اتفق عدد من المثقفين والأكاديميين على أنهم احتفلوا بعيد الفطر، رغم العزل المؤقت الذي فرضه انتشار فيروس كورونا، مؤكدين أنه رغم إجراءات التباعد الاجتماعي، فإن التلاقي الافتراضي قرّب المسافات، حيث أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة بشكل كبير في تخفيف الألم، ونجحت في ردم هوة البُعد، وجعلت مَن كان غائبًا بالأمس حاضرًا اليوم، كما أسهمت في خلق فرص للقاء لم تكن موجودة قبل الحجر المنزلي.سرقة الفرحةوذكر مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي الغوينم أن جائحة كورونا لم تستطع سرقة فرحة العيد منا، في ظل ما نعيشه من رعاية واهتمام من حكومتنا الرشيدة، التي قدّمت الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على الإنسان، فقراراتها بمنع التجول والالتزام بالعزل المنزلي تُعد إحدى سبل النجاة والخروج من المحنة بأقل الخسائر.وأضاف: وكما سعدنا برمضان وروحانياته، فسعدنا بالعيد وبهجته، ولم نسمح للظروف الطارئة بأن توقفنا أو تقلل من صبرنا وثقتنا بالله أولًا، وبحكومتنا ثانيًا، فهي فترة وستنقضي بسلام.قربت المسافاتكما أكد الغوينم أن وسائل التواصل الاجتماعي قرّبت المسافات، وجعلت التواصل متاحًا وممكنًا، فمَن كان بالأمس منشغلًا ولا يجد الوقت للالتقاء بمَن يُحب، أصبح في زمن الكورونا أكثر قربًا على الصعيد الأسري، ومع الأصدقاء وحتى ممارسة الأشياء المحببة «ولله الحمد»، وبخصوص الشأن الثقافي والفني، فقد شهدت المملكة حراكًا واسعًا لم يتوقف، بل التقينا ضيوفًا من الخليج والوسط العربي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فأقيمت المحاضرات والندوات والأمسيات الرمضانية، وسهرات النقاش والتوعية في مجالات عدة، فنية وسينمائية وشعرية وغيرها، من خلال منصات التواصل منذ بدأت الجائحة، وهذا يدل على الحضور الكبير والقراءة الجيدة للمشهد ومواكبة الأحداث، ففنون الأحساء دائمًا وأبدًا حاضرة في قلب كل جديد، متأهّبة بهمم منسوبيها ومحبيها، ولن توقفنا كورونا ولا غيرها عن المضي نحو العلا يدًا بيد، نصنع الفارق ونخرج من عنق الزجاجة إلى مساحات أكثر رحابة وإنجازًا.غير روتيني الفنانة التشكيلية لبنى باحيدرة قالت: ربما يكون العيد مختلفًا هذا العام، ولا أحد يُنكر ذلك، فلا تجمّعات عائلية ولا أماكن ترفيه، ولكن كل إنسان لديه طاقة للتغلب على المصاعب والمِحَن التي يمر بها، وتختلف هذه القدرة من شخص لآخر، ولكننا حاولنا جاهدين استغلال المناسبة بشكل إيجابي، وعدم السماح لكورونا بأن يخذلنا أو يكسر الفرحة في قلوبنا وقلوب أطفالنا، وزينا البيوت ولبسنا الجديد، وصنعنا الحلويات، وكان عيدًا مميزًا غير روتيني؛ لأنه لم يمر علينا عيد مثله، كما أعددت برنامجًا للألعاب التي كنا نلعبها في الماضي والمسابقات؛ لإشعال الحماس والمنافسة، فهي فرصة لجعل الأجواء مبهجة ومُفرحة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي خففت من الأزمة وساعدت على التواصل مع الأهل والأقارب، وتم عمل قروبات عائلية بكاميرات لتبادل التهاني يوم العيد.القادم أجملوقالت المذيعة وجدان العبدالكريم: الكل متفق على أن هذا العيد مختلف، لكن الأهم أن نكون يدًا واحدة مع قرارات الحكومة الرشيدة، التي تهتم بصحة الفرد والمجتمع، وتجاوز هذه المحنة، وجعل العيد عيدين، بكشف هذه الغمّة، واستبشارنا جميعًا بأن كل الأقدار فيها خير ومِنَح عظيمة يجب ألا نغفلها في هذا الوقت الصعب، بتكاتف الأسرة وترابطها واستجابتها للتوجيهات الاحترازية، واستعداداتهم لاستقبال العيد بأجواء جميلة وممتعة من المنزل، هنا تكمن السعادة، وهناك تطبيقات تساعدنا على القيام بمكالمات جماعية للعائلة والأصدقاء، في أيام رمضان تمّ تحديد أوقات يكون الجميع متاحًا، وحتى يوم العيد تمّ اختيار أوقات المعايدات المرئية عن بُعد، والقادم أجمل إن شاء الله. الإنسان أولًاكما أكد صانع الأفلام عباس الشويفعي أننا قادرون على رسم الفرح مهما كانت المِحَن، وبالفعل العيد هذه السنة مختلف كليًا، لكن التعبير عن الفرح لا يتوقف على أهازيج أو عادات أو مجرد ممارسات العيد بالنوايا الحسنة للابتهاج والتفاؤل، فهو شعور داخلي وإحساس صادق وقناعة بأن القادم أجمل، فكما عشنا أجواء رمضان في ظل الأزمة، فعشنا العيد متناسين كل ما يعكر صفو الأيام؛ لأننا بأيدٍ أمينة، في ظل قيادة حكيمة جعلت شعارها «الإنسان أولًا»، ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التليفزيونية، والعديد من المنصات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أحدثت فارقًا، وصنعت تقاربًا كفيلًا بزراعة الأمل، وهي فترة ستنقضي ونتذكرها وتكون من عداد الذكريات التي تُروَى إن شاء الله.
مشاركة :