من أجمل ما سمعت عن فيروس كورونا، الذي حير العالم عبارة أعجبتني من سيادة اللواء أسامة راغب أستاذي في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وأنا أتحدث معه عن موضوعات ذات أهمية.وتقول العبارة الرائعة: «العالم في حاله غارة.. وأطلقت صافرة الإنذار ببدأ غارة، والكل قد نزل الخنادق مختبئين حتي إطلاق"صافره الأمان، للخروج من المخابئ، فلا يوجد سوي صافرة الأمان الإلهيه، وعلمها فقط عند الله».وفى نهاية الحوار طرح الحل بيقوله: «نعم الجميع في أشد الحاجة إلى مصل التسامح»، وتعليقا علي كلماته العميقة، التي ألهمتني كتابة هذا المقال، أقول: نعم أتفق مع سيادتك، وأوافقك الرأي تماما، ومن هذا المنطلق أود أن أبعث برسالة تضامن لشعوب الأرض:أعزائي مواطني العالم :-«ها أنا اليوم أقولها بملء صوتي لأناس لا أعرفهم،وأغتنم هذه الفرصة لأبعث برسالة تضامن في ظل تفشي ما أتفق علي تسميته"جائحة كورونا"،لأوجه مناشدة بشكل مماثل إلى كافة شعوب الأرض»، وأقول:«ومع إدراكي الكبير بحقيقية المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد البشر،أتمني أن يكون هناك من يقرأ ويقدر ويفهم المعني الخفي ما بين سطوري»، ورسالتي مفادها:«أعزائي مواطني وشعوب الأرض: نعم العالم في حالة غارة.. أصبح لا شيء يشغله سوي أخبار الوباء والموت.. والرعب من كثرة الحروب والنزاعات في كافة أرجاء الأرض.. نعم لقد تم إطلاق"صافره الإنذار"ببدأ غاره وأصبح الناس مختبئين حتي إطلاق"صافره الأمان".. نعم لقد بات الجميع عاجزون عن مواجهة كائن صغير لا يري إلإ بواسطة أدق الأجهزة الكاشفة وأصعبها،وكل يوم تكثر حوله نظرية المؤامرة التي ترجع كل ما يحدث إلى أن العالم يتعرض لبداية حرب بيولوجية ماسونية دجالة شيطانية قادمة.ولكن الشيء المحزن.. أن كل هذا أصبح لا يهم غالبية الناس الذين أصبحوا لا يسيطر على تفكيرهم سوى إنتظار إطلاق"صافرة الأمان"،أو حتي كيفية الهرب من الإصابة بالأمراض،والطريق للنجاة من الموت الذي قد يصبح محتوما.وفي المقابل.. هناك دول وحكومات لا يهمها السلام ولا الراحة ولا الأمان لشعوبها بقدر ما يهمها مصالحها الخاصة، والحقيقة إن مثل هذه الدول والحكومات هم أول من أطلقوا شرارة الحرب على الطبيعة والبشرية،ليسيطروا على الحياة ويوقفوا دورة الزمن لصناعة عالم أخر يتوافق مع أهدافهم والدجالة الشيطانية.وأظن أن السؤال الملح الآن :- إلى متى سوف تستمر هذه الغارة..؟! والإجابة من وجهة نظري: للأسف الشديد الله وحده أعلم متى ستنتهى هذه الغارة.. فصافرات الإنذار الغامضة لا تزال تسمع في كل مكان لتنبيه الناس ببدء تفعيل قرارت وإجراءات تعد الأولي من نوعها معلنة عن عالم أخر قيد التشكيل في الأيام القليلة القادمة.الناس مازالت تنتظر فى الخنادق يصرخون بصوت عالي غااارة..غااارة،حتي صار أهمية دعاء الإستعاذة من جميع الأمراض والتحصين من وباء كورونا أساسي كل يوم.نعم الناس أصبحوا في كل لحظة يسألون" الله "الأمن والأمان والسلام والعافية،وأن يرفع عنهم هذة الغمة ويغيثهم ويرزقهم من فضلة،وهم آذان صاغية في إنتظار الفرج الإلهى بإطلاق"صافرة الأمان الإلهية". وهو ما يجعلنا نطرح علي أنفسنا سؤال أخر لا يقل أهمية : ياتريما هي الخيارات المتاحة حتى الآن لبناء شبكة أمان نصون بيها أنفسنا من جائحة هذا الساحر كورونا؟!والإجابة من وجهة نظري :لقد أثبت وبما لا يدع مجالا للشك،أن مثل هذة الأزمات والحروب التي أصبحت تهدد الأمن والسلم المجتمعي،وبعد أن فشلت الكثير من الدول في إحتواءها قد تؤدي في النهاية الي خروج الناس من سكونها. وإذا لم يتم بناء شبكة أمان ثقافية ودينية وروحانية لحماية هذة الشعوب من شرور أنفسهم أولا،ربما تعم الفوضى في كل أرجاء الأرض ويتم إستغلالها في تحقيق أهداف شيطانية أخري.ولذلك أري أنه ليس هناك من حلول سوى العمل علي توسيع الفهم الإدراكي للشعوب بإعادة تجديد وبناء مفاهيم الإنسان في كل مناحي الحياة للوصول للتكامل الروحي والوجودي.وهذا المقترح من أهم أهدافه العيش المشترك المتفاهم المتعاون علي المسؤليات دون تكبر أو استعلاء.نعم.. نحن في أخر الزمان،والعالم يعيش أزمه لم تصادفه من قبل،وأصبحت هناك أهمية كبري لإعادة تصحيح مفهوم الإيمان بالله والقضاء والقدر،ومتي يكون الإبتلاء إختبار أم عذاب،ليس قولا وإنما فعلا.نعم.. العالم يخوض حرب وجود حقيقية،وسلاح جنوده فيها ليست الدبابات ولا الأسلحة المعتاد عليها في الحروب التقليدية،بل يواجه حرب سلاحها وجنودها فقط العلم والإيمان.نعم.. لن يحمى هذا العالم الرصاص ولا الأسلحة المتعارف عليها فى المعارك الحربية،وما يساعدنا على تخطي هذه الأزمه هو وجود إستراتيجية جديدة للحكومات تتبني معركة وعى حقيقية لتثقيف الشعوب في كل مناحي الحياة لقدرتهم على مواجهة التحديات.نعم أصبح الرهان الرابح هنا علي الحكومات والشعوب بأسرها جمبا الي جمب بتبني معركة وعي حقيقية تساهم في ثقافة المجتمعات علي كافة الأصعدة.وهنا أود أن أضيف على ذلكبعض النقاط الهامة أيضا وهي:أن هذا العدو الصغير الغير مرئي الضئيل"الساحر كورونا"مازال يلهمنا الكثير من الحكم والعبر..منها:-كورونا..قام بتغير قواعد اللعبة الدولية حتي أصبح الناس في حالة ترقب شديد في إنتظار"صافرة الأمان الإلهية"،وهذه الصافرة لا تطلق إلا بالدعاء والتقرب إلى "الله"الذى بيده الأمن والأمان.كورونا..يجعلنا نتذكر مخططات ومشاريع وضعت في شهور وسنين وفجأءة تغير مصيرها في دقائق،وأبرزها مؤتمرات وفعاليات وصفقات ورحلات إما أجلت أو ألغيت تماما.كورونا..ألهمنا أن يد الله مع الجماعة،والإتحاد فقط هو ما يمكن أن يمنع أي شرور تتسرب بيننا،وهذة التحديات هي المحك التي تظهر حقيقة كلا منا،وتؤكد دائما أننا كبشر فطرتنا تتجه نحو حب الخير لا الشر.كورونا..يجعلنا نتذكر جيدا عندما يظلمنا أحدهم بالتصيد وإلحاق الضرر بنا فنتوجه إلى الله بالدعاء بقول"حسبي الله ونعم الوكيل".كورونا..يجعلنا نستشعر الآية القرآنية في قوله تعالي:"قل لن يصيبنا إلإ ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون".كورونا..هذا الفيروس الغير المرئي يمنحنا حكما وعبرا تزيد لدينا اليقين والإيمان العميق والرضا بالقضاء والقدر ومنها:- *في لحظة قد يصبح الضعيف قويا والقوي يضعف وينتهي. *وفي لحظة أيضا قد يهلك الله أمم وتزول عروش بأوبئة وأمراض تظهر فجأة وتنتشر.*وفي لحظة أخري مخططات قد وضعت ودبرت لتنفيذها،فجأءة تنتهي ويصرف الله شرها بفيروس صغير غير مرئي.كورونا..يجعلنا نتذكر دائما الحقيقة الماثلة أمامنا :- إنه كلما تقدم العلم والتكنولوجيا كلما ظهرت أوبئة جديدة أكثر فتكا وخطورةوبالتأكيد فإن"كورونا"لن يكون آخر الأوبئة.كورونا..يجعلنا نتذكر تغير حال البشر في دقائق،والتي تغيرت معهم الكثير من المفاهيم والأولويات،وقلبت طاولة المعادلات بالكامل عند كل الشعوب والحكومات. ولعل أبسط مثال علي ذلك :- أن الكثير من الطلبة الذين كانوا يحملون هم الدراسة والإمتحانات فجأءة وجدوا أن التحدي الأكبر أصبح هو:-كيف يتفادي الإصابة من الأمراض والأوبئة!! وهو ما يجعلنا نتذكر معها حكمة : "ما تحمل همه قد يتلاشى في دقائق وينتهي أو يتبدل وما يكون شديد الأهمية بالنسبة لك بالأمس اليوم لا تكون هناك له أي قيمة".فكثيرة هي الدروس والعبر التي ينبغي أن تستخلصها من جائحة تفشي هذا الساحر كورونا الذي لم يفرق بين غني أو فقير وبين دولة متقدمة وأخري متخلفة.ومهما وصلنا إلى معرفة أسباب هذه الحروب، فلا ينبغي أن ننسى أهمية الاتعاظ والاعتبار والنظر في الأسباب الخفية لهذة المعارك،وأننا أصبحنا جنودا فيها حتي إطلاق صافرة الأمان الإلهية . نعم..اليوم لقد إنقلب هرم الأولويات رأسا على عقب في غضون ساعات،وأصبح العالم أمام الواقع المفترض الذي يجعلنا نفكر في إعادة ترتيب الأولويات من جديد حتي في علاقتنا مع الله.نعم إننا جميعا أصبحنا أمام أزمة حقيقية ستكون لها تداعياتها في المستقبل القريب،والتي قد تدفع بنا إلى أفظع المآلات وأسوء الإحتمالات.نعم ..لم يخطيء اللواء أسامة راغب في رؤيته للمشهد،والتي تتفق تماما مع رؤيتي الشخصية،وتؤكد أن العالم يعيش حالة حرب وجود حقيقية،ويواجه أعداء غير مرئية في ظل وجود أجهزة رادار تعجز للوصول إليهم.وهذا ما شعرت بيه أثناء النقاش الممتع مع سيادته الذي يخدم التفكير الإستراتيجي الصحيح، ولا يعزز وجهات النظر الشخصية.نعم .. إن هذه الكلمات تكشف مدي العجز البشرى الشديد فى مواجهة جائحة كورونا في ظل حالة إنتظار الناس الرحمة والفرج من الله عز وجل.للحديث بقية..
مشاركة :