نافذة على الصحافة العالمية: الحرب عن طريق الخطأ مع إيران

  • 7/13/2019
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

تصدرت محاولة إيران السيطرة على ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، متابعات الصحافة العالمية، بين نفي الواقعة ،أو التشكيك في تفاصيل ابحار السفينة، وتباين ردود الفعل البريطانية..وكتبت صحيفة «ذي جارديان» البريطانية، تحت عنوان: «السفن البريطانية في الخليج في حالة تأهب»، أن المسؤولين البريطانيين وعدوا بان البحرية الملكية، ستدافع بحزم عن المصالح البحرية البريطانية في الخليج، لكن لا مصلحة لها في تصعيد الموقف.. وذكرت الصحيفة أن الجانب الايراني نفى أن يكون قد حاول منع مرور ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.  بريطانيا على حافة السقوط في دوامة الصراع مع إيران ونشرت صحيفة «ذي آي» البريطانية، مقالا تحليليا، بعنوان «بريطانيا تخاطر بحرب مع إيران بدعمها للولايات المتحدة»، وجاء في المقال: إن بريطانيا على شفا الضلوع في صراع لا يمكنها فيه إلا أن تنشر قوات محدودة، ولكنها قد تصبح هدفا لهجمات إيرانية إذا ما صعدت الولايات المتحدة حدة الصراع..ويقول المحلل البريطاني، باتريك كوبرن، إن الولايات المتحدة قد تكون صعدت بالفعل من حدة الصراع إذا كانت مسؤولة عن استيلاء البحرية البريطانية على ناقلة نفط يُزعم أنها كانت في طريقها إلى سوريا قبالة سواحل جبل طارق، ومن الصعب الأخذ على محمل الجدية المزاعم البريطانية أنها تصرفت فقط بناء على طلب السلطات في جبل طارق، وإيران قد تجده أمرا أكثر يسرا أن تتخذ إجراءا ضد بريطانيا من اتخاذ إجراء ضد الولايات المتحدة ذاتها..ويختتم كوبرن المقال قائلا :«إن الجانبين لا يريدان أن يتحول الأمر إلى حرب، ولكن هذا لا يعني ألا يتحول النزاع إلى قتال، لأن كل صراع يحتمل إمكانية التصيعد إلى حرب.  ماذا وراء حادثة الناقلة البريطانية؟ وتناولت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، اتهامات الغرب لإيران بمحاولة السيطرة على ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز..ونشرت الصحيفة مقالا جاء فيه: اتهمت الحكومة البريطانية إيران بمحاولة الاستيلاء على الناقلة British Heritage، أثناء عبورها مضيق هرمز. ووفقا للرواية البريطانية، حاولت ثلاثة من قوارب الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) احتجاز الناقلة وتحويلها إلى المياه الإيرانية، لكن السفينة الحربية البريطانية HMS Montrose حمت السفينة من الإيرانيين، وصوبت أسلحتها نحوهم وأنذرتهم بالعواقب الممكنة. بعد ذلك، تراجع المهاجمون. وقد ذكرت شبكة CNN، نقلا عن مصدر في البنتاجون، أن أول من أبلغ عن الحادثة، طائرة عسكرية أمريكية كانت تحلق في المنطقة، وسجلت ما حدث، ومن جانبهم، يؤكد كل من الحرس الثوري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه لم يكن هناك أي حادث على الإطلاق، وأن كل ما قيل «يهدف إلى تصعيد التوتر ولا قيمة له»..وحادثة الناقلة البريطانية، هي الثالثة منذ بداية مايو/ آيار في مضيق هرمز، فقد وقعت هجمات سابقة على ناقلات في 12 مايو/ آيار و13 يونيو/ حزيران، وعليه، تواصل الولايات المتحدة تهديد إيران بعقوبات جديدة، ظانّة أن «العقوبات ستساعد إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات»- كما قال أمير دولة قطر أثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدة- فيما الجانب القطري، مثل كثيرين آخرين، لا يوافق على هذا الموقف، وبدورها، تصر روسيا على استئناف الحوار المحترم مع إيران.. ويضيف المقال:  قال كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير ساجين: «لا أحد يريد الحرب، لكن الموقف قد ينفجر في أي لحظة بسبب أي حادث بسيط مما يحدث كثيرا في المنطقة مؤخرا..هناك خياران فقط: الحرب أو المفاوضات».ترامب يدفن مهمة الوسيط النزيه نهائيا وكتب المحلل السياسي الفرنسي، آلان فراشون، في صحيفة «لوموند»، مقاله حمل عنوان «ترامب..إسرائيل..الفلسطينيون..والتوراة»: إن «الرئيس الأمريكي قام بتصفية ودفن مهمة الوسيط النزيه نهائيا وبكل وقاحة، وباتت  الولايات المتحدة تؤيد ضم الضفة الغربية وفقا لتطلعات الإنجيليين الذين يشكلون ما بين 20 و25 بالمئة من قاعدة ترامب الانتخابية»..ويضيف الكاتب: إن سياسة ترامب «صديق اسرائيل» ستجبر الدولة العبرية على إقامة دولة ثنائية الجنسية أو على فرض نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين».  الحرب عن طريق الخطأ بين إيران والولايات المتحدة ونشرت صحيفة «لوموند» حوارا مع رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية أجاب فيه على سؤال حول إمكانية اندلاع حرب في الخليج بسبب التوتر الأمريكي الإيراني، مؤكدا « لا يمكن استبعاد أي فرضية، والتهديد وارد».. وأشار الجنرال «لوكوانتر» الى تشدد الفريقين، من دون أن يرجح فرضية «التصعيد والانجرار الى الحرب عن طريق الخطأ لأن الأمريكيين والإيرانيين يعلمون حقا ما هم فاعلون».. وقال: إن  «الخطر الحقيقي قد يكمن في المناطق الواقعة على الأطراف»، واعتبر أن «شروط اندلاع مواجهات كبيرة في العالم باتت مجتمعة جراء إعادة التسلح العالمي وترهل سياسة تعددية الأطراف واستسهال اللجوء الى القوة».

مشاركة :