تحقيق إخباري: مرض "كوفيد ـ 19" يبدد أحلام الفتيات بجنوب سوريا بفرحة ليلة العمر

  • 5/31/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

"كنت أحلم بهذه الفرحة منذ سنتين، لكن الحلم سرعان ما تبدد" بهذه الكلمات عبرت العروس راما عن خيبتها بليلة الزفاف التي كانت تنتظرها قبل يومين بسبب تخوف الناس من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيدـ 19)، وإغلاق صالات الافراح في محافظة السويداء (جنوب سوريا) أمام العرسان لإقامة حفلة الزفاف التزاما بقرارات الحكومة السورية. وقالت العروس راما (28 عاما)، والتي ارتدت الزي العربي الشعبي الخاص بمحافظة السويداء لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق "كنا نخطط قبل أشهر أنا وخطيبي لإقامة حفل زفاف كبير يحضره الأهل والأصدقاء في إحدى صالات الافراح ضمن طقوس معروفة لدى أهالي السويداء"، وعبرت عن حالتها ببيت من الشعر تحفظه غالبا "تجري الرياح بما لا تشهي السفن" . وأشارت راما التي أقامت حفل زفافها في القرية (جنوب شرق السويداء) بمنزل والد عريسها بحضور اقتصر على الأهل من كلا الجانبين بحفلة صغيرة، مؤكدة أن الظروف الحالية أجبرت الغالبية على هذا الطقس. وشاهد مراسل وكالة (شينخوا) الذي واكب الحفل أن حفل الزفاف لم يشهد أي طقس من الفرح الذي كان سائدا بالعادة في أعراس محافظة السويداء، مع الالتزام بالتعليمات الصحية والتباعد الصحي بين الأشخاص المدعوين، تحسبا لمنع انتشار مرض (كوفيد ـ 19)، الذي ارعب العالم وغيب الكثير من الطقوس الاحتفالية لدى الشعوب. وكان العرس في محافظة السويداء والذي يمتد على ثلاثة أيام، يبدأ بسهرة للعروس في منزل والدها يحضره رفيقات العروس في كل المراحل العمرية، ومن ثم حفل الزفاف الكبير الذي يقام في إحدى صالات الافراح، والعروس تلبس ثوبها الأبيض (الأكليل)، ويحضره حشد كبير من الناس، وفي اليوم الثالث والأخير يأتي أهل العروس إلى منزل العريس ويقام احتفال مع تقديم الأكل التراثي (المنسف) المعروف في تلك المحافظة. وكل ذلك يتم في أجواء من الفرح والرقص والغناء التراثي الذي تشتهر به محافظة السويداء. وبدورها، رأت العروس رؤى صبح (26 عاما) أنها وعريسها كانا أمام خيارين أما التأجيل لسنة أخرى أو الزواج ضمن ظروف فرضها مرض فيروس كورونا الجديد على العالم، مؤكدة أنها فضلت أن تتخلى عن فرحتها بليلة العمر، وان تقيم حفل زفاف بسيط يحضره المقربون فقط. وقالت رؤى "بعد الانتهاء من الإجراءات الاحترازية لمرض فيروس كورونا الجديد، ممكن أن نقيم عرس والبس ثوب الفرح الأبيض"، مؤكدة أن "سلامتنا وسلامة الأشخاص التي ستحضر العرس مهمة بالنسبة لنا". وأضافت "لم يكن عرسي كما كنت اتخيل، فرح وغناء وأجواء صاخبة"، مشيرة إلى أنها الغت كل الحجوزات عند الكوافير، وفساتين العرس، والتصوير والفرقة الموسيقية، واصفة العرس بأنه أشبه بدعوة على العشاء. بدوره، قال خالد (31 عاما) وهو عريس رؤى إن "غالبية الأعراس في السويداء اما تأجلت أو الغيت، أو تمت دون احتفالات، لان الوضع صعب"، مشيرا إلى أن البعض وجد في هذا الظرف فرصة لتقليص النفقات التي كانت سترهق كاهل العريس وأهله. وبين خالد أن بعض الشبان اقدموا على الخطوبة والزواج بفترة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد لان وضعهم المادي لا يسمح بإقامة الفرح بصالة للافراح لانها مكلفة في الوقت الحالي، وقال وهو يضحك "رب ضارة كانت نافعة للبعض". وأضاف خالد إن "كل فتاة تحلم بهذه الليلة وهي تزف إلى بيت عريسها كأميرة بالأحلام". كما أن الهيئة الروحية لطائفة الموحدين المسلمين الدروز أصدرت تعليمات واضحة لمنع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد حفاظا على سلامة الناس، ومنها منع احتفالات الاعراس في الصالات، واقتصر دعوة العرس على أهل العروسين فقط، وتخفيف النفقات المادية. وقال الشيخ حمود الحناوي أحد شيوخ عقل طائفة الموحدين المسلمين الدروز الثلاثة، لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق إن "الهيئة الروحية وانطلاقا من حرصها على سلامة المواطنين منعت إقامة الاعراس والحفلات في الصالات العامة، وسط تقليص طقوس الافراح واقتصارها على أهل العروسين"، مؤكدا أن الأهالي التزموا بالتعليمات وكذلك أصحاب الصالات اغلقوا أبوابها امام من يرغب بكسر الطوق الصحي المفروض للتصدي لمرض (كوفيد ـ 19). وتابع الشيخ الحناوي يقول إن "هذه الإجراءات تصب في مصلحة الناس، وتهدف إلى وقف الهدر خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا عموما ومحافظة السويداء خصوصا"، مشيرا إلى أن الافراح ستعود إلى سوريا بعد انحسار المرض، والتأكد من سلامة الحالات المصابة. وكانت وزارة الصحة السورية أعلنت الخميس الماضي عن تسجيل إصابة جديدة لشخص قادم من الكويت، بمرض فيروس كورونا الجديد، مشيرة إلى ان حصيلة الاصابات بالمجمل في سوريا وصلت إلى 122 إصابة، وتوفيت منها 4 حالات.

مشاركة :