عمل إنساني يتحدى المسافات أبوظبي - اتّسعت رقعة المساحة الجغرافية المشمولة بالحملة الإماراتية لمساعدة بلدان العالم على مواجهة وباء كورونا والحدّ من تفشّيه، وذلك بامتدادها إلى منطقة الكاريبي حيث جمهورية كوبا أحدث المستفيدين من تلك المساعدات. وأعلن الخميس عن إرسال دولة الإمارات لطائرة مساعدات تحتوي على 8 أطنان من الإمدادات الطبية إلى كوبا، لدعمها في الحد من انتشار فايروس كورونا، سيستفيد منها 8 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية هناك لتعزيز جهودهم في احتواء انتشار الفايروس الذي أربك السير العادي للحياة في أغلب بلدان العالم وشكّل تهديدا استثنائيا للبلدان الأقل قدرة على مواجهته، وهو العامل الذي أخذته الإمارات بعين الاعتبار وحفّزها على الانخراط في هذه الحملة النشطة من المساعدات. وإذ اكتفت الإمارات بالعامل الإنساني وحده في اختيارها للدول المشمولة بمساعداتها، مستبعدة الاعتبارات السياسية والعرقية والدينية، فإنّ شمول تلك المساعدات للعشرات من الدول في مختلف المناطق والقارّات، مثّل في جانب منه انعكاسا لاتّساع شبكة العلاقات التي نجحت الدبلوماسية الإماراتية النشطة في نسجها طيلة عقود. وبفعل ثراء المساعدات التي قدّمتها الإمارات على مدى سنوات طويلة للعديد من بلدان العالم وتنوّعها بين المساعدات الإغاثية العاجلة في أوقات الكوارث والجوائح والأزمات، والمساعدات التنموية الأطول مدى، أصبح الانخراط في العمل الإغاثي والإنساني جزءا أساسيا من الدبلوماسية الإماراتية ووسيلة لكسب ثقة طيف واسع من البلدان والشعوب وبناء علاقات متينة معها. وقال بدر عبدالله سعيد المطروشي سفير الإمارات في هافانا إنّ بلاده أقامت علاقات قوية مع كوبا في السنوات الأخيرة، مضيفا أنّ المساعدات الطبية المقدمة من الإمارات للقطاع الصحّي الكوبي تأتي “في إطار التعاون بين البلدين للتغلب على أزمة كورونا ولتثبت تضامن القيادة الإماراتية مع كوبا من خلال دعمها للعاملين هناك في الخطوط الأمامية ضدّ الفايروس”. وتظهر أرقام نشرتها وكالة الأنباء الإماراتية “وام” بلوغ قيمة المساعدات التي قدّمتها الإمارات لكوبا خلال السنوات الخمس الماضية حوالي 13 مليون دولار، فيما بلغ ما قدّمته الدولة من مساعدات طبية خاصة بمكافحة وباء كورونا 708 أطنان شملت 62 دولة من مختلف القارّات، بينما بلغ عدد المستفيدين من تلك المساعدات نحو 708 آلاف من المشتغلين في القطاعات الصحية بتلك الدول.