أنقرة - قال وزير الطاقة التركي فاتح دونميز الجمعة إن تركيا قد تشرع في التنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر بموجب اتفاق وقّعته مع ليبيا قوبل بإدانة من دول أخرى بالمنطقة منها اليونان. وأضاف دونميز “في إطار الاتفاق الذي توصلنا إليه مع ليبيا، سيكون بمقدورنا الشروع في عملياتنا للتنقيب عن النفط هناك في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر”. ووقعت حكومة الوفاق اتفاق ترسيم الحدود البحرية العام الماضي مع تركيا، ما يزج بليبيا في صراع إقليمي ودولي، إذ يلقى الاتفاق معارضة كبيرة من عدة دول. ويرى مراقبون أن نهب ثروات الشعب الليبي كان الهدف الأساسي من وراء دعم أنقرة لميليشيات حكومة الوفاق ومدّهم بالأسلحة والعتاد للتصدي لتقدم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. ويشير هؤلاء إلى أن الاتفاقية تشرّع لتقسيم ليبيا ورهن جزء من أراضيها لتركيا التي لا تتوقف عن التورط عسكريا في أكثر من جبهة. ويعارض الاتحاد الأوروبي أيضا الاتفاق البحري الذي جرى توقيعه جنبا إلى جنب مع اتفاقية تقدم تركيا بموجبها دعما عسكريا لحكومة الوفاق التي تحارب قوات متمركزة في شرق ليبيا منذ أكثر من عام. وتفاقم الخطوة التوتر بالمنطقة، حيث لتركيا خلافات منذ سنوات مع اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل بشأن ملكية المصادر الطبيعية. وقد تواجه تركيا أيضا عقوبات محتملة من الاتحاد الأوروبي على خلفية عملياتها. ويجمع المراقبون على أن حكومة الوفاق زجت بنفسها في صراع إقليمي ودولي لخدمة أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسعية سواء ضد اليونان وقبرص المنضويتين تحت لواء الاتحاد الأوروبي أو ضد مصر التي يناصبها المجلس الرئاسي بطرابلس وحكومة حزب العدالة والتنمية التركية العداء بسبب مواقفها من قوى الإسلام السياسي والميليشيات المتحكمة في طرابلس. وكان الجيش الليبي قد حذر من أن الاتفاقية تهدد السلم والأمن الدوليين والملاحة البحرية، وتؤثر بشكل مباشر على مصالح دول حوض المتوسط من خلال محاولة تركيا توسعة نفوذها وتحقيق أطماعها في المنطقة.
مشاركة :