الزواج أهم علاقة إنسانية تقوم بين شخصين، والحقيقة وبدون مبالغة يعتبر الزواج السعيد هو الشريان الأساسي للسعادة في الحياة ولصحة أطفالنا النفسية. والقرآن الكريم سبق كل النظريات الحديثة في التأكيد على أهمية هذه العلاقة، إذ اعتبر رباط الزواج رباطا مقدسا والطلاق حدثا يهتز له عرش الرحمن وأوصى كثيراً بحسن معاملة الزوجة، ولكن للأسف الشديد أخذتنا العادات والتقاليد في تعاملنا مع العلاقة الزوجية. لقد قرأت وصية للرئيس الأميركي السابق ريغان لابنه مايك عند زواجه، يوصيه فيها بحسن معاملته لزوجته وأعجبتني كثيراً وصيته خاصة ونحن في عالمنا العربي لا نوصي الابن عادة، ولكن نسهب كثيراً في توصية الابنة عند زواجها!. يقول الرئيس ريغان في وصيته: "عزيزي مايك، أعلم أنك قد سمعت كل نكت المتزوجين غير السعيدين في زواجهم. ولكن هناك وجهة نظر أخرى، حيث إنك ستدخل أكثر علاقة لها معنى وقيمة في حياتك وفي حياة البشرية. وهذه العلاقة ممكن أن تصبح كما تريدها أنت. بعض الرجال يمارسون سلطتهم الذكورية على زوجاتهم، وقد يخونونهن ويظنون بأن مالا تراه الزوجة لن تعرفه أبداً، ولن يؤذيها. ولكن تأكد بأن الزوجة في أعماقها تدرك أن هناك شيئا ما وعندما يخون الأزواج فإنهم يلومون زوجاتهم على سلوكهم. وينسون أنهم هم من بدأ بالخيانة وأن الزوجة استشعرت أن هناك أمرا ما. هناك قانون يقول بقدر الجهد الذي تضعه في شيء ما بقدر ما تكون النتيجة التى ستحصل عليها. الرجل الذي يضع في الزواج نصف ما يملك من حب وعطاء سيحصل على ذلك فقط. دعني أخبرك بأحسن طريقة تثبت فيها رجولتك وتكون محبا ومخلصا لامرأة واحدة فقط في حياتك. ولكي أيضا تبادلك هذه المرأة الحب، يستلزم وجود رجل حقيقي يظل جذابا ومقبولا من زوجته طوال حياتهما معاً. زوجته التي سمعته يشخر وهو نائم، رعته وقت مرضه، وطبخت طعامه وغسلت ملابسه. مايك أنت تعرف تماماً ما هو البيت غير السعيد وما أثره على الأسرة. الآن لديك الفرصة لتجعل حياتك كما تريد. ليس هناك ما هو أكثر سعادة من أن يعود الرجل لبيته بعد يوم طويل ومُرهق ويعرف أن هناك شخصا خلف باب بيته ينتظره ليسمع خطوات قدميه قادماً ويفرح لذلك". حقيقة إنها نصيحة جميلة، وأتمنى أن نهتم بأولادنا المقبلين على الزواج وأن نعلمهم أن مفاتيح السعادة الزوجية ليست بيد الزوجات فقط. بل بأيديهما معا، كلّ يتحمل نصيبه من المسؤولية المشتركة. في الزواج لا تكفي وصية أعرابية أو أم لابنتها ليلة زواجها، بل لا بد من وصية لشريكيْ الحياة معاً. لمراسلة الكاتب: hatallah@alriyadh.net