الختام.. بعضه مسك وبعــضــه انتقــام

  • 5/30/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مارلين سلوم بقينا طوال شهر رمضان نتابع ونتنقل بين مختلف الألوان، ونهرب من الحكم على الأعمال من نظرة، أو سمعة، أو حلقتين، إلى أن جاء الختام، الذي لا يقل أهمية عن البداية، إن لم يكن أصعب من حيث قدرة المسلسلات على إقناع الجمهور بالفكرة وبالمستوى الجيد للعمل، أم على العكس، إحداث صدمة بنهاية لا يتقبلها العقل.نجحت بعض المسلسلات في رفع درجة التشويق حتى النهاية، وبقي الجمهور يتقلب على جمر التكهنات والأمنيات، محاولاً سرقة معلومة أو استنتاج ما قد يحصل في الحلقة الأخيرة من خلال ما يكتبه النجوم على صفحاتهم على «تويتر» و«إنستجرام». وليس مستغرباً أن ينقلب المشاهد على مسلسل تابعه ٢٩ ليلة رمضانية، معلناً غضبه من النهاية إذا جاءت ساذجة أو غير مفهومة أو مليئة بالتناقضات والأخطاء.يمكن القول عموماً إن الموسم كان جيداً، رغم خيبات الأمل في أعمال ارتكزت على أسماء نجوم كبار، لكنها لم تصل إلى مستواهم في جودة الكتابة والفكرة. كما يمكن استغراب اعتماد كثير من المسلسلات على فكرة الغدر بين الإخوة، وأفراد الأسرة الواحدة، وسعي الأبطال إلى الانتقام بأنفسهم. وفي هذه النقطة، يعتبر مسلسل «البرنس» الأكثر صراحة في توجيه رسالة مباشرة على لسان البطل «رضوان البرنس» إلى المشاهدين بضرورة رد الصاع صاعين، وانتقام الإنسان ممن يؤذيه. لم يكتف المؤلف والمخرج محمد سامي بالأحداث التي دارت كلها حول غدر الإخوة بأخيهم والانتقام منه بسبب الميراث الذي خصه به والده دون سائر إخوته، والانتقام المضاد للمظلوم، إنما بطريقة ذكية دون أن يلوث رضوان يديه بالدماء أو يعود إلى السجن. لم يكتف المؤلف بكل تلك الأحداث، بل جعل المشهد الأخير «مونولوج» يوجه فيه البطل كلامه إلى المشاهدين مباشرة، ليدعوهم إلى «أخذ حقوقهم» بأنفسهم وعدم السكوت أو التهاون. وكأن الجمهور لم يفهم المقصود طوال ٢٩ حلقة، ويحتاج إلى من يرشده.المسلسل جيد، ومكتوب بلغة بسيطة، وقد صار محمد سامي متخصصاً في حكايات الناس ويغمس قلمه في قلب أوجاعهم، ويتحرك بكاميرته وفريق عمله وسط أحيائهم، لذا نشعر بأن الدراما التي يقدمها محبوكة وجيدة وينتظرها الناس خصوصاً أبناء الطبقتين المتوسطة والفقيرة.بعض المسلسلات ختم حلقاته بنوافذ مشرعة على قصص لا بد أن تنبت في موسم لاحق، مثل «ليالينا ٨٠»، الذي جاءت حلقته الأخيرة كأنها بداية لمرحلة جديدة، نتمنى أن نرى أحداثها بنفس مستوى الإنتاج والتأليف والإخراج والأداء قريباً أو في رمضان المقبل. marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :