التهاب المفاصل التفاعلي.. مرض واحد وتأثيرات متعددة

  • 5/31/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر المفاصل مناطق تجمع بين اثنين، أو أكثر من العظام، وفي الأغلب فإنها تكون متحركة، ما يسمح للعظام أبن تتحرك بسهولة، وسلاسة. ويتكون المفصل من غضروف، وهو نسيج يغطي سطح عظام المفصل ما يقلل من درجة الاحتكاك داخل المفصل عند الحركة، ويوجد فيه غشاء زليلي، يفرز السائل الزليلي حول المفصل حتى يتم تليينه بصورة جيدة، وهو سائل شفاف لزج، وهناك كذلك الأربطة، والأوتار. تقدم الأوتار الدعم، مع الحد من حركة العظام في المناطق المشتركة، أما الأوتار فإنها تتحكم في حركة المفصل، كما تربط العضلات بالعظام. وتصاب المفاصل بالعديد من الأمراض، منها التهاب المفاصل التفاعلي، وهو ألم وتورم في المفصل يكون سببه عدوى في جزء آخر من الجسم، وفي الأغلب تكون في الأمعاء، أو الجهاز البولي. ونتناول في هذا الموضوع مشكلة التهاب المفاصل التفاعلي بكل تفاصيلها، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الإصابة المزعجة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها من الحالات القريبة منها، ونقدم طرق الوقاية التي ينصح بها الباحثون والأطباء، وأيضاً أساليب العلاج المتبعة، والحديثة. أماكن متعددة يصيب مرض التهاب المفاصل التفاعلي أماكن متعددة، ولكنه يكون بشكل كبير في الركبتين، ومفاصل الكاحلين، والقدمين، ويحدث في مكان ارتباط الوتر بالمفاصل، وربما أثر الالتهاب أيضاً في العينين، والجلد، ومجرى البول. ويوجد نوعان لالتهاب المفاصل التفاعلي، الأول هو الذي يصيب من يعانون العدوى المتدثرية، وفي الأغلب تكون الإصابة في الرجال بين عمر 20 إلى 40 عاماً. وتحدث الإصابة بالنوع الثاني بعد التعرض لعدوى معوية كداء السلمونيلات، أو عدوى اليرسنية، وهي أحد الجراثيم، أو عدوى العطيفة، وهي أحد الجراثيم سالبة الجرام. بداية من أسبوع تبدأ أعراض مرض التهاب المفاصل التفاعلي بالظهور عقب تعرض المصاب لعدوى، في خلال فترة تتراوح من 7 أيام، إلى 4 أسابيع. ويشكو المريض في البداية من ألم ربما يكون خفيفاً أو شديداً، والذي يظهر في الركبتين، والكاحلين، والقدمين، ومن الممكن أن يشعر بألم في الكعبين، أو الأرداف، أو أسفل الظهر، والأخير يكون أشد في الليل، أو الصباح المبكر. وتكون الإصابة أشد في المفاصل الكبيرة للأطراف السفلية، مع ملاحظة أن الإصابة لا تكون في المفاصل المتناظرة، كما يحدث في التهاب المفاصل الروماتويدي. ويمكن أن تشمل الأعراض شعور المصاب بحمى بسيطة، وحدوث نقصان في الوزن، مع الشعور بالإرهاق الشديد. التهاب الملتحمة يعاني العديد من المصابين بهذا المرض التهاب الملتحمة، وهو الغشاء المبطن للجفن، والمغطي للمقلة، الأمر الذي يسبب إحساساً بالحكة، أو الحرق، مع تحسس تجاه الضوء، وألم، ونزول دموع شديد، أحياناً كثيرة. وتزداد عملية التبول، مع شعور بعدم الراحة عند القيام به، ويمكن أن تصاب غدة البروستاتا، أو عنق الرحم بالالتهاب. وتصاب الأنسجة الرخوة بالالتهاب والتي تدخل العظام، وهو ما يعرف بالتهاب الارتكاز، وربما شمل ذلك العضلات، والأوتار، والأربطة. ويمكن في بعض الحالات أن تتورم أصابع القدم، أو أصابع اليد، ما يجعلها تشبه السجق، كما يؤثر التهاب المفاصل التفاعلي في الجلد بطرق عدة، كأن يظهر طفح جلدي على راحة اليد، والقدم، إضافة إلى قرح الفم. وتصاب بعض الحالات القليلة بمضاعفات قلبية ووعائية، منها التهاب الشريان الأبهر، والتهاب الأغشية التي تغلف الرئتين، مع خلل وظيفي في الصمام الأبهر، وتتطور الأعراض التي ترتبط بالدماغ، والحبل الشوكي، وأعراض الجهاز العصبي المحيطي بكتيريا كثيرة ترجع الإصابة بمرض التهاب المفاصل التفاعلي إلى رد فعل على تعرض الجسم لعدوى ما، والتي في الأغلب تصيب الأمعاء، أو الجهاز البولي، أو الأعضاء التناسلية. ويمكن ألا ينتبه المصاب لهذه العدوى، إذا كانت أعراضها بسيطة، أو في حالة عدم ظهور أي أعراض لها بشكل مطلق. وتتسبب الكثير من أنواع البكتيريا بالإصابة بهذا الالتهاب، والتي ينتقل بعضها عن طريق الطعام، أو أساليب أخرى. وتعتبر أكثر أنواع البكتيريا انتشارا الكلاميديا، وبكتريا السالمونيلا، وبكتيريا الشيغيلة، وبكتيريا العطيفة، واليرسنية، والمطثية العسيرة. ويجب الانتباه إلى أن التهاب المفاصل التفاعلي ليس معدياً، إلا أن البكتيريا المسببة للمرض تستطيع الانتقال من خلال العلاقة الزوجية، أو عن طريق تناول طعام ملوث بهذه الأنواع من البكتيريا، كما أن من يتعرضون للإصابة بهذه البكتيريا عدد قليل. وتؤدي بعض العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلة التهاب المفاصل التفاعلي، حيث ينتشر هذا المرض بين البالغين بصورة أكبر، والذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 عاماً. وتزيد نسبة الرجال الذين يصابون بهذا المرض مقارنة بالنساء، بسبب سهولة الاستجابة للبكتيريا التي تنتقل لهم، على الرغم من تساوي احتمالات الإصابة بينهما بسبب العدوى التي تنقل من خلال تناول الطعام. فحص بدني يبدأ الطبيب المعالج تشخيص التهاب المفاصل التفاعلي بإجراء فحص بدني للمصاب، بالبحث عن علامات تدل على الالتهاب، ومنها مشاهدة التورم والسؤال عن الإحساس بالألم، والشعور بالحرارة. ويختبر كذلك نطاق الحركة في العمود الفقري والمفاصل المصابة، وربما يفحص العينين للبحث عن أي التهاب بهما، ويفحص الجلد للكشف عن أي طفح. ويمكن أن يوصي الطبيب بإجراء فحوص للدم، حتى يبحث عن دليل عن وجود عدوى حالية، أو سابقة، وكذلك أي علامات للالتهاب، والأجسام المضادة التي ترتبط بالأنواع الأخرى من التهاب المفاصل، أيضاً لكشف أي علامة وراثية ترتبط بالتهاب المفاصل التفاعلي. سائل المفصل يقوم الطبيب بفحص سائل المفصل المصاب، حيث يسحب عينة منه باستخدام إبرة، ومن خلال هذا الاختبار يكشف عدد خلايا الدم البيضاء، لأن أي زيادة فيه يمكن أن تشير إلى التهاب، أو عدوى. ويكشف باختبار السائل عن وجود البكتيريا، والذي من الممكن أن يشير إلى التهاب المفصل الإنتاني، ومن الممكن أن يسبب تلفاً شديداً في المفصل. ويمكن أن تشير بلورات حمض اليوريك في سائل المفصل للإصابة بالنقرس، ويؤثر هذا النوع من التهاب المفاصل غالبا في إصبع القدم الكبيرة، والذي يعد شديد الإيلام. ويلجأ الطبيب لإجراء أشعة سينية أسفل الظهر،وعلى الحوض، والمفاصل، بهدف البحث عن العلامات التي تميز التهاب المفاصل التفاعلي، كما أنه من خلالها يستطيع استبعاد أنواع التهاب المفاصل الأخرى. وقف الأوجاع يهدف علاج التهاب المفاصل التفاعلي إلى السيطرة على الأعراض، ووقف الأوجاع التي يعانيها المريض، إضافة إلى علاج العدوى التي كانت سبباً في الإصابة بالمرض، إذا كانت ما زالت موجودة. ويمكن أن يصف الطبيب للحالات التي يتفاقم لديها الالتهاب المضادات الحيوية، والتي يعتمد اختيارها على نوع البكتيريا التي كانت سبباً في الإصابة بالمرض. وتشمل الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، والتي تعالج الالتهاب والآلام التي يتسبب بها. ويمكن أن تقلل حقن الكورتيكوستيرويد في المفصل المصاب من حدة الالتهاب، وبالتالي تساعد في أن يستعيد المصاب مستوى نشاطه المعتاد. وتستخدم الاستيرويدات الموضعية في علاج الطفح الجلدي الذي يتسبب به التهاب المفاصل التفاعلي، ويمكن أن تساعد أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي في بعض الحالات في تسكين الألم، وعلاج التيبس. حفظ الطعام تشير دراسة حديثة إلى أن أبرز سبل الوقاية من الإصابة بمرض التهاب المفاصل التفاعلي هي تجنب التعرض للبكتيريا التي ربما كانت سبباً في حدوث هذه المشكلة. وينصح الباحثون من أجل ذلك التأكد من أن الطعام تم حفظه في درجة حرارة مناسبة، مع الطهو بشكل جيد، وطريقة سليمة، فكل هذا يقلل من فرص التعرض للبكتيريا التي تنتقل من خلال الطعام. ويوضح المختصون أن العلاج الطبيعي يساعد على تقوية العضلات حول المفاصل، التي أصيبت وتضررت بفعل الالتهاب التفاعلي، الأمر الذي يزيد من دعم المفصل عن طريق تمارن التقوية تحت إشراف مختص العلاج الطبيعي، ويمكن لهذه التمارين أن تزيد من نطاق حركة المفصل، وتقلل من صلابته. وترجع تسمية مرض التهاب المفاصل التفاعلي إلى اعتبار أنه رد فعل على عدوى انتشرت من الجهاز الهضمي، أو الجهاز البولي، ويعد أحد أنواع التهاب المفاصل الفقرية، وكان يعرف سابقاً باسم متلازمة ريتر

مشاركة :