ترتيب الأوراق خارج طرابلس يربك خطط تركيا في ليبيا | عبدالستار حتيتة | صحيفة العرب

  • 6/3/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بينما استغلت أنقرة الوضع الجديد وأخذت تضغط على قاعدة الوطية بنقل كميات ضخمة من الأسلحة وأعداد كبيرة من المرتزقة، إلى جبهة جنوب العاصمة طرابلس، غيّر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من خطط الحرب بما بتوافق مع الواقع الجديد إيمانا منه بأنّ الصراع لم يعد فحسب مع ميليشيات السراج بل مع غزو تركي لليبيا. لذلك تمكن الجيش من امتصاص الصدمات الكبيرة ليغيّر خططه بعدما تبين له أن لا قيمة عسكرية لقاعدة الوطية في الوقت الراهن. القاهرة - “لا بيانات، لا تصوير، لا معلومات للنشر.. كل التحركات سرية”. تأتي مثل هذه الأوامر حاسمة عبر جهاز اللاسلكي، من القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى قادة القوات العسكرية المنتشرة حول طرابلس. وهذه نبرة جديدة وغير معتادة في شدتها، بدأت منذ منتصف مايو الماضي، وكانت تؤشر إلى طريقة جديدة في إدارة المعارك. كان هناك شعور حقيقي بالحاجة إلى تغيير إيقاع طبول الحرب، بسبب تغير المعادلة. كانت قوات الجيش الوطني تحارب ميليشيات محلية تتحصن في العاصمة، لكن مع مطلع العام الجاري، بدأ يواجه خططا تشرف عليها المخابرات العسكرية التركية مباشرة، بحسب مصدر في الجيش الليبي. تغيير الخطة لهذا وجب تغيير كل شيء، كما يقول مصدر مطلع لـ”العرب”، بما في ذلك العادات الحماسية التي كان يتبعها جنود الجيش، والقوات المساندة له، من التصوير بالهواتف المحمولة، ونشر الصور وسير المعارك على مواقع التواصل الاجتماعي، وتضمنت إشارات اللاسلكي الجديدة تحذيرات للمحاربين تدعوهم إلى التوقف تماما عن ممارسة مثل هذه التصرفات، “هذا يضر بالجيش.. هذا يخدم العدو”. تقف تركيا في صف الميليشيات، وبالتالي في صف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، الخصم اللدود للجيش وقائده المشير حفتر. أبرم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع السراج مذكرتي تفاهم أمني وبحري منذ نوفمبر الماضي، وبناء على ذلك بدأت أنقرة إرسال المزيد من الأسلحة، والذخائر والطائرات المسيرة والمرتزقة، لمنع الجيش من دخول طرابلس والسيطرة على مفاتيحها. تمكنت أنقرة، في الأشهر الأولى من هذا العام، من زيادة عدد المواقع التي تطلق منها الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى قاعدتي طرابلس ومصراتة (شرق العاصمة)، وصلت لتفاهمات مع أطراف محلية للسماح لها باستخدام مدرج في مطار صغير في مدينة زوارة (غرب طرابلس، على ساحل البحر المتوسط)، وكانت زوارة أقرب نقطة تركية لقاعدة الوطية العسكرية التي كان يتواجد فيها الجيش الوطني حتى وقت قريب. في الوقت نفسه واصلت تركيا إرسال الأسلحة والمرتزقة إلى شمال غرب ليبيا، وتتحجج أنقرة بأنها تتعامل مع حكومة طرابلس المعترف بها من العالم، ضاربة عرض الحائط بالقرارات الدولية التي تمنع بيع الأسلحة إلى ليبيا منذ 2011، وفقا لما ذكره تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة في رسالته لمجلس الأمن، في ديسمبر الماضي. معادلات معقدة معادلة الاسلاميين تقول إن ضرب الجيش في جنوب طرابلس وجنوب غربها سيجبره على الاستسلام، لكن هذا لم يحدث يقول مسؤول في الجيش الوطني الليبي، طالبا عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول له الحديث للإعلام “منذ مارس أدركنا أن وتيرة التدخل التركي ضد الجيش الوطني في ازدياد، بينما كان العالم قد بدأ ينشغل بوباء كورونا، ويهمل الملف الليبي”. ويضيف لـ”العرب”، “استغلت أنقرة هذا الواقع، وأخذت تضغط على قاعدة الوطية، باستهداف القاعدة بالطائرات المسيرة، والقذائف الصاروخية التي تطلقها من سفن حربية في ساحل زوارة، كما تمكنت من نقل كميات ضخمة من الأسلحة وأعداد كبيرة من المرتزقة، أغلبهم من السوريين، إلى جبهة جنوب طرابلس”. معلوم أن الميليشيات، وبمساعدة الأتراك تمكنت، خلال شهر، من ملء الإعلام بانتصارات، في مدن صرمان وصبراتة والعجيلات والأصابعة، ثم قاعدة الوطية نفسها، وبعد ذلك بدأت في إخافة الآخرين بالحديث عن إعدادها للهجوم على ترهونة، معقل الجيش الوطني في شمال غرب البلاد. أعطى كل ذلك شعورا بأن الجيش يخسر ويتراجع، وعلى هذا قرّر الجيش سريعا تعديل خططه بما يتوافق مع الواقع الجديد، فالحرب لم تعد ضد الميليشيات بل ضد "الغزو التركي السافر". منذ دخول الإيطاليين إلى ليبيا مطلع القرن الماضي، كانت طرابلس والمدن المحيطة بها مراكز للتنازع والصراع على النفوذ المحلي، وبعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، انفرط العقد من جديد، وأخذت الميليشيات وعصابات تهريب النفط والبشر والأسلحة، تتحكم في معظم المدن الواقعة في المنطقة الممتدة من طرابلس إلى الحدود التونسية في الغرب. أهم هذه المدن، الزاوية وصرمان وصبراتة وزوارة والأصابعة والعجيلات. لم يكن فيها وجود يذكر للجيش الوطني، كان الضباط والجنود يتمركزون فقط في قاعدة الوطية العسكرية (140 كلم جنوب غرب طرابلس) أي جنوب مدينة زوارة الساحلية. انتفض العديد من أبناء تلك المدن عام 2017، وتمكنوا من طرد الميليشيات وجماعات التهريب والخارجين عن القانون، وفيما بعد وقف أبناء معظم مدن غرب العاصمة ضد سياسات السراج، وضد التدخل التركي. جرى التعامل معهم، في الأشهر الأخيرة، باعتبارهم موالين للجيش الليبي، وهو ما يمثل خطرا على خصومه (السراج وميليشياته، والأتراك والمرتزقة)، ليس في غرب طرابلس فقط، لكن في قلب العاصمة وفي شرقها أيضا. يكشف التعرف على طريقة تفكير مجموعة السراج، ومن معه من مستشارين أتراك، خلفية ما حدث من هجوم للميليشيات على صرمان وصبراتة والعجيلات، وما تبع ذلك من انسحاب لقوات حفتر من قاعدة الوطية، ثم تغيير التكتيكات برمتها بين المتحاربين، في الأسابيع الماضية. يقول المسؤول العسكري في الجيش الوطني “ببساطة، وردا على ما حدث في الشهرين الماضيين، تقرر زيادة الضغط على مدينة مصراتة لإرباك الأتراك في غرب طرابلس”. معلوم أن مصراتة، مدينة ثرية ومسلحة بشكل جيد، ولديها أعداد كبيرة من المقاتلين، وهي مدينة تجارية ولديها ميناء بحري وآخر جوي، وفيها خلطة عجيبة من رجال الأعمال والقوى الميليشياوية المختلفة. وتحتضن مقار لعسكريين من تركيا، وجماعات إرهابية كانت تحارب الجيش في بنغازي ودرنة، وفيها المقر الرئيسي لحزب جماعة الإخوان، “العدالة والبناء”، وبها قوات تحارب بالفعل في جنوب طرابلس، مثل “لواء الصمود”، و”لواء المحجوب”. شعرت ميليشيات في مصراتة منذ نحو عام بخطر وصول قوات حفتر إلى شمال غرب ليبيا، لهذا سمحت لنفسها بأن تكون في مقدمة مستقبلي الدعم التركي، وتأسست في قاعدتها الجوية (في المطار)، غرفة تحكم في الطائرات التركية التي يتم تسييرها دون طيار لضرب قوات حفتر في الجفرة وبني وليد وترهونة، جنوب وجنوب غرب طرابلس. بدلا من نجاح مصراتة في إبعاد الجيش الوطني عن العاصمة، تمكن الجيش من الاقتراب إلى التخوم الشرقية لمصراتة نفسها، ما أدى في صيف العام الماضي إلى تبديل سريع في الخطط. وبدا أن الأتراك وحلفاءهم المحليين، بمن فيهم بضعة ميليشيات من مصراتة، أدركوا أن أفضل حل هو فتح جبهات لمحاربة الجيش في مدن الغرب رغم أنه لا يوجد فيها تمركزات كبيرة لقوات الجيش الليبي، باستثناء الوطية، وظهر في هذه الفترة تحالف جديد من نوعه بين ميليشيات بمصراتة، بأخرى من مدينة الزاوية الواقعة غرب طرابلس. تريد مصراتة إنهاك الجيش في الطوق المحيط بالعاصمة، وجره للدخول في حروب في غرب طرابلس، حتى لا يفكر في اقتحام مدينتها، فوجود قوات كبيرة للجيش في مدينة سرت، تحوّل إلى هاجس يؤرق ميليشيات مصراتة منذ شهور، ومنذ ذلك الوقت أصبح التفكير في الدفاع عن مصراتة أهم من الاستمرار في الدفاع عن طرابلس. رغم كل شيء بدأت آلة الحرب تعمل في غرب وجنوب غرب العاصمة. وتم بالفعل تنفيذ ضربات ضد مجموعات تابعة للجيش كانت في مدينة غريان، مع إطلاق زخم إعلامي كبير داخل منصات اللوبي التركي، عن انتصارات حكومة الوفاق، وتبع ذلك اقتحام قوات الوفاق صرمان وصبراتة والعجيلات ثم الوطية، ولوحت بطرد الجيش من ترهونة أيضا. امتصاص الصدمات نشاط الجيش حول مصراتة يربط خطط الميليشيات نشاط الجيش حول مصراتة يربك خطط الميليشيات كانت المعادلة تقول إن ضرب الجيش الليبي في جنوب وجنوب غرب طرابلس، يمكن أن يجبره على الاستسلام، والتراجع إلى قواعده في بنغازي، لكن هذا لم يحدث. لقد تمكن الجيش من امتصاص الصدمات الكبيرة التي وقعت له في مدن غرب ليبيا، وتمكن كذلك من احتواء بعض الأصوات التي ظهرت في الجبهة السياسية الموالية له، والتي تدعو إلى وقف القتال والدخول في عملية سياسية، وفوق ذلك حرك قواته بضعة كيلومترات في اتجاه مصراتة، كأنه يريد أن يقول أنا هنا، وسأوصل الحرب على الميليشيات والمرتزقة. يقول قائد عسكري في الجيش الوطني إنه تقرر، منذ أوائل أبريل الماضي، إخلاء قاعدة الوطية، لأنه تبين أنه لا قيمة عسكرية لها في الوقت الراهن، وأنها تحولت إلى مجرد هدف واستنزاف من جانب الأتراك لقوات الجيش المتمركزة فيها. ويوضح “حدث هذا ضمن خطة عامة لتغيير التكتيكات العسكرية. كان لا بد من إرسال رسالة قوية بأن الجيش متماسك وقوي، أنظر إلى سحب الآليات العسكرية من الوطية، بشكل منظم، هذا لا يقوم به جيش مهزوم، بل جيش يعرف ماذا يفعل”. جرت طوال الأسبوعين الماضيين أكبر عملية لإعادة التمركز وتبديل الخطط، في مناطق الاشتباكات في جنوب طرابلس، وفي مدن وبلدات محيطة بالعاصمة. لوحظ أن كل طرف من الطرفين المتحاربين يغيّر من تموضعه، بما في ذلك بضعة غرف عمليات عسكرية تركية كانت موجودة في قاعدة إمعيتيقة في طرابلس، وجرى نقل بعضها سريعا إلى مصراتة. أدى تنشيط حراك الجيش الوطني حول مصراتة، ومن جميع الجهات، أي في مناطق مهمة عسكريا مثل الجفرة وبني وليد والسدادة إلى مخاوف لدى ميليشيات مصراتة والسراج وداعميهما الأتراك. يريد الجيش أن ينهي نفوذ مصراتة القوي في ليبيا، وهذا أمر يخيف خصوم حفتر، بل من شأنه أن يسحب ثقل قوات الوفاق من طرابلس والمدن الواقعة غربها، للدفاع عن بوابة رئيسية لاستقبال الدعم التركي، وهي مصراتة بمينائها البحري والجوي. شعرت أطراف دولية، منها الولايات المتحدة، بأن هناك أمورا تحدث على الأرض يمكن أن تصب في مصلحة التواجد الروسي في شمال أفريقيا، في نهاية المطاف. تزايد الضغط على الأطراف الليبية محليا وخارجيا من أجل التوصل إلى حلول سياسية، مع استنفار للتصريحات والاتهامات حول ليبيا. صدَّرت الآلة الإعلامية الموالية لجماعات الضغط التركية، صورة تقول إن الروس قدموا طائرات مقاتلة للجيش الوطني، ويتمركزون في مدينة بني وليد، جنوب شرق طرابلس (جنوب مصراتة)، وأن هذا أمر خطير. نعم يوجد روس هنا، في مدينة بني وليد، القريبة من قاعدة الجفرة العسكرية، بيد أن وجودهم قديم، ويعود إلى فترة الثمانينات من القرن الماضي، إذ أنهم يشرفون منذ أيام القذافي المبكرة على العمل في مصنع 51 الحربي الكائن على بعد 11 كيلومترا جنوب بني وليد، ولديهم قرية سكنية اسمها القرية الروسية، ويشاركون أبناء المدينة في المناسبات الاجتماعية. حقيقة الروس في ليبيا الجيش الوطني الليبي يعدّل خططه بما يتوافق مع الواقع الجديد، فالحرب لم تعد ضد الميليشيات بل ضد الغزو التركي السافر الجيش الوطني الليبي يعدّل خططه بما يتوافق مع الواقع الجديد، فالحرب لم تعد ضد الميليشيات بل ضد "الغزو التركي السافر" تعرض المصنع الحربي للدمار على يد غارات حلف الناتو في 2011، والروس يحاولون الآن إعادته إلى العمل، كي يستأنف المصنع نشاطه في إنتاج البنادق الهجومية والدفاعية والقذائف المضادة للدبابات، ويقومون بالتبعية بصيانة الآلات العسكرية المعطوبة. كانت أنظار الأتراك تتجه إلى الجفرة وبني وليد، وهم ينقلون جانبا من غرف تسيير الطائرات من إمعيتيقة إلى مصراتة، وبدأت موجة من التكهنات تحاول تفسير ما ذكره المتحدث باسم الجيش، اللواء أحمد المسماري، حين قال قبل أسبوع، إن هناك أربع طائرات حربية قديمة أمكن إصلاحها وإدخالها إلى الخدمة، وأعقب ذلك اتهامات للجيش بأنه تسلم طائرات مقاتلة جديدة من موسكو. إن الحراك العسكري الجديد للجيش الليبي في شرق وجنوب مصراتة، أدى إلى تمكينه من تحقيق انتصارات في جنوب وجنوب غرب طرابلس، مع تراجع تركي ملحوظ في تلك المناطق. تركت تركيا والمجلس الرئاسي خليطا غير متجانس للدفاع عن جنوب وجنوب غرب العاصمة، وشوهدت أرتال من بضعة ميليشيات، منها “كتيبة رحبة تاجوراء” و”المرسي”، وهي تنسحب من جبهات طرابلس، رفقة العسكريين الأتراك، في الطريق إلى مصراتة. أثار تحريك الأتراك لجانب من قواتهم حفيظة قادة في المجلس الرئاسي، وعند تقدمهم بأسئلة للتعرف على الأسباب، أجاب الطرف التركي بأن ما يجري “يأتي في إطار إعادة تنظيم غرفة العمليات التركية”، وفقا لمصدر عسكري ليبي. في الأيام التالية حثت قيادات ميليشياوية في مصراتة باقي عناصرها بالعودة من محاور طرابلس، ويقول مصدر أمني في مصراتة “البعض استجاب والبعض، خاصة من لواء الصمود ولواء المحجوب، لم يستجب حتى الآن”. أيا كان الأمر، فقد تسبب انسحاب عدة ميليشيات مصراتية من محاور القتال هناك إلى انفراد الجيش بمقاتلين محسوبين على اللوبي التركي، تنقصهم الخبرة، ومعظمهم من المرتزقة السوريين ومن ميليشيات مدينة الزاوية. تتعالى حاليا صرخات المرتزقة السوريين، ممن تبقوا وحدهم في محاور جنوب طرابلس، أمام الجيش الوطني، متهمين نظام أردوغان بالتخلي عنهم في ليبيا، دون ذخيرة أو معدات قتال ودون رواتب. بينما يتهم قادة ميليشيات من الزاوية، زملاءهم من الميليشيات المصراتية، بالانسحاب وتركهم دون مؤازرة، والتسبب في سقوط العشرات من القتلى من قادتهم تحت ضربات الجيش في محاور مدن طرابلس والأصابعة وغريان. تفسر التحركات الجديدة للمتحاربين، الأسباب التي أدت أو يمكن أن تؤدي بعد ذلك، إلى تقدم الجيش الوطني في بضعة مناطق في المحيط الجنوبي والجنوبي الغربي من العاصمة. تقول آخر المؤشرات إنه يوجد احتمال باشتعال الحرب على جبهة مصراتة، لمنع تدفق الدعم التركي منها لحكومة الوفاق، مع تقوية عمليات الجيش الوطني حول العاصمة، وأن اتجاه الجيش للضغط على مصراتة يمكن أن يسهم في تغيير معادلات الحرب على الأرض، وكذلك يؤدي إلى تغيير الولاءات ونبرة التعاطي مع الحلول السياسية أيضا، بما في ذلك تغيير هيكل المجلس الرئاسي برمته.

مشاركة :