أنقرة - في خطوة متأخرة أعربت تركيا عن دعمها لوقف إطلاق النار في ليبيا بعد احتدام الصدام بين حليفيها رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، الأربعاء، إن تركيا "ستسعد" إذا نجح وقف إطلاق النار المعلن في ليبيا الشهر الماضي". وأكد أوقطاي خلال حلقة نقاش على الإنترنت "نرى أن هناك نقاطا جيدة في تصريحات السراج عقيلة صالح مثل رفع الحظر (النفطي) لكن هناك بعض المشاكل في التصريحات أيضا" في إشارة إلى دعوات مختلفة لمناطق منزوعة السلاح في سرت والجفرة. وأضاف "يحاول صالح بطريقة ما التوصل إلى اتفاق وحفتر (قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر) يرفضه بالفعل. إذا تم التوصل إلى اتفاق فسنسعد بذلك ولكن للأسف هناك الكثير من الشكوك. وللأسف هناك حشود عسكرية ضخمة لدول تدعم قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر (قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر)". وتأتي هذه التصريحات في وقت تحاول أنقرة رأب الصدع بين حليفيها الذي استعرّ الخلاف بينهما بعدما أصدر السراج قرار إيقاف باشاغا عن العمل وإحالته على التحقيق لما كان في زيارة سرية إلى تركيا. وقال باشاغا إنه سيتعاون في التحقيق بالاتهامات الموجهة وأنه دعم مطالب المتظاهرين في تحسين ظروف الحياة وتوفير الطاقة، وقال إنه حتى مستعد للظهور على التلفزيون ومساءلته. ولا يزال الترقب سيّد الموقف حول ردة الفعل التي ستقوم بها الميليشيات الموالية لوزير الداخلية الموقوف بحكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، لاسيما بعد استعراض عسكري قامت به هذه الفصائل التي تنتمي إلى مصراتة في استقبالها باشاغا لدى عودته من تركيا. ويوحي الاستعراض العسكري الذي رافق وصول فتحي باشاغا، السبت، إلى العاصمة طرابلس قادما من تركيا، باحتمال حدوث تصعيد بين وزير الداخلية الموقوف وفايز السراج والميليشيات المؤيدة لكلا الطرفين. لكن يستبعد المراقبون أن يتطور الصراع بين باشاغا والسراج إلى صدام مسلح بين ميليشيات مصراتة ومنافستها في العاصمة طرابلس، حيث أن تركيا ستمنع أي احتكاك مسلّح محتمل، لأن ذلك سيطيح بمخططاتها ويضعف دورها في ليبيا، الذي يعتمد على السراج وباشاغا معا، كما لن تتدخل لصالح أي أحد من الفريقين خشية انقلابه عليها وبالتالي انفراط عقد المنظومة التي تحاول تشكيلها غرب البلاد. وأرسلت تركيا، الأحد، وفدا أمنيا إلى ليبيا لاحتواء الصراع القائم بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزير داخلية الوفاق الموقوف فتحي باشاغا. وتنسق الأمم المتحدة الجهود الدولية لإبرام صفقات عسكرية وسياسية واقتصادية في ليبيا عقب قمة عُقدت في يناير في برلين. كما تجري أنقرة وموسكو محادثات بشأن وقف لإطلاق النار حيث يتوجه مسؤولون أتراك إلى موسكو، الاثنين، لإجراء مناقشات.
مشاركة :