تناولت الصحف البريطانية، ما وصفته بـ «إعلان الحرب على المتظاهرين» في الولايات المتحدة الأمريكية.. ونشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، مقالا بعنوان «ماذا نعرف عن غرام ترامب بالإنجيل؟»،ويعلق المقال على خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض تحت الحراسة مع معاونيه لالتقاط صور أمام الكنيسة المواجهة وهو يرفع الكتاب المقدس بيده اليمنى. وجاء في المقال: إن ترامب أمر قوات الأمن بإخلاء المنطقة من المتظاهرين، واستخدمت في سبيل ذلك قنابل الغاز والقنابل الصوتية لتكون المحصلة في النهاية هي المشهد الذي جرى أمام كنيسة القديس جون التاريخية ونقلت الصحيفة عن أسقف واشنطن، ماريان باد، قولها:دعوني أكون واضحة. لقد استخدم الرئيس الكتاب المقدس وهو أقدس نص مكتوب في الثقافتين اليهودية والمسيحية، فضلا عن استخدامه إحدى الكنائس التي تتبع إبرشيتي دون الحصول على إذن. كل ذلك كان وسيلة وبابا خلفيا لتوصيل رسالة غير أخلاقية ومضادة لتعاليم المسيح !! ويضيف المقال: إنه في العام 2015، كرر ترامب، خلال حملته الإنتخابية للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، إن الإنجيل هو كتابه المفضل، ثم وبعدما حصل على الترشيح، أجاب على سؤال في مقابلة مع قناة بلومبيرغ بتلاوة أكثر نص يعجبه في كتابه المفضل قائلا «لا أريد الخوض في ذلك لأن الإنجيل يعني الكثير لي وهي مسألة شخصية»، وعندما سألته القناة: عن أيهما يحب أكثر: العهد القديم أم العهد الجديد؟ تهرب مرة أخرى. ويشير المقال إلى أن الرئيس الذي يقول إنه لا يطلب المغفرة عادة ولا يُعرف عنه الذهاب بشكل اعتيادي للكنيسة، قال خلال التصويت على عزله من منصبه في الكونجرس، لا أحب هؤلاء الناس الذين يستخدمون إيمانهم لتبرير الأفعال التي يعرفون أنها خاطئة. إعلان حرب.. الانتفاضة حطمت صنم الرأسمالية الأمريكية ونشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، مقالا بعنوان «ترامب يعلن الحرب على الشعب الأمريكي».. وجاء في المقال: إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن الحرب على المواطنين الأمريكيين الذين يعترضون على مقتل جورج فلويد على أيدي ديريك شوفين، أحد رجال الشرطة في مينيابوليس، بعدما غرس ركبته في عنق الضحية لثمان دقائق و46 ثانية..وبعد أسبوع من الانتفاضة التاريخية يبدو واضحا أنها ليست بسبب مقتل فلويد فقط، ولكن بسبب كل حالة ظلم وغياب للعدالة بحق المجتمع الأسود في الولايات المتحدة بحيث أن هذه الانتفاضة حطمت أصناما عدة منها صنم الرأسمالية الأمريكية ومتاجر سلع الرفاهية وشرطة الولايات الأمريكية والعنصرية. الشرطة استخدمت العنف بشكل لم يكن متخيلا في التعامل مع المتظاهرين. فقاد رجال الشرطة سياراتهم في قلب الحشود وهاجموا المتظاهرين في منازلهم، وأصابوا بعض الصحفيين والمتظاهرين السلميين باستخدام أسلحة غير قاتلة، وقد فعلوا ذلك كله بموافقة من الرئيس ترامب الذي غرد على تويتر قائلا «عندما يبدأ السلب يبدأ إطلاق النار»..إن ترامب استدعى الحرس الوطني ولكي ينزل الجيش الأمريكي إلى الشوارع داخل البلاد يجب على المقيم في البيت الأبيض أن يفعّل القانون الخاص بمواجهة العصيان والذي وضع قبل 213 سنة، وكانت آخر مرة تم تفعيله فيها خلال انتفاضة لوس أنجليس عام 1992 التي تلت اعتداء الشرطة الوحشي على المواطن الأفريقي الأصل رودني كينغ. وتضيف الصحيفة: إن ترامب لم يكتف بالتهديد بالعنف لكن كلامه لاحقا عن المادة الثانية من الدستور ـ التي تكفل للمواطنين الأمريكيين الحق بامتلاك السلاح ـ وحديثه عن الالتزام بالقانون، يعد بمثابة رسالة استدعاء واضحة لقاعدة مؤيديه من المتطرفين البيض الذين احتشدوا قبل نحو شهر أمام مقر المحكمة في ولاية ميشيغان حاملين بنادقهم الآلية دون أن يواجهوا أي رد فعل عنيف من الشرطة!! لا نعرف ماذا سيطرأ على الشوارع من عنف خلال الأيام المقبلة خاصة لو فعَّل ترامب قانون العصيان.حركة الإحتجاجات الأمريكية نحو «التسييس» وكتبت صحيفة «الفيغارو» الفرنسية: إن المتظاهرين الذين أدانوا العنف البوليسي في الولايات المتحدة الأمريكية، يستعيدون رموز الشعارات الثورية لحركة الحقوق المدنية، وتم «تسييس» حركة الإحتجاجات، على مستوى السلطة والحكم، والمقصود السباق الرئاسي بين ترامب الجمهوري والديمقراطيين..وبينما تناولت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، تحت عنوان «في مواجهة ترامب، جون بايدن الديموقراطي يطرح نفسه معالجاً للجروح العرقية»،خطاب المرشح الديمقراطي جون بايدن، الذي يقدم فيه نفسه كزعيم موحد، «لن يقوم بإثارة كراهية الكراهية، ولن يستخدم الجروح العرقية لتحقيق مكاسب سياسية، فهذه الانتخابات هي معركة لروح أمتنا» ، متهماً خصمه الجمهوري بتدميرها.. وفي نفس السياق، اعتبرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن الإنقسام العرقي في الولايات المتحدة يمثل تحدياً وخطراً بالنسبة إلى بايدن والديموقراطيين. بايدن الذراع اليمنى لأول رئيس أمريكي من أصل أفريقي في الولايات المتحدة الأمريكية،باراك أوباما، والموصوف اختصاراً من قبل الفيلسوف الأمريكي، كورنيل ويستن بالرجل الأبيض المنحاز للبشرة السوداء. أنتيفا – منظمة إرهابية ونشرت صحيفة «زافترا» الروسية، مقالا حول اعتبار منظمة «أنتيفا» في الولايات المتحدة منظمة إرهابية.. وجاء في المقال: وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإضافة حركة أنتيفا إلى قائمة الجماعات الإرهابية، وألقى باللوم على «الفوضويين اليساريين الراديكاليين» في اضطرابات مينيابوليس..وقال «أهنئ الحرس الوطني على العمل الممتاز الذي قاموا به بعد وصولهم إلى مينيابوليس الليلة الماضية. توقف الفوضويون بقيادة أنتيفا بسرعة. كان على العمدة القيام بذلك في الليلة الأولى اختصارا للمشكلة»! وسرعان ما أدلى وزير العدل والمدعي العام، ويليام بار، ببيان: «تهدف الإجراءات التي تتخذها وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية إلى احتجاز ومقاضاة المحرضين المتطرفين الذين استغلوا احتجاجا سلميا وينتهكون القانون الفيدرالي..وللتعرف على منظمي الجرائم والمحرِّضين عليها وتنسيق القدرات الفيدرالية، تستخدم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية شبكتنا الحالية المكونة من 56 مجموعة إقليمية مشتركة لمكافحة الإرهاب تابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي لمكافحة الإرهاب. إن العنف الذي أثارته وارتكبته أنتيفا ومجموعات أخرى مماثلة فيما يتعلق بأعمال الشغب هو إرهاب داخلي وسيتم التعامل معه وفقًا لذلك». وتابعت صحيفة «زافترا»: في عام 2017 ، حصلت عريضة على موقع Whitehouse.gov تدعو إدارة ترامب إلى إعلان أنتيفا فورا منظمة إرهابية، على مئات الآلاف من الأصوات. وفي يوليو/ تموز 2019 ، قال ترامب إن فريقه ينظر في إمكانية الاعتراف بأنتيفا كمجموعة إرهابية. ليس سرا أن جورج سوروس، يمول أنشطة Antifa ، وكذلك أنشطة المتطرفين السود من حركة Black Lives Matter ، ومن حركة BLM) ) تم توجيه Afashniki في البداية نحو العنف، والأهداف هم أولئك الذين يعتبرونهم «عنصريون»، و «قوميون بيض»، و «معادون للسامية»، و«الظلاميون الدينيون»، و«الجنسيون» و «معادو المثليين والمتحولين جنسياً»، وما إلى ذلك. باختصار ، جميع أعداء الليبراليين الديمقراطيين التقدميين.. منذ عام 2016 ، تميزت هذه الجماعات «قوات سوروس والحزب الديمقراطي»، بالعديد من الهجمات على أنصار ترامب. ثورة ملونة في الولايات المتحدة: ترامب يغتصب السلطة من أجل إيفانكا وتحت نفس العنوان، نشرت صحيفة «إكسبرت أونلاين» الروسية، نص لقاء مع المدير العام لمركز المعلومات السياسية، أليكسي موخين، حول تأثير أعمال الشغب في الانتخابات الرئاسية وتهيئة الظروف لإيفانكا ترامب.. وجاء في اللقاء، حول الاضطرابات التي تعصف بالمدن الأمريكية الكبرى بعد وفاة مواطن من أصل أفريقي، جورج فلويد، على أيدي رجال الشرطة الأمريكيين: كان ينبغي على الولايات المتحدة، التي أوجدت نماذج لـ «الثورات الملونة» في بلدان مختلفة، أن تأخذ في الاعتبار أن اشتغال هذه النماذج على أراضيها مسألة وقت.كيف تؤثر أعمال الشغب، وما يرافقها من قتل وعنف وأعمال تخريب ونهب، في الحملة الانتخابية الرئاسية؟ ** الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية، وخطر الوباء.. وأحداث أخرى تقود دونالد ترامب إلى تنفيذ الفكرة التي عبّر عنها ممثلو فريقه: تأجيل الانتخابات، بفعل حالة الطوارئ. في الواقع، الحديث يدور عن استئثار بالسلطة من قبل ترامب ومحاولة ابقائها في إطار عائلته. من الواضح أن إعداد «الوريث»، إيفانكا ترامب، يجري على قدم وساق.كيف يجب أن تتصرف روسيا على خلفية زعزعة استقرار الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة؟ ** تتصرف روسيا على خلفية هذه الأحداث المصيرية كما ينبغي لدولة حضارية، في الإطار القانوني: مراقبة الوضع، والتعبير عن موقفها مما يحدث واحترام سيادة الدولة الأخرى. أي تفعل كل ما لا تفعله الولايات المتحدة فيما يتعلق بالدول الأخرى، مع التأكيد على أن مثل هذا الخط من السلوك ممكن، «انطلاقا من المصالح الوطنية». تصعيد تصعب السيطرة عليه وكتبت صحيفة «زوددويتشه تسايتونغ» الألمانية، عن تهديد ترامب في الاستعانة بالجيش إذا لم تسيطر الشرطة على الوضع.. وقالت الصحيفة: الخطر الأكبر الذي يعنيه حاليا الرئيس دونالد ترامب يكمن في أنه قد يطبق تهديداته باستخدام القوة. وفي حال شعوره بالحق وعلى أساس قانون (طوارئ) يعود لأكثر من 200 عام لاستخدام الجيش ضد متظاهرين مسالمين ومشاغبين عنيفين، فسيكون ذلك تصعيدا قلما يمكن السيطرة عليه. يجب في هذه الحالة بالتحديد في الولايات المتحدة الأمريكية توخي الحذر الكبير من المفاهيم المفعمة تاريخيا. أجواء مسمومة يعيش فيها الأمريكيون وتشير صحيفة «فولكسكرانت» الهولندية، إلى نزعات ترامب الغاضبة المستمرة تجاه خصومه السياسيين، وإهاناته وهجماته ضد الصحافة، والتي أوجدت أجواء مسمومة يعيش فيها الأمريكيون باستمرار في حالة حرب. وبذلك لم يعد المعارضون السياسيون الآن بشرا لا نتقاسم معهم نفس الأفكار، بل خونة وأعداء. ولذلك تصعب عليه الآن استخدام كلمات المصالحة الضرورية حاليا. الانقسام والكراهية هي الوقود الذي يقود به ترامب حملته من أجل إعادة انتخابه. والمزيج بين وباء كورونا وانهيار الاقتصاد والاضطرابات السياسية لا يبدو بالضرورة «طالع موات» لترامب. «العبودية».. مرض أمريكي قديم وتؤكد صحيفة «تاغس أنتسايغر» السويسرية، أن الخريطة بالنقاط الحمراء حول المدن التي تفوق المائة المعنية بالاحتجاجات تكشف رد الفعل الحساس على المرض الأمريكي القديم.. العبودية والفصل العنصري أصابا الولايات المتحدة الأمريكية. وتم من حين لآخر مكافحة العوارض بنجاح، كما برهن نجاح حركة الحقوق المدنية أو انتخاب باراك أوباما كأول رئيس أسود. لكن أمريكا لم تنجح أبدا في القضاء على فيروس العنصرية. ودونالد ترامب يتحمل أيضا المسؤولية في ذلك. فقد قام بتأجيج الأحكام المسبقة العنصرية عندما اتهم مثلا أوباما بأنه لم يلد على الأرض الأمريكية وبالتالي فهو ليس رئيسا شرعيا. لكن سيكون من غير العدل تحميل ترامب الثقل التاريخي بأكمله. وهو كرئيس أمريكي سيكون مسؤولا عن تخفيف الألم القديم الذي أفرز وفاة جورج فلويد.
مشاركة :