نجحت مؤشرات الأسواق المالية المحلية في تجاوز مستويات مقاومة جديدة خلال جلسات الأسبوع الماضي، مستهدفة مستويات ما قبل كورونا، بفعل سيطرة النزعة الشرائية على تعاملات المستثمرين، في محاولة منهم لاقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة بالأسهم الإماراتية، بعد وصول الأسعار لمستويات مغرية للشراء، ما جعل القيمة السوقية للأسهم تربح نحو 30 مليار درهم خلال 5 جلسات. وقال مديرو شركات وساطة مالية عاملة في الأسواق المالية المحلية، إن اتجاه المؤسسات الحكومية والخاصة لمعاودة الأنشطة الاقتصادية في أبوظبي ودبي، أسهم بشكل كبير في دعم وتعزيز عودة الاستثمار الأجنبي بأسواق الأسهم المحلية، فضلاً عن الإعلان عن عدد من المبادرات والمحفزات الحكومية التي صاحبت اتجاه المحافظ الأجنبية لعودة العمل بالأسواق الناشئة، وفي مقدمتها أسواق الإمارات. وأضاف هؤلاء لـ«الاتحاد»، أن تعافي مؤشرات الأسواق العالمية، وأسعار النفط من تداعيات تفشي فيروس كورونا، أسهم في القفزة التي شهدتها أحجام وقيم تداولات الأسهم المحلية، خلال جلسات الأسبوع الماضي، مؤكدين أن النظرة التفاؤلية التي سادت أوساط المستثمرين بالأسواق العالمية، انعكست بالإيجاب على تعاملات المؤسسات الدولية بالأسواق المحلية، نتيجة عودة العمل التدريجي بالأنشطة الاقتصادية والتجارية داخل الأسواق الإماراتية. عودة الأنشطة وقال جمال عجاج، المحلل المالي، إن المحفزات والأخبار الإيجابية التي أعلنت عنها الشركات المساهمة المدرجة، ساهمت بشكل كبير في تعزيز الاستثمار الأجنبي، مؤكداً أن بدء عودة الأنشطة الاقتصادية في دبي، دعم تعاملات المستثمرين، وعودة السيولة التي تحاول اقتناص الفرص المتاحة، مع بلوغ أسعار الأسهم لمستويات قياسية مغرية للشراء، وخصوصاً مع بدء اجتماعات مجالس إدارة الشركات المدرجة، تمهيداً للإعلان عن النتائج الفصلية. وأضاف عجاج أن التوزيعات النقدية لأرباح الشركات أسهمت في ضخ سيولة جديدة بالأسواق المالية المحلية، فضلاً عن انعكاس قرارات مجالس إدارات الشركات المساهمة، علي سيولة الأسهم للعودة نحو مستويات ما قبل كورونا، لتبدأ موجة جديدة من التفاؤل بتعاملات الأسواق المالية المحلية، متوقعاً أن تشهد الأسواق المالية المحلية أداءً أكثر تفاؤلاً خلال الجلسات المقبلة، بالتزامن مع بدء الإعلان عن النتائج الفصلية للشركات المدرجة، واتجاه بعض المستثمرين لإعادة ضخ التوزيعات النقدية في التعاملات اليومية، ما يعزز من سيولة الأسهم المحلية. مرحلة التعافي ومن جانبه، قال وليد الخطيب، المحلل المالي، إن تعاملات الأجانب على الأسهم الكبرى المدرجة بالأسواق المالية المحلية شهدت زخماً كبيراً خلال جلسات الأسبوع الماضي، وخصوصاً على سهم «الإمارات دبي الوطني» في سوق دبي المالي، وسهمي «أبوظبي الأول»، و«اتصالات» في سوق أبوظبي للأوراق المالية، منوهاً في هذا الصدد بأن بنك أوف أميركا سكيورتيز، اختار بنك الإمارات دبي الوطني بين أكبر 10 رابحين بعد جائحة «كوفيد- 19». وأضاف الخطيب أن هذه الاختيار انطوى على توصية بشراء السهم، مؤكداً أن البنك في مركز جيد للاستفادة من التعافي ما بعد كورونا بالنظر إلى تنامي الأنشطة الرقمية له في قطاعي الأفراد والمؤسسات، مضيفاً أن بنك «الإمارات دبي الوطني» يعد حالياً الأسرع نمواً في الإمارات، ومن المقرر أن ينطلق في أسواق أخرى في المنطقة. وأكد أن ملامح مرحلة التعافي بدأت تظهر بوضوح في الأسواق المحلية، بعدما شهدت الأسواق العالمية قفزات كبيرة نحو مستويات ما قبل كورونا، موضحاً أن شهية الشراء لدى المستثمرين بدت أفضل مع عودة موجة التفاؤل في ظل الارتفاعات القياسية للأسهم العالمية، وأسعار النفط والسعي الحكومي لفتح النشاط الاقتصادي. المستثمرون الأجانب وعلى صعيد آخر، غلبت النزعة البيعية على تداولات المستثمرين الأجانب، حيث سجلت تعاملاتهم 1.4 مليار درهم، منها 845.9 مليون درهم في سوق أبوظبي، و592.9 مليار درهم في سوق دبي، بإجمالي عمليات شراء 691.7 مليون درهم، منها 369.4 مليون درهم في سوق أبوظبي، و322.3 مليون درهم، في سوق دبي. وفي المقابل، بلغت مبيعات المستثمرين الأجانب نحو 747.1 مليون درهم، منها 270.6 مليون درهم في سوق دبي، و476.5 مليون درهم، في سوق أبوظبي، ليصل إجمالي صافي استثمار الأجانب في السوقين 55.4 مليون درهم محصلة بيع، منها 107.1 مليون درهم محصلة بيع في سوق أبوظبي، و51.7 مليون درهم محصلة شراء في سوق دبي. مليارا درهم تعاملات المستثمرين الإماراتيين سجلت تعاملات المستثمرين الإماراتيين في سوقي أبوظبي ودبي الماليين، بيعاً وشراءً، أكثر من ملياري درهم، خلال جلسات الأسبوع الماضي، منها 1.1 مليار درهم في سوق دبي، مقابل تداولات بـ967.3 مليون درهم في سوق أبوظبي، بإجمالي عمليات شراء تجاوزت 1.06 مليار درهم، منها 536.5 مليون درهم، في سوق دبي، و525.7 مليون درهم في سوق أبوظبي. وفي المقابل، قام المستثمرون الإماراتيون بعمليات بيع في الأسواق المالية المحلية، خلال جلسات الأسبوع الماضي، بلغت قيمتها 1.02 مليار درهم، منها 587.7 مليون درهم في سوق دبي، و441.6 مليون درهم، في سوق أبوظبي، ليصل صافي تعاملاتهم إلى 33 مليون درهم محصلة شراء، منها 84.1 مليون درهم محصلة شراء في سوق أبوظبي، و51.1 مليون درهم، محصلة بيع في سوق دبي. وارتفع مؤشر سوق دبي المالي خلال الأسبوع إلى مستوى 2039 نقطة بزيادة نسبتها 4% مقارنة مع الأسبوع السابق، فيما صعد المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 4303 نقاط بنمو نسبته 4.4% خلال فترة الرصد ذاتها.
مشاركة :