عاش أهالي إحدى المدن البحرينية أمس ساعات من «الذعر والقلق»، بعد تداول أنباء عن القبض على شخص ارتدى زياً نسائياً، وحاول الدخول إلى مسجد السيدة خديجة الواقع في مدينة حمد، قبل أن يتم التعرف عليه. ما دفعه إلى رمي ملابس التنكر التي يرتديها ويلوذ بالفرار. وزادت وتيرة المخاوف إثر العثور على منشورات وصور تحوي كتابات وشعارات تعود إلى تنظيم «داعش» الإرهابي بالقرب من أحد المساجد في بلدة جد حفص. فيما تواردت أنباء عن مباشرة الأجهزة الأمنية المواقع التي عثر فيها على المنشورات، ومصادرتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، والبحث عن المتسببين في وضعها. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إطلاق شخصيات بحرينية معروفة بانتمائها لتنظيم «داعش» الإرهابي، تهديدات بجعل المساجد ودور العبادة في مدن البحرين هدفها القادم، بعد التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مساجد عدة، ابتداءً من السعودية وصولاً إلى الكويت الجمعة الماضي. وأكدت إدارة مسجد السيدة خديجة ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات حول «رؤية أهالي المنطقة امرأة ترتدي عباءة قرب مدخل النساء في هيئة مريبة». وذكرت أن ذلك «قطعاً للإشاعات حول ما حدث في مسجد السيدة خديجة في مدينة حمد صباح اليوم (أمس الأربعاء)». وأضافت أنه «حينما اقترب الأشخاص منها، اتضح بأنه شاب في العقد الثاني من العمر. قام برمي العباءة والحذاء ولاذ بالفرار، بعد أن أصيب بالارتباك، فتم إخطار المسؤول عن المسجد، الذي قام بدوره بتقديم بلاغ في مركز الشرطة مع الشهود، وتسجيل بلاغ بالواقعة. وبعد فترة وجيزة تم رصده مجدداً من الأهالي، وإيقافه وتسليمه إلى الشرطة، لتقوم بدورها بالوقوف على حقيقة الموضوع». بدوره، قال المدير العام لمديرية شرطة المحافظة الشمالية البحرينية العميد إبراهيم حسن الشيب: «إن أحد الأشخاص قام بإحضار طفل يبلغ من العمر 11 عاماً إلى المديرية، بدعوى قيامه بالتنكر بزي امرأة بالقرب من مسجد في مدينة حمد». وأضاف: «إنه بعد التأكد من حال الطفل، ثبت أنه مختل عقلياً، وعليه تم استدعاء ذويه، وتسليمه لهم، بعد أخذ تعهد عليهم برعايته، بما يضمن عدم تكراره مثل هذه الأفعال». من جانبٍ آخر، أكد المدير العام لمديرية شرطة المحافظة الجنوبية العميد الشيخ خليفة أحمد آل خليفة، استعداد أجهزة الأمن العام كافة، لحماية دور العبادة في البحرين. وقال: «إن الإجراءات الوقائية يجب أن توجد بصورة دائمة، وهي أحد مقومات استتباب الأمن»، داعياً المتطوعين الأمنيين إلى بذل الجهد من أجل القيام بأدوارهم الوطنية على أكمل وجه. وذكر آل خليفة أن «الأدوار الرئيسة المطلوبة من المتطوعين الأمنيين تتمثل في مهام حماية دور العبادة والإسهام في أعمال التنظيم والمساعدة في منع التجمهر حال وقوع أية حوادث لا قدر الله»، مؤكداً أن «المتطوعين الأمنيين سيعملون تحت إشراف وتوجيه المسؤولين في مديرية شرطة المحافظة الجنوبية». وأوضح أنه «ليس غريباً على أبناء المحافظة الجنوبية أن يبذلوا الغالي والنفيس ويتشاركوا في تعزيز أواصر اللحمة والترابط بين فئات شعب البحرين كافة ، وأن يسهموا في تحقيق الشراكة المجتمعية والدعوة إلى التلاحم ونبذ الفرقة ونزع بذور الفتنة ورفض المحاولات الفاشلة لضرب نسيج الوحدة الوطنية في مملكة البحرين».
مشاركة :