صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، كتاب "شعر نزار قباني"، للباحث د.طارق المجالي، والذي يؤكد فيه أنّ حداثة قباني متفردة أصيلة، لها سماتها واشتراطاتها الشكلية والأسلوبية، ولها طابعها الخاص؛ لأنها قدّمت للقارئ شعرًا غير معهود، قريب المنال، رشيق القوام لفظًا وإيقاعًا، وبعيدًا عن الإبهام والغموض دلالةً ومعنى. وركزت معظم المقالات والدراسات على القضايا الموضوعية في شعر نزار بسبب مواقفه وأفكاره حول مواضيع مختلفة؛ ورأى المجالي في كتابه الذي جاء في 306 صفحات، أن يتناول شعر نزار أسلوبيًا انطلاقًا من أن لعبة نزار الأساسية هي لعبة لغوية جمالية، فهذا هو سر تفرده وانتشار شعره بين الجمهور قراءة وتداولًا، وبين المطربين والملحنين غناء وإنشادًا.ويضم الكتاب خمسة فصول؛ يتناول أولها الانزياح الدلالي في شعر نزار، فيحلّل فيه الاستعارات التنافرية وتراسل الحواس والإسناد النحوي والانزياح الإضافي والمفارقة وشعرية العنوان.أما الفصل الثاني فيتوقف عند الانزياح التركيبي، ويحلل التقديم والتأخير ونقاط الحذف وحذف الأركان والفضلات. بينما يتطرق الفصل الثالث إلى التحولات الأسلوبية عند نزار، فيرصد الربط والتكرار ومفردات الحياة اليومية في مجمل أعماله.ويحلّل الفصل الرابع الرمزَ والتناص في شعر نزار، فيرصد ظهور الرمز التراثي العام والرمز التراثي ذي الدلالة المفارقة والرموز الخاصة من أسماء أعلام ورموز حيوانات، ويرصد كذلك ظواهر التناص العام والخاص والبعدي، والإحالات ذوات الدلالات المتشابهة والمتفارقة.ويدرس الفصل الخامس الصورة الشعرية عند نزار قباني، فيحلّل أساليب بنائها، مفردة ومركبة وكليّة، وظهور اللون في الصورة الشعرية لديه.
مشاركة :