برلين – تصاعدت ردود الفعل الدولية المستنكرة لعنف الشرطة الأميركية تجاه الصحافيين أثناء تغطيتهم الاحتجاجات ضد العنصرية في الولايات المتحدة، حيث تعرض مراسلو وسائل الإعلام الأجنبية لاعتداءات متكررة دفعت موسكو وبرلين إلى طلب إيضاحات من واشنطن. وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن مكتبه “سيتصل” بمكتب نظيره الأميركي “للوقوف على الظروف الدقيقة” للهجوم على فريق دويتشه الألمانية أثناء تغطيته لمسيرة احتجاجية في مينيابوليس الأميركية. وكان شتيفان زيمونس مراسل دويتشه فيله والمصور المرافق له ماكس فوريغ قد تعرضا الجمعة الماضية إلى إطلاق مقذوفة مطاطية من شرطة مدينة مينيابوليس الأميركية في واحدة من مواجهتين مع شرطة المدينة، حيث منعت الشرطة قبل ذلك الفريق نفسه من القيام بتغطية الأحداث رغم حصوله على ترخيص رسمي بذلك، وهددت الشرطة عضوي الفريق بالاعتقال في حال استمرا بالتغطية. وأظهر مقطع فيديو إصابة الصحافي بطلقة بينما كان يعد لتغطية صحافية من أمام الكاميرا. وقال ماس إنه سيتوجه إلى السلطات الأميركية “لمعرفة الملابسات على نحو أدق”. وتابع “يجب تمكين الصحافيين من أداء عملهم، ألا وهو تقديم تغطية صحافية مستقلة، في أوضاع آمنة. يجب على الدول الديمقراطية التي تحكمها سيادة القانون أن تطبق أعلى المعايير لحماية حرية الصحافة”. وخلال الأيام الماضية، وثقت مؤسسات تتابع العنف الذي يستهدف الصحافة، العشرات من أعمال العنف منها حادث وقع مساء السبت في مينيابوليس أصيب خلاله خوليو سيزار شافيز الصحافي برويترز ورودني سيوارد المستشار الأمني برويترز بالرصاص المطاطي. وأصيبت الإثنين نيكول راسل مراسلة وكالة سبوتنيك الروسية برصاصة مطاطية أطلقها شرطي و”ألقيت على الأرض وداسها” شرطي رغم إظهار بطاقة الصحافة. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان الثلاثاء “نشعر بصدمة للعنف المستمر الذي تستخدمه عناصر الشرطة الأميركية بحق الصحافة العالمية التي تغطي التظاهرات”. وذكرت الوزارة أن مراسلة سبوتنيك “أصيبت بجروح مختلفة”. وأضافت أن “هذه الوحشية المشينة وغير المشروعة” حصلت قرب جدران البيت الأبيض في واشنطن. وذكرت الخارجية الروسية “نلاحظ بقلق أن وضع حقوق الإعلام في الولايات المتحدة يتدهور يوما بعد يوم”. ودعت المسؤولين الأميركيين إلى اتخاذ تدابير لوضع حد “لتعسف الشرطة” حيال الصحافة. وتهز اضطرابات وأعمال نهب ومواجهات مع الشرطة المدن الأميركية منذ أكثر من أسبوع إثر مقتل رجل أسود اختناقا على يد شرطي أبيض. ويتظاهر المحتجون ضد العنصرية ووحشية الشرطة والتفاوت الاجتماعي. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من مغبة مهاجمة الأمن للصحافيين الذين يغطون المظاهرات. وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، للصحافيين في نيويورك عبر دائرة تلفزيونية “رسالة الأمين العام ثابتة، يجب الاستماع إلى المظالم ولكن يجب التعبير عنها بطرق سلمية. وعلى السلطات أن تضبط النفس في الردّ على المتظاهرين”. وتابع “الأمين العام كتب على حسابه بتويتر: عندما يتعرض الصحافيون للهجوم، فإن المجتمعات تتعرض للهجوم.. ولا يمكن لأي ديمقراطية أن تعمل دون حرية الصحافة”. وأضاف “لا يمكن أن يتحقق العدل في أي مجتمع دون الصحافيين الذين يكشفون الحقيقة ويحققون في المخالفات التي تقع من السلطة”.
مشاركة :