جولة حاسمة من مفاوضات بريكست لتحديد مصير الاتفاق | | صحيفة العرب

  • 6/3/2020
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل- تبدأ الثلاثاء جولة رابعة من مفاوضات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن اتفاقية تجارية وجوانب أخرى للعلاقات بين الجانبين في المستقبل ما بعد بريكست. وتستأنف المفاوضات عبر الفيديو لكن بدون أمل كبير في التوصل الى نتيجة رغم الضغوط مع اقتراب انتهاء المهلة ومخاطر "عدم التوصل الى اتفاق". وحذر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول بريكست ميشال بارنييه من أنه "لن يكون هناك اتفاق" إذا ما عادت لندن عن مواقفها السابقة، منتقدا البريطانيين لاختيارهم "ما يناسبهم فقط" من السوق الموحدة الأوروبية. وصرح أن بريطانيا فشلت في الوفاء بالتزاماتها للمفاوضات بشأن التجارة المستقبلية والترتيبات الأخرى. واتهمت رئاسة الحكومة البريطانية بروكسل الإثنين بانها ترغب في إدراج "مقترحات غير متوازنة تربط المملكة المتحدة بالقواعد أو المعايير الأوروبية" في المفاوضات، ونددت بالمطالب "غير المسبوقة في اتفاقيات التجارة الحرة". ولم تبد لندن أي مرونة حيث أكد المفاوض البريطاني ديفيد فروست الاسبوع الماضي أن لا مجال لتمديد المفاوضات إلى ما بعد نهاية ديسمبر، حتى لو واجهت خطر احتمال "عدم التوصل إلى اتفاق" مدمر بالنسبة للاقتصاد. هوة واسعة غراف وغادرت بريطانيا التكتل رسميا في 31 يناير بعد أن صوتت أغلبية ضئيلة لصالح بريكست في استفتاء عام 2016 ولم يتغير الكثير خلال الفترة الانتقالية التي تمتد 11 شهرا. وبعد ثلاث جلسات من المناقشات منذ أوائل مارس، بمعدل جلسة واحدة في الشهر، لا تزال الهوة واسعة بين مواقف الطرفين. والوضع معقد نظرا لانتشار فايروس كورونا المستجد الذي يجبر مئات المفاوضين من كلا الجانبين على المشاركة عبر الفيديو. ويمثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة لبارنييه "خسارة للطرفين"، ولكن "إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فسيكون لذلك عواقب أكثر تضاف إلى تلك الوخيمة الناجمة عن أزمة فايروس كورونا المستجد"، داعيا إلى تحمل "المسؤولية المشتركة" بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. ويرى بارنييه أن هذه الجولة الجديدة من المحادثات المقرر عقدها حتى الجمعة يجب أن تؤدي إلى "معرفة ما إذا كانت المملكة المتحدة تريد مغادرة السوق الداخلية والاتحاد الجمركي مع أو بدون اتفاق معنا". ويجب إعداد نتائج المداولات في يونيو قبل عقد اجتماع على أعلى مستوى بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وجعلت لندن من هذه المرحلة موعدا نهائيا ملوحة بعدم مواصلة المحادثات ما لم يكن التقدم كافيا. لكن ذلك كان قبل الصدمة التي سببها الوباء، الذي أغرق أوروبا في ركود غير مسبوق وقلب المعادلة. ودخلت العلاقة مع لندن، بالنسبة لبروكسل، بعد الطلاق في 31 يناير إثر 47 عامًا من الحياة المشتركة، في منزلة متراجعة بعد بروز مواجهة طارئة لإنعاش الاقتصاد. الوضع تغير ميشال بارنييه: بريطانيا فشلت في الوفاء بالتزاماتها للمفاوضات ميشال بارنييه: بريطانيا فشلت في الوفاء بالتزاماتها للمفاوضات واعتبر الخبير أناند مينون من مركز الأبحاث "المملكة المتحدة في أوروبا متغيرة" أن "ليس هناك الكثير مما يمكن توقعه من هذه المناقشات الجديدة. لكنني لا أعتقد أن البريطانيين سينفصلون في غياب التقدم. لقد تغير الوضع تمامًا مع الفايروس". ومع ذلك، يتحتم على لندن أن تقرر قبل نهاية يونيو بشأن طلب تأجيل نهاية الفترة الانتقالية لمدة عام أو حتى عامين. وقد استبعدت الحكومة البريطانية مرارا هذا الاحتمال، حتى وإن كان ذلك بطلب من الاتحاد الأوروبي. واعتبر إيريك موريس من مركز شومان أن "بوريس جونسون يريد دون شك خلال لقائه مع أورسولا فون دير لاين تمرير رسالة استباقية حول تاريخ 31 ديسمبر. هذا لا يعني أنه تخلى عن أمله بالتوصل إلى إتفاق، ولو بالحد الأدنى بحلول ديسمبر. وتوقع مينون أنه في حال قررت المملكة المتحدة وقف المحادثات، وبالتالي المخاطرة بعدم التوصل إلى اتفاق "لأسباب سياسية، فسيكون ذلك مع اقتراب نهاية ديسمبر". ويرغب الجانبان التوصل إلى إيجاد توافق، رغم إظهارهما مواقف متباينة إزاء المواضيع الرئيسية للمفاوضات، أي بنية الاتفاق (واحد أو أكثر) وشروط المنافسة العادلة (حول المعايير البيئية والاجتماعية والضريبية) وتسوية الخلافات وحق الصيادين بالوصول إلى المياه البريطانية. وتوقع الخبير البريطاني "إذا تم التوصل إليه فسيكون ذلك في نهاية المناقشات وليس قبل الخريف". ورأى مراقبون آخرون أن لندن يمكن أن تميل الى عدم التوصل الى اتفاق حيث يمكن أن ينسب أثره المدمر المحتمل إلى العواقب الاقتصادية لصدمة الوباء. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق وتمديد، ستحكم قواعد منظمة التجارة العالمية التبادل بين الطرفين، ما سيؤدي إلى إقامة حواجز تجارية جديدة من شأنها تكبيد الشركات المستوردة من كلا الجانبين تكاليف باهظة اضافة الى التأخير على الحدود.

مشاركة :