قال المهندس خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس اليمني، خلال مشاركته أمس في توقيع عدد من اتفاقيات التعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، في مقر البنك في جدة، إن اليمن يمر بمرحلة لها تداعيات قاسية على مستوى الشعب من ناحية الفقر والصحة والتعليم والحوكمة، لافتا إلى أن نسبة الفقر في اليمن وصلت إلى 80 في المائة تقريبا. وأوضح بحاح أن نحو 21 مليون يمني يعيشون حاليا تحت خط الفقر، على الرغم من أن اليمن بلد زراعي يمتلك شواطئ تصل إلى أكثر من 2000 كيلو متر؛ إلا أن الشعب يعاني الفقر بسبب الحروب، لافتا إلى أن التركيز الأساسي لإعادة إعمار اليمن لا بد أن يبدأ من مكافحة الفقر، ومحاولة إيصال المعونات اللازمة. وتابع: "الصحة واحدة من الأمور الرئيسة، وما خصخصة البنك الإسلامي من مبلغ 49 مليون دولار لبناء العيادات ومستشفيات متنقلة في إطار الصحة العامة والإسعافات الأولية هذه الأمور نحتاج إلى تكثيفها"، "هناك نحو ستة ملايين شخص مرشحون للوصول إلى مرحلة المجاعة خلال هذه الفترة، مؤكدا أنه تم بناء دولة بطريقة معوجة أوصلتنا إلى ما نحن فيه". وزاد: "كما ستأتينا في المراحل المقبلة أمور أهم تجب معالجتها، مثل التعليم والحوكمة اللذين نحتاج إليهما"، لافتا إلى أن الاحتراب الذي يعانيه اليمن بسبب الجهل، "إذ نعاني وجود أكثر من 450 ألف طفل لا يذهبون إلى المدرسة، ومن هذه المعطيات نستطيع قراءة المستقبل من اليوم، فوجود ستة ملايين طفل يمني مدونين في سجلات التعليم دون مقاعد أو مدارس"، هو مؤشر لما ستكون عليه البلاد في المستقبل. وأشار نائب الرئيس اليمني لأن سوء إدارة الحوكمة التي عانيناها في المراحل الماضية وما زلنا نعيشها اليوم هو نتائج اليمن بحضارته التي امتدت إلى سبعة آلاف سنة، وسوف نتجاوز هذه المحنة وفي القريب العاجل، لدينا أمل كبير رغم سوداوية الأمور. وذكر أن الحكومة اليمنية مستعدة للتعاون مع البنك الإسلامي لتقديم معوناته فيما يتعلق بتقديم الخدمات الصحية والعيادات المتنقلة في المناطق الآمنة؛ إذ يوجد نحو 15 منطقة آمنة، مضيفا: "حتى المحافظات المستهدفة تحتاج إلى العيادات المتنقلة أكثر من الآمنة كليا". ورسم بحاح خريطة الطريق لإيصال المعونات الإنسانية من البنك الإسلامي عبر منفذي صلالة من عمان، والوديعة من السعودية، مشيرا إلى أن رحلات الطيران إلى مطار صنعاء، ومطار سيئون، يمكنها أن تساعد على إيصال المعونات الإنسانية، كما يمكن استخدام ميناء الحديدة، وميناء عدن رغم اضطرابه، والمكلا، ونشطون، لإدخال المعدات والمساعدات الصحية في أسرع وقت. وعن الوضع الراهن في مناطق اليمن بعد عمليات المجازر التي شهدتها مناطق مختلفة مثل المنصورة، أمس الأول، قال بحاح: "مع الأسف الشديد ما يحدث في عدن هو الجريمة الكبرى، تقريبا الحادثة الآن في الوضع الحاضر، خاصة أنها مدينة آمنة، ومدنية بعيدة عن جزئية الاحتراب وليست طرفا فيه، لكن مع الأسف الشديد نحن في إطار ميليشيات لا تعرف الأمن والأمان بأي منطقة، ونشرت سرطان الحرب في كل مكان في اليمن، لكن هناك مناطق أكثر تضررا وهي عدن". وبين بحاح أن هناك انتشارا للأمراض في عدن نتيجة عمليات محاصرتها، مركزا على أن عملية الحصار المتعمد على مدينة عدن يخنق أكثر من مليون شخص في مدينة آمنة، ويمنع عنها الإغاثة الإنسانية، وهو ما عده أكبر الجرائم الإنسانية، على حد قوله. ولفت إلى أن الرئيس هادي أرسل أمس الأول رسالة إلى الأمين العام قدم فيها الشكوى الرسمية الكاملة من اليمن بأن هناك جريمة حرب في اليمن، وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يقوم بعمله ومهامه، ليس فقد بالتنديد والشجب وغيره، ولكن هناك الكثير من الوسائل الذي يجب أن توصل بها المواد الغذائية لأكثر من مليون شخص محاصر داخل عدن. وتابع: "من جهتنا كحكومة نسعى بقدر ما نستطيع إلى إيصال الإغاثة الإنسانية ومركز الملك سلمان له جهود طيبة، المؤسسة القطرية والأخوة الإماراتيون والدول الشقيقة والصديقة تسعى إلى ذلك، خاصة المنطقة الجنوبية الغربية". وعن أبرز ما نوقش مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة الذي وصل إلى الرياض أمس الأول، قال بحاح: "التقيته شخصيا يوم أمس بمعية الرئيس هادي وكانت هناك محاولة سلام وكنا الأوائل من الحكومة نمد أيدينا للسلام، ونريد عودة السلام إلى اليمن وذهبنا قبل الموعد بيوم، وسعينا بقدر ما نستطيع لبداية السلام وهذه جزئية إيجابية، لدينا المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور، ولدينا القرارات الدولية وهذا يعني أن الأرضية جاهزة من أجل أن نعود إلى الطاولة ونلتزم بما تم الاتفاق عليه، الأمور سهلة في اليمن متى ما وصلت القناعة لدى ميليشيات الحوثيين أن تعود للسلام دون استخدام للسلاح، السلاح لن يحقق مكاسب، وإذا حققها ستكون وقتية هكذا يقول التاريخ لا يوجد منتصر ولا يوجد مهزوم في اليمن، يوجد وطن مهزوم وليس أفرادا أو جماعات". وزاد: "تركز لقاؤنا حول ما تم في جنيف الذي لا نحب تسميته فشلا ولكن نأخذها بطريقة إيجابية، كانت هناك محاولة وهي طيبة ونبني عليها، وكانت هناك حسبما ذكر أن هناك ورقة قدمتها الميليشيات الحوثية حسبما اطلعنا عليه من مقابلة المبعوث الخاص مع "الرأي الكويتية"، لا نعرف دقة هذه المعلومة، ولكن نعرف أن هناك مبادئ من ست أو سبع نقاط، لكن نقول في اللغة القانونية هناك قانون وهناك مبادئ، المبادئ تأتي بداية القانون ثم نؤسس عليها قانونا أو قرارا، ولذلك نعود لإيجاد آلية تنفيذية لتطبيق القرار، هذه اللغة القانونية، كما تمت المبادرة الخليجية التي تفاوضنا حولها لستة أشهر ثم أخذنا ستة أشهر أخرى لإيجاد آلية تنفيذية لتطبيقها. أعتقد أن أي خطوات عملية مقبلة تكون بين طرق الدولة والطرق الأخرى تكون لإيجاد آلية تنفيذية لتطبيق القرار 2216 وهو قرار دولي يشمل كل القضايا التي مرت على اليمن، ونعود لاستئناف المرحلة السياسة بعد استعادة الدولة لأن الدولة الآن مختطفة ومسلوبة، ولذلك نحن نصمم على أن هناك مرحلتين الأولى استعادة الدولة من قبل الميليشيات الحوثية التي اختطفتها، ثم استكمال المرحلة الانتقالية من حيث توقفنا وهو مسودة الدستور ثم الانتقال للانتخابات". وعن دعم المقاومة الشعبية بالسلاح على غرار ما تم في سورية، أشار بحاح إلى أن المقاومة على الأرض مدعومة من الحكومة، ومن الخارج من الأشقاء في التحالف. وحول إمكانية انتقال الحكومة اليمنية من الرياض إلى اليمن في ظل وجود 15 منطقة آمنه، كما أسلف في تصريحاته، قال بحاح: "لا توجد منطقة في اليمن آمنة بشكل كامل، قد تكون هناك مناطق آمنة بشكل جزئي، بعض المديريات، الحكومة عادت في جزئيتها الأولى وتنتقل بشكل تدريجي، وزارة الدفاع لديها الآن مركز قيادة وسيطرة متقدم على الأراضي اليمنية، أركان الدفاع وكل زملائهم على الأرض اليمنية، عندما تعطى الإشارة من العسكريين لعودة الحكومة لأي منطقة نحن مستعدون للعودة إلى الوطن في أي لحظة وفي القريب العاجل".
مشاركة :