أعلنت رئاسة البرلمان العراقي أن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي تسلم، أمس (الخميس)، أسماء الوزراء المرشحين للحقائب السبع التي بقيت شاغرة في حكومة مصطفى الكاظمي منذ التصويت عليها بأغلبية واضحة في 6 مايو (أيار) الماضي. وقالت رئاسة البرلمان في بيان، إن «قائمة المرشحين تضم فؤاد حسين لوزارة الخارجية، وحاكم سالار لوزارة العدل، وإحسان عبد الجبار لوزارة النفط، وحسن ناظم لوزارة الثقافة، ومحمد كريم لوزارة الزراعة، وعلاء الجبوري لوزارة التجارة، وإيفان فائق لوزارة الهجرة والمهجرين».وكان البرلمان العراقي منح الشهر الماضي الثقة لحكومة الكاظمي، وذلك بتمرير 15 وزيراً من 22 بعد نحو 6 أشهر من دون حكومة ومخاض عسير، حيث رُفض مكلفان اثنان قبل الكاظمي هما محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، لعدم حصول الإجماع عليهما من قبل القوى السياسية. وطبقاً للآليات المتبعة، فإن رئاسة البرلمان توزع السير الذاتية على أعضاء البرلمان قبل 48 ساعة من التصويت عليهم.إلى ذلك، يعقد البرلمان العراقي غداً السبت جلسة اعتيادية لم يعرف ما إذا كانت ستتضمن التصويت على الأسماء المرشحة، غير أنه وطبقاً للآليات التي تتبع عادة في مثل هذه الحالات، فإن البرلمان العراقي سوف يصوت السبت على الحقائب المتبقية، بصرف النظر عما إذا كانت سوف تمرر أم سيعترض البرلمان على بعض الأسماء. ويأمل الكاظمي تمرير المرشحين بعد الإعلان عن قيام تكتل برلماني يضم أكثر من 50 نائباً لدعمه، وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ الدورات البرلمانية العراقية بعد عام 2003. وفي هذا السياق، أعلن النائب عن «تيار الحكمة»، جاسم البخاتي، عن انبثاق جديد لتحالف جديد بهدف دعم الدولة. وقال البخاتي في تصريح صحافي إن «مجموعة نواب ومن مختلف الكتل السياسية، وجدت أنه من الضروري انبثاق تحالف سياسي نيابي، يمكن من خلاله تمرير القوانين داخل مجلس النواب». وأضاف أن «التحالف الجديد الذي سيشكل بعد اجتماع الكتل السياسية في منزل زعيم (تيار الحكمة)، عمار الحكيم، سيضم (تيار الحكمة) و(ائتلاف النصر)، و(كتلة كفاءات) و(كتلة إرادة)». وتابع أن «هذه الكتل وجدت من التشظي وعدم الاتفاق تسبباً بإضعاف السلطة التشريعية، ولا بد من تقويتها عبر تحالف نيابي جديد».وفي هذا السياق، يقول عضو البرلمان العراقي المستقل ووزير العمل والصناعة الأسبق محمد شياع السوداني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك بالفعل توجهاً لدى مجموعة من الكتل والنواب لتشكيل هذا التحالف البرلماني الداعم، خصوصاً في ظل التحديات الحالية». وأضاف السوداني أن «هذا التحالف هو في الواقع خطوة متوقعة في ظل الرغبة بتجاوز السلبيات التي اتسمت بها العلاقة السابقة بين حكومة عادل عبد المهدي والبرلمان أو بالتحديد الكتل الداعمة له». وأوضح أنه «لنجاح هذا التحالف يفترض أن يكون الهدف منه دعم المبادرات والمشاريع التي من شأنها معالجة التحديات التي تحيط بالبلد، بدلاً من أن يكون تحالفاً داعماً للحكومة فقط بعيداً عن مساءلتها»، مشيراً إلى أنه «يتوجب كذلك على الحكومة أن تكون ملتزمة بهذه العلاقة التكاملية بما عليها من مهام والتزامات ضمن نطاق الدستور والقانون».إلى ذلك؛ أكد عضو البرلمان العراقي عن بغداد آراس حبيب كريم لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزارات السبع الباقية في الحكومة مهمة بلا شك، لكن الانشغال بها كان ينبغي أن يكون من حيث الإنتاج وتنويع الموارد بدلاً من الانشغال بها لأغراض المحاصصة التي لم تنتج لنا طوال السنوات السبع عشرة الماضية سوى الفشل والفساد». وأضاف حبيب أن «الاهتمام بالوزارات يجب ألا يكون هدفاً بحد ذاته بقدر ما هو وسيلة لتحقيق هدف؛ وهو رفع مستوى الإنتاج في كل الحقول والمجالات، لا سيما بعد انخفاض أسعار النفط وجائحة (كورونا)».
مشاركة :