مما لا شك في أن «قانون قيصر» سيكون له انعكاس كبير على لبنان الذي يعاني من أزمات جمّة، تبدأ بالأزمة المالية والنقدية ولا تنتهي بالأزمتين الاقتصادية والسياسية، أما اليوم فتستكمل الإدارة الأمريكية بشدّة الخناق على «حزب الله» الذي يقدم لنظام الأسد شتى أنواع الدعم، فالعقوبات التي ستطال الحزب جرّاء «قانون قيصر» لن توقف عند «حزب الله» فحسب، بل ستطال الحلفاء أيضًا، فكيف ستكون أشكال هذا الانعكاس، وما مدى الضرر الذي سيلحق بلبنان وشعبه؟.انعكاسات «قيصر»يرى المحلل السياسي يوسف دياب، في تصريح لـ«اليوم» أن «قانون قيصر المنتظر دخوله حيّز التنفيذ خلال أيام ستكون له انعكاسات كبيرة على الواقع اللبناني؛ لأن هذا القانون سيفرض عقوبات على كل مَن يتعاون مع نظام بشار الأسد، ويمده بدعم مالي أو عسكري أو معنوي»، موضحًا أن «أكثر قوى متعاونة مع هذا النظام هي القوى اللبنانية خصوصًا حزب الله، المنغمس بالقتال العسكري إلى جانب نظام الأسد وهو أكثر فريق لبناني متورط بدعمه ماديًا وغذائيًا، خصوصًا لجهة عملية التهريب التي تحصل عبر الحدود وانعكاسها على الداخل اللبناني».الحلفاء والمتعاونونويتساءل دياب: «كيف ستنظر إليها الإدارة الأمريكية، هل سيكون بشكل سلبي، بالإضافة إلى أن العقوبات الأمريكية ستطال شرائح كبيرة جدًا من القوى السياسية في لبنان، ولن تقتصر على حزب الله فستطال الحلفاء والمتعاونين معه، وبدأ الكلام في واشنطن عن عقوبات أمريكية ستطال سياسيين لبنانيين متعاونين مع الحزب، وبالتالي فإن الترجمة العملية لهذا الموضوع ستتضح في الأيام المقبلة، وستعمق الأزمة في لبنان، وليست الأزمتان المالية والمعيشية فحسب، بل ستعمق الأزمة السياسية؛ لأنها ستوجد فجوات كبيرة بين القوى السياسية الموجودة في السلطة والحكومة».ورقة التفاهمويقول دياب: «بدا واضحًا في الفترة الأخيرة التباين الواضح بين التيار الوطني الحر وحزب الله، والرسائل السياسية السلبية المتبادلة بين الفريق العوني وحزب الله، والردود الموضعية من الحزب ضد هذا الفريق، بحيث يحاول الحزب عدم (كسر الجرة) مع التيار الوطني الحر، وبالتالي كلام العونيين على أن حزب الله إذا لم يتعاون مع التيار في موضوع مكافحة الفساد وفتح الملفات فستكون له انعكاسات سلبية، وبالتالي إلغاء ورقة التفاهم القائمة بينهما، لهذا التيار الوطني الحر يسعى لإقامة مسافة بينه وبين حزب الله، لكيلا يكون عُرضة للعقوبات المقبلة، ولكيلا يكون هو مَن يدفع ثمن التحالف مع الحزب».ويختم: «باختصار، لبنان مُقبِل على مرحلة مختلفة جدًا ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية اتخذت قرارها بتقليم أظافر النظام السوري، ومن الواضح أن أول مَن يدفع ثمن العلاقة الإستراتيجية مع النظام هو لبنان كمنظومة حاكمة اليوم، خصوصًا حزب الله وحلفاءه، وعلى رأسهم التيار الوطني الحر».
مشاركة :