر القلب الذي من خلاله نرحّب بمحبة الله.حتى لو مر طريق القداسة بالأعمال الملموسة للمحبة، يجب ألّا نغفل عن حقيقة أنها ليست من صنع البشر، بل هبة مجانية من الله. ويُترجَم عيش الرحمة يوميًا من خلال قدرتنا على المسامحة وطلب الغفران، والخير الذي يمنعنا من إطلاق الأحكام على أحبائنا، والطريقة التي نعترف بها بحدودنا ونطلب المساعدة من الآخرين ونجعل بها صلاتنا متواضعة كالتالي: “اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ”.تطوير المواهبيجب الحذر من التواضع الزائف، فهو ليس سوى تمويه عن جبننا وكسلنا. بالتأكيد، “كُلّ مَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ” (لو 14: 11)، لكن، يلائم البعض أحيانًا أن يتواضعوا للهرب من المسؤوليات الملحة ومن تطوير أنفسهم. إن التواضع هو الحقيقة، ويظهر من خلال رؤيتنا للكنوز التي وضعها الله فينا والتي أوكلها إلينا لنطورها؛ والقداسة هي أن نكون حيث يريدنا الله، لكن من غير المهم إن كنا نرأس شركة أو نعمل كموضفي الصندوق في متجر كبير.لنطلب أولًا ملكوت الله وبرّه، وهذه كلها تزداد لنا. ولنوجّه خياراتنا بحسب دعوتنا للقداسة، ولنحدد أولوياتنا، بخاصة في الأمور التربوية: إذا كان الهدف من التعليم هو مساعدة أطفالنا ليصبحوا قديسين، فستمسي مخاوف عديدة ثانوية.لنختار الأفضل دون الاضطراب بسبب الأمور غير المهمة، ولنتوقف عن القلق بشأن كل ما يجري حولنا وعن تضييع طاقاتنا في الأمور الدنوية، لأن معظم المشكلات تتغير نسبة أهميتها عندما نضعها في ضوء دعوتنا الأبدية. لنسهّل حياتنا ولتتحقق رغبتنا في تنفيذ مشيئة الله.
مشاركة :