حِرفيات «إرثي».. نسيج المهارات

  • 5/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل حرفيات في الشارقة العمل من المنزل، تماشياً مع الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، ومنهن مريم محمد أحمد الظاهري التي تنسج بكرات من خيوط القطن ذات الألوان الزاهية، التي تتداخل فيها خيوط الخوصة المعدنية اللامعة بلون الذهب والفضة. وبخفةٍ تسحب البكرات الملونة، وتحركها ذهاباً وإياباً بحركة إيقاعية، لتبدع بها تصاميم متقنة مثلثة ومتعرجة الشكل بألوان زاهية، لتتحول إلى قطع مدهشة من التلي، وهي حرفة إماراتية تقليدية من الجدائل المنسوجة يدوياً، ذات تصميم متشابك معقّد. مريم، وهي واحدة من بين 66 سيدة حرفية يعملن يومياً على إنتاج الحرف التقليدية والعالمية في مركز بدوة للتنمية الاجتماعية، التابع لمجلس إرثي للحرف المعاصرة، قبل اتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي مع انتشار فيروس كورونا، انضمت اليوم، هي وزميلاتها إلى 11 حرفية كنّ يواصلن عملهن مع مركز «بدوة» في الأصل من المنزل. وتعيش شيخة علي النقبي، التي تخرجت مؤخراً في برنامج التبادل الحرفي الذي أطلقه إرثي لتدريب المشاركات على فنون التطريز الباكستاني، تجربةً مماثلةً حيث تعمل في ركنها الهادئ يومياً من الساعة 8 صباحاً إلى 1 ظهراً، وتستريح لفترة قصيرة، لتعيد شحن طاقتها وتسترد نشاطها. فيما اختارت علياء الظنحاني العمل في فترة بعد الظهر وهي الأكثر هدوءاً في منزلها، وتتحدث عن تجربتها قائلةً: «على الرغم من تغير وتيرة عملنا، لكن ذلك لم يؤثر على الجودة، فهي متأصلة فينا ونابعة من قلوبنا، وحالما أنتهي من تنفيذ التصميمات، أنسى ما ألمّ بي من تعب وأشعر بالنشاط». أما بشرى محمد عبد الرحمن، التي تعمل على قطعة من التطريز الباكستاني، فقد عزلت نفسها في غرفة منفصلة في المنزل للتركيز على عملها، وتقول: أتواصل دائماً مع زميلاتي والمشرفات لأشعر وكأنني ما زلت في مركز بدوة، وما زلنا نعمل معاً. وتقول فرح نصري، مساعد مدير – التقييم والتصميم في مجلس إرثي، إن حرفة «التلي» حرفةٌ تقليدية إماراتية أصيلة تحتفي بالثقافة الإماراتية، وكانت تمارسها السيدات الإماراتيات في منازلهنّ منذ قرون، وقد عادت الحرفيات لممارستها اليوم من منازلهنّ، حتى وإن كان بصورة مؤقتة. وتقول شريفة الظهوري، مديرة مركز بدوة: «بعد الاتفاق مع المصممين على التصاميم المراد إنتاجها، يتم توثيق التفاصيل بالبريد الإلكتروني، ثم تقوم مشرفات المركز بإعداد الكميات المطلوبة من المواد بقياسات محددة، واختيار ألوان الخيوط التي يتم بعد ذلك وضعها بشكل فردي في أكياس معقمة تحمل ملصقاً باسم الحرفية التي ستعمل عليها».

مشاركة :