مفاوضات مرحلة ما بعد «بريكست» تدخل جولة حاسمة رابعة لتحديد مصير الاتفاق

  • 6/1/2020
  • 01:03
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

يبدأ البريطانيون والأوروبيون غدا، جولة رابعة من مفاوضات قد تكون حاسمة لمصير علاقاتهما في مرحلة ما بعد "بريكست"، بعد ثلاثة أشهر من عجز الطرفين عن تحقيق أي تقدم في هذا الصدد. ووفقا لـ"الفرنسية"، يأتي أسبوع المحادثات هذا قبل "مؤتمر رفيع المستوى" لوضع تقييم يستبق المفاوضات التي حددها البريطانيون كمهلة نهائية يقررون في ضوئها مواصلة الحوار من عدمه. لكن يستبعد مصدر قريب من المحادثات إمكانية التوصل إلى اتفاق مسبق، قائلا، "إن التقدم غير كاف، كل معسكر متمسك بمواقفه". ويرغب الأوروبيون في اتفاق شامل يحوي ضمانات لتفادي أن تعيد المملكة المتحدة تنظيم اقتصادها ضريبيا واجتماعيا وبيئيا بشكل يضر بهم، ويريدون أيضا أن يعطى صيادوهم حق الوصول إلى المياه البريطانية. لكن لندن لا تريد أكثر من مجرد اتفاق تقليدي للتبادل التجاري الحر، يحفظ سيادتها في وضع نظمها الخاصة، وتليه بعد ذلك اتفاقات صغيرة بحسب كل قطاع، ولذلك ترى أن مطالب الأوروبيين مبالغ فيها. واتهم ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول "بريكست"، بريطانيا بالتخلف عن الوفاء بالتزاماتها، وحذر من أنه لن يكون هناك اتفاق بشأن العلاقات المستقبلية إذا استمرت في ذلك. وقال بارنييه لصحيفة "صنداي تايمز"، حول العلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي أمس، المقرر أن تبدأ هذا الأسبوع، "إن لندن تراجعت خطوة إلى الخلف وخطوتين إلى الخلف، وثلاث خطوات إلى الخلف عن الالتزامات الأصلية". وحذر من أنه إذا لم تتبع لندن ما جاء في الإعلان السياسي الذي اتفق عليه الجانبان في الخريف الماضي كنقطة انطلاق للمحادثات حول العلاقات المستقبلية، فلن يكون هناك اتفاق. وانتهت ثلاث جولات سابقة من المحادثات دون أي نتائج ملموسة، فيما انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نهاية كانون الثاني (يناير)، وهي حاليا في مرحلة انتقالية حتى نهاية العام، حيث لا تزال البلاد جزءا من السوق الداخلية والاتحاد الجمركي. ويمكن تمديد الفترة الانتقالية لعامين، وهو قرار سيتخذ خلال قمة في حزيران (يونيو) المقبل، ومع ذلك، رفض بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني بشدة هذا الخيار. وعدّ كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق "أمرا شديد الصعوبة لكنه لا يزال ممكنا"، في حديث الجمعة مع إذاعة "دوتشلاند فونك" الألمانية. وقال بارنييه، "إن جولة المحادثات المقبلة تسمح بمعرفة إذا ما كانت المملكة المتحدة تريد مغادرة السوق المشتركة والاتحاد الجمركي مع أو دون اتفاق معنا". بدوره، قال مايكل جوف وزير الدولة البريطاني الخميس، "ما يطلبه منا الاتحاد الأوروبي غير مسبوق في كل اتفاقات التبادل التجاري الحر التي وقعتها دول أخرى أو تعمل على توقيعها"، وهي فكرة يكررها البريطانيون منذ بدء المحادثات. ووسط الظروف الحالية، سيكون صعبا التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام أي نهاية المرحلة الانتقالية التي تواصل خلالها المملكة المتحدة تطبيق القواعد الأوروبية، بعد مغادرتها الاتحاد في 31 كانون الثاني (يناير). ويؤكد مصدر مقرب من المفاوضات من جهته أن "الأمور ستتضح، بداية من الثلاثاء أو الأربعاء، بشأن اللهجة التي ستتواصل بها المحادثات". لكن المعطيات لا تستدعي التفاؤل، حيث قال ستيفان دي رينك مستشار بارنييه، في حديث الجمعة مع مركز "إنستيتوت فور جوفرمانت" للدراسات، "إنه لا ينبغي توقع تحقيق اختراق هذا الأسبوع"، عادّا أحد أبرز التحديات أمام تقدم المفاوضات هو الضمانات التي يطالب بها الأوروبيون في مجال المنافسة. وتزداد إمكانية التوصل إلى اتفاق صعوبة مع رفض البريطانيين النظر في تمديد الفترة الانتقالية، لعام أو اثنين، ما من شأنه أن يمدد فترة المفاوضات، وقال ديفيد فروست المفاوض البريطاني الخميس، "لن نطلب تمديدا. إذا طلب الاتحاد الأوروبي ذلك، فلن نقبل". أمام هذا المأزق الذي بدأت معالمه في الارتسام، وفي سياق أزمة فيروس كورونا المستجد التي تزيد الأمور تعقيدا بسبب عقد المشاورات عن بعد، ارتفعت النبرة بين الطرفين في الأيام الأخيرة عبر تبادل الرسائل. وبدأت هذه المناوشات مع إرسال ديفيد فروست رسالة إلى بارنييه يدعوه فيها بحزم إلى مراجعة موقفه، بينما أجاب الفرنسي برد جاف لكنه كان دبلوماسيا، وقال، "لا أريد أن يكون للهجة التي استخدمتموها أثر في الثقة المتبادلة والنهج البناء الأساسيين بالنسبة إلينا". وعلقت النائبة ناتالي لوازو، العضو في لجنة تنسيق في البرلمان الأوروبي حول "بريكست"، "يوجد إجماع على أن اللهجة التي استخدمت في رسالة ديفيد فروست غير مساعدة"، مضيفة "لهجة لاذعة، اتهامية، في وقت يجري العمل فيه على التفاوض لعقد اتفاق، هذه بالتأكيد خطوة خاطئة".

مشاركة :